تحمل ملامح وجهه طفولة بريئة تزداد كلما ازداد تقدما في العمر.. استطاع أن يدخل قلوب الجماهير بلا استئذان بفضل تلقائيته المحببة في الأداء.. ورغم تنقله بين العديد من الشخصيات الدرامية المختلفة في السينما والمسرح والتليفزيون إلا أنه يفاجئنا دائما بشكل جديد ومختلف في كل مرة. وعلي الرغم من تخرجه في كلية الطب وممارسته للمهنة فترة من حياته العملية إلا أن حبه لفن التمثيل جعله يحول مسار حياته لنخسر أحد الأطباء ونكسب فنانا كبيرا هو يحيي الفخراني. ولد محمد يحيي الفخراني بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية يوم 7 أبريل 1945 وبدأ عشقه للفن وهو في المرحلة الابتدائية عندما رأي آلة الأكورديون فتعلق بها وبدأ يتدرب عليها حتي أصبح ماهرا فيها وبدأت المدرسة تستعين به في كل الحفلات، وقد التحق الفخراني بكلية الطب بجامعة عين شمس وحصل علي بكالوريوس الطب والجراحة عام 1971، وتم تعيينه كطبيب بالتليفزيون المصري وقاده ذلك للمشاركة في بعض الأعمال الفنية كممثل وظل يجمع بين المهنتين لمدة خمس سنوات، لكنه قرر فجأة تقديم استقالته والتفرغ للتمثيل. يقول الفخراني عن تلك المرحلة من حياته: التحقت بكلية الطب لأنها كانت رغبة والدي والتي أردت أن أحققها له وقد حصلت علي بكالوريوس الطب وعملت طبيبا لمدة خمسة أعوام وبدأت أعد للحصول علي الماجستير في الأمراض النفسية والعصبية، ولكنني لم أكمله، ورغم عدم دراستي بمعهد الفنون المسرحية إلا أنني استفدت كثيرا من دراستي للطب، والطريف أنني لم أقدم دور الطبيب في كل أعمالي الفنية سوي مرة واحدة من خلال مسرحية «كيمو والفستان الأزرق» مع فيصل ندا. ويسترجع الفخراني ذكرياته حول البداية الفنية فيقول: أول أدواري كان من خلال المسرح في مسرحية «الكل حقيقة» ورغم صغر الدور إلا أنه نال إعجاب الكثيرين، أما الدور الذي قدمني للناس فقد كان دوري في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرا» مع الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي رحمه الله وهذا المسلسل كان فاتحة خير علي كل من اشتركوا فيه حيث أصبحوا نجوما وكنت قد قدمت قبله دورا صغيرا في مسلسل «الرجل والدخان» مع عادل إمام ومن إخراج محمد فاضل، وقد عرضت هذه الأعمال خلال شهر رمضان فصرت أتفاءل بعرض أعمالي خلال هذا الشهر الفضيل الذي شهد أول بطولة لي في الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «صيام.. صيام». ويمتلك الفخراني رصيدا هائلا من الأدوار التليفزيونية التي قدمها ومن أشهرها «نصف ربيع الآخر»، «للعدالة وجوه كثيرة»، «زيزينيا»، «الليل وآخره»، «شرف فتح الباب»، «يتربي في عزو» وغيرها لكنه يري أن دوره في مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزائه الخمسة والذي جسد من خلاله دور «سليم البدري» هو الأكثر نجاحا وبقاء في ذاكرة الجمهور. وحول أحدث محطاته الفنية وهو مسلسل «شيخ العرب همام» سألته فأجاب: أول ما جذبني لهذا المسلسل هو النص الذي كتبه عبدالرحيم كمال بحنكة واقتدار كما أنه كون ثنائيا متناغما مع المخرج حسني صالح في تجربتهما الأولي من خلال مسلسل «الرحايا» الذي قدمه الفنان نور الشريف خلال العام الماضي وصارت بينهما كيمياء خاصة بالإضافة إلي أن شركة الإنتاج قد وفرت كل الإمكانيات المادية لخروج هذا المسلسل في أفضل صورة ممكنة، أضف إلي ذلك أن عالم الصعيد في الدراما يتمتع بجاذبية خاصة لدي المشاهد وهو ما لمسته عن قرب عندما قدمت مسلسل «الليل وآخره» منذ أربعة أعوام، وشيخ العرب همام ينتمي إلي قبيلة «هوارة» الشهيرة بمحافظة قنا وشخصيته مبهرة فقد كان مثل رئيس دولة وكان يمتلك أراضي شاسعة وهو شخصية حقيقية مذكور في كتب الجبرتي وقد عاش في الفترة التي سبقت فترة حكم محمد علي وهو ما أسعدني لأن هذا العمل سيكون بمثابة مقدمة تاريخية لمسلسل محمد علي الذي سأبدأ تصويره بعد شهر رمضان مباشرة. وحول مدي رضائه عن تحويل فيلم محمد علي إلي مسلسل تليفزيوني يقول: منذ البداية كنت أرغب في تقديمه كمسلسل لكن الدكتورة لميس جابر مؤلفة العمل كانت تري أن كتابته في ثلاثين حلقة أمر مرهق لها خاصة بعد تجربتها في مسلسل «الملك فاروق» وكانت هذه وجهة نظر المخرج حاتم علي الذي كان يفضل تقديمه كعمل سينمائي وبسبب إصرارهما تم الاستغناء عن أحداث كثيرة لم يكن ليتحملها وقت الفيلم السينمائي حتي كان قرار الشركة المنتجة بتحويل العمل إلي مسلسل تليفزيوني وأعتقد أن المشاهد سيكون هو المستفيد الأكبر من هذا الأمر، والحق أنني ورغم إعجابي بالمستوي المتقدم الذي وصلت إليه السينما في الآونة الأخيرة إلا أن التليفزيون له عندي الأولوية لأنه يشاهد علي نطاق أوسع وله تأثير قوي في كل الوطن العربي وذلك بسبب انتشار الفضائيات بشكل كبير. وحول رؤيته لشكل المنافسة هذا العام يقول الفخراني: تعودت دائما ألا أن أنظر إلي نفسي وأجيد تماما في عملي ولم تشغلني يوما المنافسة مع أحد من زملائي وأعتقد أن دخول الكثير من ممثلي ومخرجي السينما لهو خير دليل علي أن المستقبل سيكون للدراما التليفزيونية. علي المستوي الفني يظل يحيي الفخراني نجما متميزا يحمل علامة الجودة في كل عمل فني يقدمه وعلي المستوي الإنساني يعيش حياته بلا تعقيد مع زوجته الدكتورة لميس جابر التي ارتبط بها بعد قصة حب قوية أثناء مزاملتها له في كلية الطب ولديهما ولدان الأكبر هو شادي الفخراني الذي عمل مساعدا لعدد من كبار المخرجين ويستعد لإخراج فيلمه الأول قريبا والثاني هو طارق الذي يدرس حاليا بالولايات المتحدةالأمريكية وقد سبق له الظهور كممثل مع والده في طفولته من خلال فيلم «محاكمة علي بابا».