العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير محور 30 يونيو    وزير الإسكان يعقد اجتماعاً لمتابعة موقف مشروعات مبادرة "حياة كريمة"    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    وزير المالية: إجراءات استثنائية لخفض الدين مع الحفاظ على الانضباط المالي    بعد حادث رئيس الأركان.. رئيس المباحث الجنائية الليبي يزور مكتب المدعي العام في أنقرة    إسرائيل تتحدى العالم: لن ننسحب أبدًا وسنحمى مستوطناتنا    باجو المدير الفني لمنتخب الكاميرون : لن أحفز اللاعبين قبل مواجهة كوت ديفوار    الكرملين: موسكو قدمت عرضا لفرنسا بخصوص مواطن فرنسي مسجون في روسيا    انطلاق مباراة الزمالك وسموحة بكأس عاصمة مصر    تأييد حبس عبد الخالق فاروق 5 سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة    إصابة 6 أشخاص إثر مشاجرة بالشوم والعصي بقنا    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    مصطفى شوقي يطرح «اللي ما يتسمّوا» من كلماته وألحانه | فيديو    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    قائمة الإعفاءات الجديدة لدخول قاعات المتحف المصري الكبير    استشاري: الربط بين التغذية والبروتوكول العلاجي يسرّع الشفاء بنسبة 60%    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    محافظ الدقهلية يتفقد سوق الخواجات في المنصورة ويقرر غلق جميع المحال المخالفة لاشتراطات السلامة المهنية    فيديو B-2 وتداعياته على التحرك الإسرائيلي المحتمل ضد إيران ( تحليل )    تراجع معظم أسواق الخليج وسط ‍تداولات محدودة بسبب العُطلات    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسميًا بعد أكثر من 25 عام زواج    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    فحص نحو مليون من ملفات جيفرى إبستين يثير أزمة بالعدل الأمريكية.. تفاصيل    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية

· غادة عبد الرازق تحمل قدراً لا ينكر من الطزاجة فهي أحد أسلحة تغيير وجه الشاشة الصغيرة حتي عندما يتطلب الأمر دوراً لامرأة ناضجة
· صالح والصاوي وزينة ومنة ونيللي يسيطرون علي الشاشة!!
قبل نحو 12 عاماً وفي مثل هذه الأيام تغير وجه السينما المصرية عندما انطلقت قنبلة اسمها "إسماعيلية رايح جاي" حيث اكتشفت السينمائيون أن كبار النجوم باستثناءات قليلة صاروا خارج المعادلة الإنتاجية وأن الجماهير من خلال شباك التذاكر لديها أسماء أخري تبحث عنها يريدونهم أبطالاً وهكذا انطلق البيان الأول للانقلاب في يوم وليلة.. وتبدلت طوال تلك السنوات أسماء عديدة انطلقت للمقدمة، المؤكد أن وجه الشاشة قد تغير ولم يعد يسمح للجيل السابق باحتلال المقدمة!!
شيئاً من هذا تراه عبر دراما الشاشة الصغيرة.. التليفزيون بطبعه لا يؤمن بالانقلابات الحادة ولكنه يتغير خطوة خطوة ورغم ذلك فلا يزال ما يجري بهدوء له تعريف واحد« انقلاب».. مشاهدو الشاشة الصغيرة لديهم إحساس أكبر بالعشرة القديمة التي تحققت بينهم وبين عدد من كبار نجومهم علي مدي تجاوز في بعض الحالات 20 عاماً ولهذا لا يهون عليهم بسهولة العيش والملح إلا أنهم بدأوا يسمحون بأن يدخل بيوتهم جيل آخر.. أبطال آخرون من جيل كانت علاقته مع التليفزيون في الماضي لا تتجاوز دوراً رئيسياً في مسلسل يلعب بطولته نجم تليفزيوني مخضرم.. الآن صاروا هم الأبطال.. تابعوا أسماء خالد صالح "تاجر السعادة" ، خالد الصاوي "قانون المراغي" ، مجدي كامل "الأشرار" ، أحمد عز "الأدهم" ، محمد رجب "أدهم الشرقاوي" ، زينة "ليالي" ، منة شلبي "حرب الجواسيس" ، نيللي كريم "هدوء نسبي" ، غادة عبد الرازق "الباطنية" و "المراغي" ، سمية الخشاب "حدف بحر" ، حنان ترك "هانم بنت باشا".. علي الشاشات الفضائية احتل هؤلاء مساحة ملحوظة وعلي شاشة التليفزيون المصري أصبح لبعضهم مكانة مثل منة شلبي "حرب الجواسيس" وخالد صالح "تاجر السعادة".. لم يكن هذا متاحاً في الماضي لأن النجوم والنجمات الكبار دائماً تنتظرهم الشاشة الصغيرة وتمنحهم الأوقات المميزة في العرض وساهمت وكالات الإعلانات في دعمهم المادي وفي فرض هذا التواجد.. وهكذا فإن شركات الإنتاج لم يعد لديها ما يشغلها سوي إرضاء هؤلاء النجوم بينما النجوم لم يعودوا يفكرون سوي في زيادة أجورهم وفرض سيطرتهم علي كل مفردات العمل الفني.. الكل خضع إليهم لأن القاعدة السياسية تقول إن من يملك يحكم وهؤلاء كانوا إلي عهد قريب يحكمون فصاروا يتحكمون في كل شيء وكلما ازداد خضوع الجميع إليهم ازدادوا هم سطوة وكأنهم يطبقون قانون السينما مرة أخري علي التليفزيون!!
لا شك أن الخالدين "الصاوي" و "صالح" حققا هذا الشهر قفزة جماهيرية.. الحس الشعبي في مسلسل "تاجر السعادة" يعلن عن نفسه من خلال شخصية الشيخ "مصباح" التي نسجها "عاطف بشاي" عن فكرة درامية كتبها الراحل "محسن زايد".. وبالطبع فإن "خالد صالح" يحصل علي البطولة الثالثة له في رمضان.. إلا أنه هذه المرة يحتل مكانا أفضل ومع نفس المخرجة "شيرين عادل" والناس تتابع تلك الشخصية بقدر لا ينكر من الاهتمام والتوحد.. في "قانون المراغي" عمل درامي هادئ جداً يتسلل بنعومة إلينا كتبته "عزة شلبي" بالاشتراك مع ورشة درامية أشرفت عليها.. المخرج "أحمد عبد الحميد" يقدم هذا المحامي الداهية بلا صخب أدي دوره "خالد الصاوي" من خلال تفاصيل إنسانية في علاقته مع زوجته "أنوشكا" وتلك المحامية التي دخلت إلي حياته "غادة عبد الرازق" وبدأت تحرك بداخله الكثير من المشاعر التي كان يعتقد أنها قد طواها النسيان.. فهو شخصية برجماتية نفعية تبحث عن مصالحها ولكنه يحمل أيضاً بداخله مشاعر إيجابية لزوجته يدعمها ارتباطه بابنته ووالد زوجته الذي كان هو أستاذه وتبناه إيماناً منه بموهبته وكفاءته.. الصراع الهادئ قدم أبطاله بشر لهم أيضاً نقاط ضعفهم أسفر عن نوع من الأداء الدرامي يتسلل إلي مشاعرنا بنعومة.
"نيللي كريم" في "هدوء نسبي" بطولة مع "عابد الفهد" السيناريو كتبه السوري "خالد خليفة" وأخرجه التونسي "شوقي الماجري".. المسلسل يدخل إلي العراق أثناء الغزو الأمريكي ويحرص علي أن يدعم لقطاته برؤية تسجيلية نري فيها ما جري علي أرض الواقع.. من خلال مراسلين عسكريين ذهبوا للعراق لنقل الصورة الحقيقة لما يجري.. نشاهد وجهاً حقق لدي المشاهدين درجة حضور عالية إنه "الصحاف" وزير الإعلام العراقي الذي كان يبيع الوهم للجمهور العربي مؤكداً علي أن الأمريكان "العلوج" في طريقهم لكي يتلقوا هزيمة نكراء بأيدي العراقيين وأنهم قد جاءوا بأرجلهم إلي التهلكة.. تنفيذ جيد للمعارك وأيضاً إحساس عال في استخدام اللقطات التسجيلية الأرشيفية.. "نيللي كريم" تحقق خطوات متقدمة جداً في هذا المسلسل والحقيقة أن مناخ الحروب يتيح للإنسان أن يظهر ما بداخل نفسه بلا رتوش، أجمل وأقبح ما فيه نراه علي السطح!!
"زينة" بطلة في "ليالي" النص الذي كتبه "أيمن سلامة" وأخرجه "أحمد شفيق".. بالطبع المرحلة العمرية التي تعيشها "زينة" امرأة في بدايات الشباب والجمال وتحلم بتحقيق نفسها فنياً واقتصادياً طموحها بلا سقف.. أب جشع يريد أن يستحوذ علي كل شيء لا يفكر سوي في استثمار كل ما يقع تحت سيطرته حتي ابنته هي بالنسبة له مشروع اقتصادي لتحقيق ربح مضمون.. المسلسل يأخذ من مأساة "سوزان تميم" الكثير مع تغييرات في بعض التفاصيل فهي مصرية وتحلم بالتمثيل ولا يستطيع أحد أن يصادر علي حق الكاتب أن يجعل من الواقع المادة الخام ويضيف إليها أيضاً ما يشاء المهم بماذا تسفر التجربة في نهاية الأمر.. وهذا هو ما ننتظره ولكن لا شك أن هناك حالة إبداعية علي مستوي الصورة يقدمها المخرج "أحمد شفيق" في أول تجربة له وهناك أيضاً فهم واضح للدور تلعبه "زينة".
"منة شلبي" و "شريف سلامة" بطلا "حرب الجواسيس" في مسلسل تشويق مأخوذ عن ملفات المخابرات العسكرية كتبه "بشير الديك" عن قصة لصالح مرسي إخراج "نادر جلال" البطولة فرضت علي المستوي الواقعي اختيار "منة" و "شريف" ورغم ذلك فإن كل هذه التجارب وغيرها ما كان من الممكن أن تري النور لولا أن هناك بالفعل توجها جديدا لدي الجمهور يفرض الاستعانة بنجوم جدد كما أن شركات الإنتاج باتت لا تلقي بالاً برؤية إنتاجية كانت تتوجه إلي عدد محدود من النجوم.. المؤشر ولا شك تغير.. بالطبع المسلسل علي مستوي الصياغة الدرامية به قدر من التنميط كما أن المخرج المخضرم "نادر جلال" في التصوير الخارجي كانت تفلت منه بعض مفردات الصورة في الشارع الذي كان يعلن عن الزمن الحالي.. في التصوير الداخلي لم تراع بعض التفاصيل في الحياة مثل قرص التليفون وغيرها يكشف أيضاً عدم الدقة في الالتزام بالزمن والغريب أن "نادر" هو أكثر المخرجين حنكة ودراية بأهمية هذه التفاصيل التي لا أدري كيف أفلتت منه!!
"غادة عبد الرازق" تحمل قدراً لا ينكر من الطزاجة علي الشاشة هي في مرحلة عمرية متوسطة بين جيل "يسرا" و جيل "زينة" إلا أن الشاشة الصغيرة ترحب بها بقوة وكأن هذا هو زمنها لأنها وجه مغاير لما دأبت عليه شاشة التليفزيون بالإضافة إلي عامل آخر هام جداً وهو أن "غادة" تقدم أداءً عصرياً لم يتم قولبته أو وضعها في إطار صارم ولهذا فهي أحد أسلحة تغيير وجه الشاشة حتي عندما يتطلب الأمر مرحلة عمرية أكبر!!
التغيير يظل هدفاً قائماً وهو يعبر عن رغبة في أن يغير النجوم الحاليون أفكارهم فهم لا يلقون بالاً لا للسن ولا ملامح شكلية فقط هم يريدون سطوة عامة علي العمل الفني واثقون أنهم سوف يحصلون علي أعلي الأجور لأن وكالات الإعلان تفرضهم.. وهذا دفعهم لكي يرفعوا شعار أنا ومن بعدي الطوفان.. الآن فقط اكتشفوا أن الطوفان يطاردهم!!
*********
«نبيلة» تمثل علي نفسها و «يسرا» تمثل علينا!
· عندما تتابع نبيلة فسوف تدرك أن لديها خصاما حادا بين ما ينطق به صوتها وما تنطق به ملامحها فلقد أصاب تعبيراتها الجمود
· فهل تدرك أن أول واجباتها كممثلة أن تنسي أنها "يسرا" وتتذكر فقط أنها شخصية درامية
لست أدري ما الذي حدث لنبيلة عبيد.. عندما تتابعها أقصد لو كنت فسوف تدرك ببساطة أن لديها خصاما حادا بين ما ينطق به صوتها وما تنطق به ملامحها فلقد أصاب تعبيراتها الجمود.. أداء رتيب جداً في إيقاعه لا ندري لماذا وافقت "نبيلة" علي العودة للشاشة الصغيرة قبل أن تعود إلي لياقتها الشخصية والفنية.. في مسلسل "البوابة الثانية" ستجد أنها تحرص علي أن تحيط نفسها بالكبار، المخرج "علي عبد الخالق" والكاتب "مصطفي محرم" والملحن "عمار الشريعي" تريد أن تقول للجمهور أنها تستند إلي هؤلاء وهي نظرة تجاوزها الزمن لأن الجمهور لم يعد يعنيه الأسماء الكبيرة علي الشاشة بقدر ما تجده يبحث عن إبداعهم بالإضافة إلي أن "نبيلة" في هذه المرحلة العمرية بحاجة أكثر إلي رؤية شبابية في كل شيء الكتابة والإخراج والموسيقي وبالفعل وقع اختيارها في البداية علي الكاتبة "كوثر مصطفي" وهي شاعرة متميزة قدمت العديد من الأغنيات التي تحمل نبضاً جديدًا مثل "لسه الأغاني ممكنة" لمحمد منير تلحين "كمال الطويل" كما أنها وضعت أشعار آخر أفلام نبيلة "مفيش غير كده" إلا أنها لم تكمل معها الطريق للنهاية بدأت رحلة التغيير لكنها آثرت الرجوع وفي نصف الطريق عادت إلي كاتبها الأثير "مصطفي محرم" ليشرف علي الدراما وعندما تختار "نبيلة" كاتبا كبيرا فهي لا تريد إنعاش العمل درامياً وما يعنيها هو أن تسيطر علي العمل الفني أن تتواجد داخل جنبات المسلسل رغم أن معها "هشام عبد ا لحميد" و "كارمن لبس" و "فادي إبراهيم" و "أحمد ماهر" فهي محاطة بعدد من الممثلين الذين ينبغي أن تصبح لهم أدوارهم وليسوا تابعين للبطلة الرئيسية ولكن "نبيلة" دائماً هي "نبيلة".. لم تستسلم "نبيلة" للواقع وأيضاً لم ترفض تماماً ما يفرضه الواقع لو عدت خمس سنوات للخلف دُر وتذكرت مسلسلها "العمة نور" ستجد أن حضورها علي الشاشة كان أكبر هذه المرة في "البوابة" سمحت بما لم تكن تسمح به من قبل هذه واحدة.. الثانية كان اسمها يسبقه لقبها الأثير "نجمة مصر الأولي" هذه المرة سوف تجد فقط "نجمة مصر" ولن نعثر علي "الأولي" ولا الثانية نجمة مصر "حاف" في المطلق حيث إنها تركت الترتيب، الأولي أو الثانية أو الثالثة لضمير كل واحد.. ويبدو أن العدوي انتقلت للآخرين حيث تقرأ "فادي إبراهيم" نجم لبنان و "كارمن لبس" نجمة لبنان وكان "هشام عبد الحميد" هو أكثرهم ذكاءً فلم يسبق اسمه بتعبير نجم مصر ولا سورياً أو لبنان أو جزر القمر!!
"نبيلة" لم تستطع أن تزود عن لقبها القديم وأيضاً لم ترض أن تتخلي عنه تماماً ولهذا وقفت في مرحلة متوسطة لا هي حصلت علي اللقب كاملاً ولا هي تنازلت عنه كاملاً أيضاً.. "نبيلة" لا تدري أين تقف الآن وما هي الخطوة القادمة.. المؤكد أنها تستشعر أن التراجع يعبر عن نفسه بقوة ولا يمكن لأحد إنكاره فلم يرحب بها التليفزيون المصري عبر قنواته الأرضية وذلك لأنها لم تحقق ببساطة إعلانات.. لم تتحمس وكالات الإعلان من البداية لها وهذا ليس له علاقة بمستوي المسلسل ولكن دائماً ما تصبح هذه هي الخطوة التالية بعد قيمة المسلسل، البداية هي اسم النجم وجاذبية "نبيلة" تأثرت كثيراً في السنوات الأخيرة.. "نبيلة" تحتاج إلي إعادة ترتيب نفسها قبل أوراقها وإلي أن تصبح أكثر هدوءا في تقبل الآراء وأن تفكر في العمل القادم ليصبح مسلسلاً درامياً تشارك في بطولته لكنه ليس مصنوعاً من أجلها.. عليها أيضاً أن تنسي الآخرين أين هم وما هي مواقعهم بالتأكيد لقد سبقها الجيل التالي لها في دنيا دراما المسلسلات وبخطوات كبيرة "ليلي" ، "يسرا" ، "الهام" كما أن الجيل الجديد حقق قفزات في الأجور لم تصل إليها "نبيلة".. ليس هذا هو ما ينبغي أن تتوقف عنده "نبيلة" الأهم أن تنشغل بالخطوة التالية.. اللقب لن يمنحها أي شي،ء الناس لا يعنيها إلا ما تسفر عنه الشاشة.. كما أن عليها أيضاً أن تجيد اختيار السيناريو ثم يتبقي أمامها معضلة أخري هي الأداء إنه مثل اللغة التي تتغير مفرداتها من زمن إلي آخر وما تعاني منه "نبيلة" أنها لم تدرك ذلك.. أداؤها ينتمي إلي مدرسة قديمة جداً بالإضافة إلي أن وجهها فقد القدرة علي التعبير وتلك مشكلة أخري حوارها في واد وتعبيراتها في واد آخر؟!
ونأتي إلي "يسرا" ومسلسلها "خاص جداً".. لا شك أن "يسرا" لديها مساحة علي الشاشة الصغيرة لا تزال تنتظرها والدليل أنها طوال السنوات الأخيرة تقدم مسلسلات متواضعة درامياً ولكن الجمهور لا يتوقف عن الانتظار ووكالات الإعلان أيضاً لم تتوقف عن رصد الأموال لها.
اسمها مفروض بقوة في سوق الفيديو يصنع لها مسلسل كل شهر رمضان وما تقدمه "يسرا" تليفزيونياً يشعرك أنها تقدم "يسرا" فهي ترتدي ملابس لا أقول مثيرة أو غير مثيرة فهذه ليست قضيتنا ولكن ملابس تخاصم شخصية الطبيبة النفسية.. فلا يمكن أن تهتم "يسرا" بملامحها وما تريديه وتغفل أنها الدكتور النفسية "شريفة" مهما حمل الاسم من ظلال إيجابية ولكنها بالتأكيد ليست "يسرا" الإنسانة التي تصر علي أن تصدر للجمهور صورة ذهنية أنها المعطاءة المتسامحة التي تمنح للآخرين كل ما لديها وحتي ما ليس لديها لا تبخل به علي الآخرين؟!
المطلوب أن تخرج "يسرا" من الشرنقة التي صنعتها "يسرا" أن تنفتح فكرياً.. نعم مكانة "يسرا" تبدو حتي هذا العام في الفضائيات والتليفزيون المصري محاطة بقدر لا ينكر من الحماية الأدبية والمادية لأن لديها قوة دفع لا تزال تضعها في المقدمة إلا أن ما نراه الآن هو أن هناك نجوما ونجمات في طريقهم لكي يحتلوا مقدمة الكادر ومن حقهم أن يستولوا علي المساحات الذهبية ورأس المال يتغير مؤشره دائماً ناحية من يكسب باسمه.. فهل تدرك "يسرا" أن عليها علي الشاشة أن تنسي أنها "يسرا" وتتذكر فقط أنها شخصية درامية من حقها علي نفسها أن تمثل ومن حق الجمهور أن يشعر أنها تمثل له لا تمثل عليه!!
********
قبل الفاصل
«أنت عمري» أغنية صوفية؟
الاثنين الماضي مرت الذكري الأولي للشاعر الكبير "أحمد شفيق كامل".. لم ينتبه أحد في ظل الصخب الرمضاني إلي ذكراه.. إنه أرق شاعر غنائي عرفته من خلال كلماته قبل أن أتعرف إليه فاكتشفت أن الشاعر والإنسان وجهان لعملة واحدة.
يحلو للبعض علي سبيل الاستسهال أن يطلق عليه لقب شاعر "أنت عمري" علي اعتبار أنها أشهر أغنية وأصبحت معروفة باسم "لقاء السحاب".. جمعت الأغنية بين ألحان محمد عبد الوهاب وصوت أم كلثوم بكلمات "أحمد شفيق كامل" فكانت اللقاء الأول بين قمتين في الغناء والتلحين كانا من المستحيل أن يلتقيا ورغم ذلك لم تكن "أنت عمري" هي أعمق ما كتب "أحمد شفيق كامل".. الحقيقة أن "أنت عمري" كانت الأشهر لأن أشعار أحمد شفيق كامل التي أبدعها في قالب الأغنية تتنافس في جمالها مع "انت عمري".. وأن أغنياته الوطنية مثل "السد - قلنا ح نبني وادي احنا بنينا السد العالي" و "مطالب شعب" و "يا نسمة الحرية" و "وطني حبيبي الوطن الأكبر".. كل هذه الأغنيات وغيرها شهادات تضع شاعرنا بالفعل فوق السحاب!!
استطاع الكاتب الكبير الأستاذ "خيري شلبي" أن يقنع قبل ثلاثة أعوام "أحمد شفيق كامل" بأن يطبع أغنياته بين دفتي كتاب وبعد جهد كبير أتصور أنه جهد مضني وافق أحمد شفيق كامل.. لأن شاعرنا الكبير تبلغ رقته وتواضعه حدوداً لا يمكن لأحد أن يتصورها ومن المؤكد أنه ظل رافضاً الفكرة لإحساسه بأن كلماته لا تستحق أن توثق في كتاب رغم أنك بالفعل عندما تستمع إليها تكتشف إلي أي مدي أن الكلمة بعيداً حتي عن النغمة أو الأداء.. الكلمة هنا ثرية ومفعمة بكل الأحاسيس، إنه القائل مثلاً أروع كلمات في الحب
ابتديت دلوقتي بس أحب عمري
ابتديت دلوقتي أخاف لا العمر يجري
وتعددت الكلمات التي يبدعها أحمد شفيق في الحب والهيام وبرغم أنني سعدت جداً بالدراسة الممتعة التي كتبها خيري شلبي كمقدمة لكتاب أحمد شفيق كامل أنت عمري إلا أنني أختلف معه في تحليل أغنياته العاطفية يقول خيري شلبي.. حقيقة الأمر أن أحمد شفيق كامل شاعر صوفي صرف.. وجميع أغنيات الحب التي غنتها أم كلثوم من تأليفه سواء من تلحين عبد الوهاب أو بليغ حمدي إنما هي أغنيات عشق صوفية وما الحبيب فيها سوي الله سبحانه وتعالي.
انتهت كلمات خيري شلبي واستمعت إلي كلمات أغاني شاعرنا وقرأتها عشرات المرات وتأكدت بما لا يدع مجالاً لأي تفسير آخر أنها ليس من الممكن أن تحمل أي معاني صوفية ومن المستحيل أن تقترب من الذات الإلهية وأن هذا التحليل الذي يبدو أنه في ظاهره الرحمة إلا أنه في باطنه العذاب.. وأجمل ما في "أنت عمري" أن شفيق كامل تغزل في محبوبته قائلاً:
صالحت بيك أيامي
سامحت بيك الزمن
نسيتني بيك آلامي
ونسيت معاك الشجن
قبل رحيل شاعرنا الكبير بأكثر من 20 عاماً كان قد توقف تماماً عن تقديم الأغنيات العاطفية للمطربين، احتفظ بها في درج مكتبه وقال لي أن أي خاطر عاطفي يطوف حوله يكتبه لكنه لا يقدمه لأحد من المطربين أو الملحنين.. لكنه أبداً لم يتبرأ مما كتبه من أغنيات عاطفية، كما أنه لم يحاول أن يعيد تفسير كلماتها ليخرجها من نطاقها العاطفي ليحيلها إلي أغنيات صوفية في حب الله!!
tarekelshinnawi @yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.