استطاع الفنان طارق لطفي ان يحفر لنفسه مكانا مميزا في الدراما التليفزيونية, ويفاجئنا كل عام بدور مختلف ومتميز يختاره بعناية كما انه يرفض تقديم ادوار لا تترك اثرا دائما لدي المشاهد, كما انه لا يهتم ان يكون البطل الاول, المهم ان يحمل الدور الذي يلعبه رسالة وهدف طارق الذي قال ان شخصية سيد التي قدمها خلال مسلسل قضية صفية تعكس التطور الزائف الذي ينبهر به الفلاحون ويتركون من أجله أرضهم. وأضاف ان ادوار الشر هي التي تخرج طاقة الفنان لأنها اكثر تعقيدا وتحمل شخصية مركبة, مشيرا إلي ضرورة تقسيم مواسم الدراما لانه اصبحت هناك اعمال لا تشاهد بسبب الزحمة الدرامية.. وإلي نص الحوار: * كيف جاء ترشيحك لمسلسل قضية صفية؟ ** منذ ثلاث سنوات وهناك اتفاق بيني وبين المؤلف ايمن سلامة والمخرج احمد شفيق وتحديدا منذ ان بدأ سلامة كتابة السيناريو, وانا ومي عز الدين نتابع معهما بدقة كتابة الحلقات وتطور الشخصيات, كما ان العمل يعرض قضية مهمة, وهي قيمة الاراضي الزراعية وتحويلها إلي اراض سكنية من اجل الربح, بالاضافة إلي التطور الزائف الذي حدث للقري والفلاحين الذين اعتقدوا ان تقنيات الحياة الحديثة في الموبايل والتليفزيون, وعندما تم عرض العمل علي المنتج امير شوقي وافق. * كيف تري شخصية سيد وانعكاسها علي الواقع؟ ه** ي شخصية لها ابعاد درامية عميقة ومركبة, كما انها مقسمة إلي جوانب كثيرة, مما جعلني شديد التركيز للامساك بكل مفاتيح الشخصية, مع الالتزام بتحقيق عنصر المفاجأة للجمهور, كما ان الشخصية كل حلقة كانت تظهر بمفاجأة غير متوقعة وشخصية سيد تعكس التطور الزائف الذي ينخدع به الفلاحون دائما. * ومسلسل شاهد اثبات؟ ** كان ترشيحي للدور من خلال صديقي المخرج محمد الرشيدي لانه يؤمن بقدراتي الفنية, وكان يري انني افضل من يقدم هذا الدور وبالرغم من ان عدد مشاهده كان حوالي80 مشهدا فقط الا انه كان مؤثرا, وهو ما جعلني لا اهتم لكوني ضيف شرف في مقابل ان اجسد شخصية اساسية وهامة تدور حولها كل الاحداث الدرامية وهي شخصية عصام الكاشف الصحفي صاحب برامج التوك شو التي يتم تقديمها لاول مرة في الدراما. * ماذا عن مسلسل بفعل فاعل؟ ** رشحتني الكاتبة مني رجب, وشجعتني ان اخوض هذه التجربة وقرأت السيناريو واعجبني, لان شخصية الضابط التي قدمتها لم اجسدها من قبل فهو شخصية هادئة كما انه افادني حتي لا تظهر كل اعمالي في شهر رمضان بشخصية واحدة, وهي والشرير. * لماذا كنت خائفا من هذا المسلسل؟ ** كنت خائفا من التعامل مع الشركة المنتجة لهذا المسلسل, كما يوجد فنانون كثيرون حذروني من التعامل معهم, ولكن امام اصرار مني رجب اضطررت ان اوافق, وهي شركة تسعي دائما للكسب المادي باي طريقة وبالفعل تحققت شكوكي, وقررت الا اتعامل معهم مرة اخري حتي لو اعطوني مال العالم كله, وحتي لو كان العمل سوف ينجح نجاحا باهرا لان العمل في مكان هادئ افضل بكثير من عمل تحاصره المشاكل. * الم تقلق من كثرة وجودك هذه العام؟ ** لماذا اقلق فقد كنت متأكدا ان كل شخصية قدمتها تختلف عن الاخري وهذا الاختلاف ساعدني علي النجاح, ولذلك كنت متحمسا ان اخوض كل هذه الاعمال دون قلق, وبالفعل نجحت ولم يشعر الجمهور بالملل. * كيف كنت توازن بين اكثر من شخصية في وقت واحد؟ ** الدخول والخروج من شخصية اؤديها هذه مسألة بسيطة, فبمجرد ان ارتدي ملابس الشخصية واقرأ الدور جيدا اتقمص الشخصية, وقول خاطئ ان الفنان لا يستطيع ان يجسد اكثر من شخصية في وقت واحد لانه يعيش فيها دائما. * لماذا بدأت تميل إلي أدوار الشر في الفترة الاخيرة؟ ** منذ اربع سنوات كنت اجسد شخصيات هادئة, ووصلتني رسائل اعتراض وانا نفسي بدأت اميل للتغيير حتي لا يمل مني المشاهد, ولكن ليس معني ذلك انني سأتخصص في هذه الادوار بعينها, لكن التغيير مطلوب بالرغم من انني افضل الادوار الشريرة اكثر لانها اصعب من الشخصيات الطيبة, كما انها تكون مبدعة وتخرج الطاقات الفنية عند الممثل, وتعتمد علي ابعاد ومراحل كثيرة, اما الشخصيات الطيبة فتكون هادئة طوال الوقت وتتم كتابتها بطريقة واحدة بحيث تظهر هذه الشخصية وكأنها ملاك وليست انسانا وهذا ليس مقنعا. * هل تري ان اعمالك ظلمت بسبب عرضها في شهر رمضان؟ ** الي حد كبير توجد اعمال جيدة تظلم بسبب هذا التكدس, ولكن الاغلب ان الجمهور حاليا لا يثق في نجوم بقدر ثقته في اعمال, بمعني انه يوجد نجم كبير له مسلسل ولكنه ليس جيدا وبالتالي لا يراه المشاهد مهما كانت شهرة هذا النجم, ويعجب المشاهد من جانب اخر بمسلسل لممثل لا يتمتع بشهرة كبيرة, ويرجع هذا التكدس للقنوات الفضائية التي تشتري هذه المسلسلات في شهر رمضان بسبب كثرة الاعلانات فيه, وضمان الربح المادي, ولذلك يجب وجود موسم اخر تعرض فيه هذه المسلسلات ويكون ايضا فيه ربح حتي تكون جميع الاطراف راضية. * ما رأيك في انتشار الدراما السورية والعربية؟ ** اصبحت متداخلة يحيث اصبح الفنانون المصريون يمثلون في سوريا والعكس صحيح, كما ان الدراما التاريخية المصرية اصبحت الان اكبر انتاج لسوريا لانهم يمتلكون عوامل كثيرة, مساعدة مثل التمويل الجيد واماكن التصوير وعندهم ارادة وتحد وهذا طبيعي, ولكن هذه المسألة تحزن الشعب المصري لان الانسان المصري هو الشخص الوحيد القادر علي التعبير عن التراث الفرعوني الذي يمتلكه مثل مسلسل كليوباترا بالرغم من ان الفنانة سولاف فواخرجي ممثلة جيدة جدا وجميلة إلا انها لم تستطع تجسيد شخصية كليوباترا جيدا, كما لم تستطع الوصول الي الملامح الاساسية للشخصية لان الملكة كليوباترا كانت سمراء وليست بقدر جمال سولاف ولم تكن عيناها زرقاوين والفساتين التي كانت ترتديها سولاف بها تطور وليست قديمة وهذا خطأ درامي كانت تجب ملاحظته. * بالرغم من النجاح الذي وصلت له إلا انك لم تفكر في البطولة المطلقة؟ ** لايوجد احد في العالم قادر علي القيام بالبطولة المطلقة بمفرده, وكل المسلسلات المتميزة والناجحة تكون دائما جماعية, والفرق يكون بين دور صغير ودور كبير وعندما نطلق علي فنان انه نجم لان مشواره الفني طويل وقدم اعمالا جيدة ومتميزة, ولكن ليس بمفرده وانما بمساعدة فريق العمل مثل مسلسل قضية صفية, لقد نجح بسبب مجهود فريق العمل كله وكل من عمل فيه كان بطلا مثل مي عز الدين وطارق لطفي وسامح الصريطي واحمد السعدني, وفي اوقات كثيرة كنت اري ان التصوير هو نجم هذا العمل يسبب وجود لقطات كثيرة كان تصويرها جيدا ومعبرا عن الاحداث وبالتالي يجب ان ننظر الي العمل وليس لفنان بحد ذاته. * لماذا ابتعدت عن السينما؟ ** لان السينما حاليا اصبحت ملكا للقطاع الخاص, ومعظم المنتجين يلعبون في المضمون, فمن الممكن ان يصنع فيلما ومتأكد من نجاح ابطاله فيصنعه سريعا دون تردد ولايريد ان يخاطر بفنان ليست له اعمال كثيرة في السينما, ويوجد مشكلة اكبر تواجه المنتجين, وهي لو ان هذا الفيلم سرق داخل مصر فمن سيعوض المنتج خسارته المادية, وبالتالي لايريد أن يخاطر في شيء بقدر الامكان, وحتي لو هذه المشاكل تم حلها لاتوجد سيناريوهات جيدة, فقد عرضت علي الفترة الماضية60 سيناريو ورفضتها كلها دون تردد, لانها كلها بلا استثناء تتميز بالاسفاف والابتذال وبها مشاهد جنسية خادشة للحياء وليست مهمة في الاحداث. * وماذا عن مشكلتك مع المنتج وليد التابعي؟ ** منذ عامين قدمت معه فيلم ازمة شرف ولم يعطني مستحقاتي حتي الان وكلما طالبته بها يقول انها مسألة وقت لانه يمر بأزمة مالية ولا اربد ان الجأ للقضاء حتي لا اخسره لانه علي المستوي الشخصي علاقتنا جيدة ومازلت في انتظار الحصول علي حقي.