باب أمل للمسنين يفتحه بحث جديد يظهر أن الإصابة بمرض الزهايمر يمكن تأخيرها على الأقل. فعلى مدار 20 عاما، تولى فولف دي أوسفالد أستاذ الطب النفسي، قيادة مشروع بحثي حول سبل احتفاظ المرء بقدرته في الاعتماد على النفس عند وصوله إلى سن متقدمة. وبناء على دراساته العلمية، خلص أوسفالد، إلى أن الإصابة بمرض الزهايمر يمكن تأخيرها لما يترواح بين خمسة أو عشرة أعوام في حال أبقى المرء على نشاطه البدني والعقلي، قائلا: "مع التأكيد على حرف الواو"، أي البدني "و" العقلي. فينصح أوسفالد بالسير لمسافة كيلومترين يوميا وتجنب الخمول العقلي، مشيرا إلى أن "ذلك يتضمن العودة إلى ممارسة الحساب الذهني وتذكر الأشياء وتجريب أنشطة جديدة والقيام بأعمال تطوعية". ويقول إن الأشخاص الذين يتعذر عليهم القيام بذلك يمكنهم إتباع برنامج التدريب البسيط المضاد لمرض ألزهايمر، فعلى سبيل المثال، قم بوضع علامات حول حرفين معينين "كحرفي الألف والنون" في إحدى مقالات الصحيفة اليومية التي تقرأها بأسرع وتيرة ممكنة، ويفضل زيادة السرعة يوما بعد يوم. كما يمكنك بعد الانتهاء من قراءة الصحيفة أن تدون كتابة كل ما تستطيع تذكره من التفاصيل التي قرأتها. ورغم أن هذه التمرينات قد تبدو للوهلة الأولى سهلة للغاية، يقول أوسفالد إن دراسات متعلقة بعلم الأوبئة في الولاياتالمتحدة أثبتت فعاليتها في مكافحة ألزهايمر. من جانبه يرى ماركوس برايتر، رئيس عيادة الذاكرة في مستشفى "أسكليبيوس" في هامبورج ونائب مدير مركز الصحة العقلية في المستشفى، أن النشاط هو أفضل طريقة لسلامة العقل، شريطة ألا يكون المريض يعاني بالفعل من ألزهايمر. ويقول برايتر: "مع الأسف، لم تظهر حتى الآن أي استراتيجيات قاطعة للوقاية من هذا المرض، لا من خلال العقاقير أو عن طريق برامج التدريب الخاصة". ويشير برايتر إلى أنه لا يمكن تدريب المخ مثل العضلات، مؤكدا أن الحفاظ على المخالطة الاجتماعية بالنسبة لكبار السن أهم من تدريبات الذاكرة المكثفة. ويضيف: "أكثر ما يحفز النشاط العقلي للمرء هو الأشخاص الآخرون، فالمخ عضو اجتماعي، والتواصل مع الآخرين يحفز أذهاننا ويحافظ على سلامة صحتنا العقلية".