بعض منظمات حقوق الانسان لها تحفظات على تعيين الدابي حققت الحكومة الإسلامية في السودان "نصرا دبلوماسيا" حين كلف قائد استخبارات سابق هو الفريق الأول مصطفى الدابي بترأس مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا. الغرب يتهم السودان بدعم الإرهاب من خلال إيواء زعيم القاعدة أسامة بن لادن في تسعينيات القرن الماضي، وبارتكاب مجازر ضد مجموعات عرقية في إقليم دارفور. بالرغم من ذلك حافظ السودان على مصداقيته في افريقيا والشرق الأوسط واستخدم الربيع العربي لأهدافه الخاصة. رحب الرئيس السوداني عمر البشير بإسقاط زين العابد بن علي في تونس وقال انه زود الثوار في ليبيا بالسلاح ردا على دعم القذافي لجماعات مسلحة في دارفور. في نفس الوقت قمعت قوات الأمن السودانية احتجاجات مؤيدة للديمقراطية في العاصمة الخرطوم للحيلولة دون أن يؤدي ذلك الى تهديد نظام حكم البشير. والآن عينت الجامعة العربية الفريق الأول الدابي رئيسا لوفد المراقبين في سوريا التي يتهمها الغرب بدورها بارتكاب جرائم حرب. ولم يرق الأمر لمنظمات حقوق الإنسان، وحذرت منظمة العفو الدولية بأن تعيين الدابي على رأس البعثة قد يهدد مصداقيتها. وارتبط إسم الدابي بمحاكمات عسكرية انتهت بإعدام 28 ضابطا في الجيش السوداني قاموا بمحاولة انقلاب فاشلة ضد البشير عام 1990 ، حسب موقع إخباري سوداني يدعى "الركوبة". وكان الدابي قد ترأس جهاز الاستخبارات الخارجية قبل أن يعود الى الجيش ليصبح نائب قائد الأركان. وعبر بعض المعارضين السوريين عن قلقهم من الخلفية العسكرية للجنرال الدابي، وقالوا انهم يخشون انه لن يكون محايدا، وانه قد يتعاطف مع النظام السوري. "التأثير القطري" وقد تحول الفريق أول الدابي مؤخرا الى الحقل الدبلوماسي ونشط في عملية إحلال السلام في دارفور، ثم اصبح سفيرا للسودان في قطر. وبعد التوصل الى اتفاق في أبوجا بين الحكومة السودانية وبعض متمردي دارفور عين الدابي مفوضا للترتيبات الأمنية في اللجنة التي تراقب وقف إطلاق النار. وكان الدابي مشاركا في الجهود القطرية للتوصل الى معاهدة سلام شاملة في دارفور، لكن المحاولة لم تكلل بالنجاح. ويعتقد بعض المحللين أن قطر التي تملك نفوذا في الجامعة العربية وتعادي نظام الرئيس بشار الأسد لعبت دورا أساسيا في تعيين الفريق الأول الدابي. ورد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على الاعتراضات بالقول ان الفريق الأول الدابي يملك خبرة واسعة تؤهله للاضطلاع بالمهمة، وقال العربي لوكالة انباء رويترز "المهمة ليست سهلة، وهي شيء ليست الجامعة العربية مؤهلة للقيام به". وقال مسؤول سوداني لبي بي سي ان "الجامعة العربية عينت الدابي على رأس الوفد لأن بلده السودان هو بلد ديمقراطي"، وأضاف "لدينا انتخابات وأحزاب معارضة، الكثير من الدول العربية فيها نظام حكم ملكي ولا يفهمون مطالب المعارضة السورية".