أقادت تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية تحت إشراف المستشار أحمد البقلي، المحامي العام الأول، حول انفجار قنبلة بميدان لبنان بالمهندسين، مساء أمس الجمعة، أن القنبلة انفجرت عقب جلوس الضابط ب5 دقائق وأن وراء الحادث 6 متهمين. كان انفجار القنبلة قد أسفر عن استشهاد الرائد محمد جمال الدين مأمون، من قوة الإدارة العامة لمرور الجيزة، وإصابة شخصين. وقالت التحقيقات التي باشرها رئيس نيابة العجوزة المستشار أحمد دبوس، إن الجناة فجروا القنبلة عن بعد بواسطة هاتف محمول في تمام الساعة 10 مساء، بعد انتهاء الرائد محمد جمال الدين، بحوالي 5 دقائق من حديثه مع سيارة ميكروباص، ولاذوا بالفرار أعلى محور 26 يوليو، وتبين أن الشهيد كان يجلس بمفرده في نقطة المرور لحظة الانفجار، وكان أحد أمناء الشرطة يشتري مأكولات وسجائر من أحد الأكشاك، في حين كان ضابط آخر يقف بعيدًا عن موقع الانفجار. وأوضحت التحقيقات أن الجناة قسموا أنفسهم لمجموعتين الأولى مكونة من 4 أشخاص يستقلون سيارة ميكروباص شغلوا الرائد الشهيد، وادعوا عدم معرفتهم بالطريق، وطلبوا معاونته، والثانية مكونة من شخصين يستقلان دراجة بخارية زرعا القنبلة بداخل نافذة النقطة بعد توقفهما أمام نقطة المرور. وأضافت التحقيقات أن سيارة الميكروباص التي غافل ركابها الشهيد تحمل لوحات معدنية أجرة الجيزة، وكان بداخلها 4 أشخاص جميعهم في العقد الثاني من العمر، أحدهم كانت لحيته خفيفة، موضحة أن الشخصين اللذين يستقلان الدارجة البخارية من ذوي البشرة القمحية، ويرتدي أحدهما بنطلون جينز وتيشرت أسود، فأمرت النيابة بانتداب رسام جنائي لرسم ملامحهم ونشرها بالأقسام الشرطية تمهيدًا لضبطهم وإحضارهم. وكشفت معاينة النيابة، التي أجراها حسام القرشي، مدير نيابة العجوزة، أن الجناة وضعوا القنبلة على الشباك الخلفي للمبنى التابع للإدارة العامة للمرور، ووجدت شظايا القنبلة متناثرة على الأرضيات ومستقرة في الجدران، وأدى الانفجار لانهيار الشباك الحديدي للداخل وارتطم برأس الرائد الشهيد، حيث كان يجلس أسفل الشباك داخل الحجرة، كما تبين أن القنبلة تم زرعها وتوجيهها في اتجاه معين حتى تصيب الموجة الانفجارية التي تحدثها رأس الرائد الشهيد مباشرة. وتبين أن القنبلة صغيرة الحجم ووزنها لا يتجاوز 8 كيلوجرامات، ومكونة من مسامير وصواميل حديدية ومادة متفجرة «T.NT» شديدة الانفجار كانت موصلة بدائرة كهربية وتليفون محمول، وعثر على شرائح تليفون محمول تم تحريزها والاستعلام عنها من شركات الاتصالات، لمعرفة أرقام الهواتف التي اتصل بها، لتحديد المسافة التي كان يقف عليها الجناة عند التفجير عن بعد، والتوصل إلى هويتهم. وأظهرت التحقيقات أن نقطة المرور تعرضت من قبل لهجوم مسلح، وألقيت عليها قنبلة من أعلى محور 26 يوليو منذ شهر، ما أسفر عن إصابة أمين شرطة وتحطيم سيارة، واستمعت النيابة لشهود العيان بموقع الحادث، الذين أفادوا بأن مجهولين يستقلون دراجة نارية قاموا بإلقاء قنبلة على كشك المرور، وفروا هاربين، ما أسفر عن استشهاد ضابط قوة الإدارة العامة لمرور الجيزة، وطلبت النيابة استدعاء جميع العاملين بمنطقة المرور لسماع شهاداتهم حول ملابسات الحادث. وخاطبت النيابة وزارة الداخلية، لتكليف قطاع الأمن الوطني وباقي الأجهزة الأمنية، للتحري عن مرتبكي الحادث الإرهابي، وكشف ملابساته، وتقديم تقرير مفصل بما تم التوصل إليه من معلومات لجهات التحقيق.