حذر كلٌ من الدكتور رمزى استينو، وزير البحث العلمي، والدكتور أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من تفاقم التحديات التى تواجه القطاع الزراعى فى مصر خاصة البناء على الأرض الزراعية. وذكرا أن البناء على فدان واحد، يُحرم 11 مواطنًا من الغذاء مما يتطلب وضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج المتكاملة المعتمدة على التكنولوجيا و البحث العلمى للمساهمة فى التغلب على تلك المعوقات و تحقيق متطلبات التنمية المستدامة فى المجتمع . وجاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولى الاول بمقر المركز القومي للبحوث حول ( الغذاء والزراعة.. رؤية جديدة )، الذي نظمته الشعبة الزراعية والبيولوجية بالمركز بالتعاون مع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ، ويستمر على مدى 3 أيام وأكد الدكتور رمزى استينو وزير البحث العلمي، أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة حيث يعقد فى ظل الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد ، مشيرا إلى أن صيحة الشعب المصرى فى ثورة 25 يناير 2011 طالبت " بالعيش و الحرية والعدالة الاجتماعية " مقدمة العيش على باقى طلباتها حيث يعتبر الغذاء مطلبا أساسيا ورئيسيا للجميع . وأشار الى أنه طوال السنوات الماضية اتسعت الفجوة الغذائية وتضخم العبء وزاد الاعتماد على استيراد العديد من المحاصيل الأساسية ، حيث تعد مصر من أكبر الدول المستوردة لمحصول القمح ، كما يتم استيراد 20 % من محصول السكر ، و60 % من الذرة ، فيما يكفى الانتاج من البذور الزيتية 10 % فقط من احتياجاتنا اليومية ، مؤكدا أهمية الاعتماد على مخرجات الابحاث العلمية فى مختلف المجالات وخاصة الزراعة وربط الابحاث العلمية باحتياجات المستهلك . ومن جانبه ، قال الدكتور ايمن فريد أبو حديد وزير الزراعة إن هناك العديد من التحديات التى تواجه التنمية المستدامة فى القطاع الزراعى فى مصر وفى مقدمتها البناء على الأراضي الزراعية والتى تعد آفة ضارة تستلزم تضافر كافة الجهود والتوعية بمخاطرها ، مشيرا الى انه مقابل البناء على فدان واحد لا يجد 11 مصريا غذائه . وأضاف أنه من بين التحديات التى تواجه الزراعة فى مصر الضغوط الجغرافية والسياسية التى نتعرض لها فى قضية المياه ودول حوض النيل ، مطالبا بضرورة تعديل التشريعات الزراعية وتطويرها لتتناسب مع الوضع والظروف الحالية وليواكب متطلبات الشعب المصرى . وأشار ابو حديد الى ضرورة الاعتماد على نظم المعلومات الحديثة وتكنولوجيا الاتصالات لتكون بمثابة اسلوب نمطى يمد الباحثين وصناع القرار بالارقام الدقيقة للتعرف على احدث الاحصائيات فى المجالات الزراعية . وأكد أن الفترة القادمة تتطلب الاعتماد على البحث العلمى للتوعية ونشر المعلومات المهمة بكل شفافية ومصداقية ، وطالب بتعديل برامج الاستصلاح الأراضي للشباب لتلائم متطلبات التنمية المستدامة فى المجتمع ، حيث تم توزيع حوالى 349 الف فدان على شباب الخريجين منذ ثورة يوليو 1952 وحتى الآن ولم تحقق الاستفادة المنشودة من استصلاح تلك الأراضي واستثمارها. فيما اشار الدكتور "عمرو السماك" رئيس الجهاز التنفيذي للبيئة ، والذى شارك فى المؤتمر نيابة عن الدكتورة ليلى اسكندر وزيرة الدولة لشئون البيئة ، الى انه من بين التحديات التى تواجه القطاع الزراعى فى مصر وتعوق عملية التنمية المستدامة قلة الابحاث العلمية التطبيقية ، والفجوة بينها وبين الصناعة ، وعدم التنسيق بين الجهات العلمية ، الزحف العمرانى على الأراضي ، والتصحر . وطالب بتكاتف جميع الجهات والوزارات المعنية للمساهمة فى حل تلك المشاكل خاصة وان القطاع الزراعى يلعب دورا حيويا فى اقتصاديات الدول النامية . وقال الدكتور "أشرف شعلان" رئيس المركز القومي للبحوث إن المؤتمر سيناقش على مدى 3 أيام اكثر من 300 ورقة بحثية تتناول مستقبل الوقود الحيوي والطاقة الخضراء، وتقنيات تحلية المياه ، وأهم المشاكل المتعلقة بالمياه في المجال الزراعي وطرق تحلية المياه وربطها بتنمية إنتاج المحاصيل الزراعية الإستراتيجية وأهم التجارب الناجحة والتطبيقية في مجال دعم الأمن المائي ومردوده على الأمن الغذائي العربي. وأوضح أن المؤتمر يعد فرصة لتبادل الخبرات والاراء ووجهات النظر حول اهم التطورات فى التقنيات المتعلقة بالغذاء والزراعة ، والوراثة ، وتربية النبات ، والثروة الحيوانية والسمكية ، وأسمدة التغذية الحيوية الدقيقة وتقنية النانو وتطبيقاتها فى الزراعة الحديثة . وأعلن أن المركز استلم الجزء المتبقى من مزرعته البحثية بمنطقة النوبارية لتصبح على مساحة 245 فدانا مما يساهم فى إثراء العملية البحثية خاصة فى المجال الزراعى . وعن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أشارت الدكتورة "وفاء حجاج" رئيس الشعبة الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث ورئيس المؤتمر الى أن قطاع الزراعة يلعب دورا مهما فى الاقتصاديات القومية فى معظم الدول العربية ، لافتة الى أن قطاعات الزراعة فى الدول النامية تواجه العديد من التحديات المحلية والإقليمية والدولية منها ضعف الاستثمارات والإنتاجية الزراعية وارتفاع معدل زيادة السكان والفجوة الغذائية . وأضافت ان الوضع الحالى للمياه يتطلب وقفة جادة لتقييم الواقع ووضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج التنفيذية على المدى القصير والمتوسط والبعيد لتحقيق متطلبات التنمية المستدامة والتعامل مع المتغيرات بوسائل مبتكرة ترتقي الى مستوى التحديات التى نواجهها . وشهد الافتتاح: ( الدكتور محمد الانصارى ممثل منظمة الأغذية والزراعة " الفاو " ، والدكتور على عبد الرحمن رئيس الاتحاد العربى للتنمية المستدامة ، الدكتور عمرو السماك رئيس الجهاز التنفيذى للبيئة ونخبة من الخبراء والباحثين من مختلف الجامعات المصرية والمراكز والمعاهد البحثية ، والعديد من المنظمات منها مجلس علماء مصر ، مجلس بحوث المياه ، مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، ووحدة الشباب بوزارة البيئة ).