ذكرت صحيفة يويورك تايمزالأمريكية اليوم، الخميس، ان تركيا كان من المفترض أن تكون الدولة المستقرة الديمقراطية ذات الأغلبية المسلمة والشريك الاستراتيجي الذي تعتمد عليه الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط ؛ لكن المظاهرات التي هزت تركيا في شهر يونيو الماضي جاءت بمثابة مفاجأة للغرب. واوضحت الصحيفة فى تقرير اوردته على موقعها الالكترونى – أن القمع الوحشي الذي استخدمه رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" بصفته المصلح الديمقراطي ادى الى تغيير هذا التصور برمته ولم تعد وسائل الإعلام الدولية تركز على شوارع اسطنبول وما يجرى فيها في حين أن الحكومة التركية تزعم إن الأزمة انتهت وتم استعادة النظام في شوارع العاصمة. واضافت الصحيفة ن هذا التقييم كان مفرطا في التفاؤل..منوهة إلى ن أردوغان يحول تركيا إلى برميل من البارود في محاولة لحشد قاعدته السياسية الخاصة كما يقيم عمدا خطوط التصدع بين الأتراك المتدينين والعلمانيين منذ فترة طويلة ويعمل على توسيع الفجوة بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية ، وفى حال استمرار هذا الامر ، يمكن للديمقراطية التركية أن تصبح ضحية سياسته الموجهة. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة التركية اشتبكت مع العلويين فى مدينة انقرة على مدار يوم كامل فى الشهر الماضى حيث تشكل الطائفة العلوية العدد الاقل من المسلمين، ما بين 15 و20% من الشعب التركي، وقد عانوا طويلا من القمع والتمييز، وغير معترف بأماكن عبادتهم رسميا ويحرم أطفالهم من الاستثناء من تعليم المذهب السني. وتابعت الصحيفة انه بدلا من محاول أردوغان التخفيف من حدة التوترات، أدان تفجيرات بلدة الريحانية على الحدود السورية، التي قتل فيها نحو 52 من السنة، وفي 30 سبتمبر، كشف عن حزمة من إجراءات الإصلاح الديمقراطي، التي نفرت المزيد من العلويين، وتجاهلت مظالم العلويين وردا على ذلك تعهدوا بتكثيف نضالهم ضد الحكومة. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة ان رئيس الوزراء التركى لا يشعر بالقلق إزاء التهديدات التي يتعرض لها التماسك الاجتماعي في بلاده، وبدلا من ذلك، يركز على الأخطار التي تهدد حكمه فقط ما يدمر بلاده.