مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة إفراز العرق، وانعدام الشهية نتحير في اختيار الأطعمة التي تخفف من الإحساس بحرارة الجو . في البداية يؤكد د. فوزي الشوبكي خبير التغذية أنه مع ارتفاع درجة الحرارة تزداد عملية العرق وظهور حالات الإجهاد والتعب، والعرق ليس مجرد فقد ماء فقط، ولكنه يتضمن أيضاً خروج بعض المكونات الهامة من الجسم، وزيادة فقد هذه المكونات يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم. ويضيف د. الشوبكي قائلاً: تختلف احتياجات الجسم باختلاف فصول السنة، فمثلاً في الشتاء حيث انخفاض درجة الحرارة، وبالتالي يحتاج الجسم لمولدات الطاقة من الأغذية لرفع درجة حرارة الجسم للمعدل الطبيعي لذلك يتناول السكريات والنشويات والمواد الدهنية والمشروبات الساخنة. بينما في فصل الصيف يحدث العكس، حيث ارتفاع درجة حرارة الجو والجسم عن المعدل الطبيعي، مما يحتاج الجسم إلى طاقة أقل وينبغي تقليل كمية الطعام لأنها تكون أكبر من احتياجات الجسم، حتى لا تتحول إلى مواد دهنية تصيب الإنسان بالسمنة المفرطة وتحدث المضاعفات المعروفة، كالتأثير على المفاصل، وزيادة المواد الدهنية بالجسم وتصلب الشرايين والإصابة بمرض السكر. ويشير د. الشوبكي إلى أن الجسم في فصل الصيف يفرز العرق في محاولة للحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية وتناسبها مع درجة حرارة الجو، ولذلك لابد من تعويض ما يفقده الجسم من خلال العرق عن طريق الإكثار من شرب المياه، ففي الأيام العادية يحتاج الإنسان إلي 1,5 لتر ماء، أي حوالي من 6:8 أكواب. لكن في الصيف لابد من زيادة هذه الكمية إلى 2 أو2,5 لتر من المياه أي حوالي 10 أكواب، و يمكن تناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من المياه من الخضراوات والبطيخ والأناناس وغيرها من الفواكه الصيفية، وتتميزهذه الفواكه والخضراوات تتميز عن المياه بقدرتها على إمداد الجسم باحتياجاته من المياه على مدى زمني طويل عكس المياه الباردة التي تشعر بالعطش بمجرد الانتهاء من الشرب. ويضع د. فوزي الشوبكي روشتة غذائية ينصح باتباعها مع فصل الصيف: البعد عن تناول المواد الدسمة في تناول الوجبة الرئيسية في الظهيرة مع الارتفاع الشديد للحرارة ويفضل تناولها مساءً مع بداية رطوبة الجو وانخفاض درجة الحرارة. الحرص على تناول المواد الغذائية الغنية بالمعادن لتعويض ما يفقد من خلال العرق، وعلى قمة هذه الأغذية الزبادي خالي الدسم الذي يمد الجسم بالبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم، وكذلك يمكن الحصول على هذه المعادن من البقدونس والجبن الأبيض. البعد عن تناول المشروبات والأطعمة الساخنة ويفضل الأطعمة الباردة والتي تلطف من درجة حرارة الجسم، عكس الأطعمة الساخنة ومن هذه الأغذية التي تؤكل باردة الخضار المسلوق والسلطات والبصارة والحليب والزبادي واللبن الرايب، وأصناف المحشي المختلفة والجبن وغيرها من منتجات الألبان. الحرص على تناول الأغذية والفواكه الطازجة ويفضل عدم الالتجاء إلى حفظ الطعام كثيراً، خاصة الخضراوات والفواكه التي تفقد فائدتها الصحية نتيجة الاحتفاظ بها مدة طويلة خاصة في فصل الصيف. مع ارتفاع درجة الحرارة يصاب البعض بانعدام الشهية لذلك لابد من تناول خلطة الدقة المحتوية على السمسم والفول السوداني والحمص والزعتر والكمون والنعناع والكسيرة والملح، وهي من أهم الإضافات الغذائية على مائدة الصيف، وتفتح الشهية ناهيك عن فوائدها الصحية الأخرى. ومن أفيد المشروبات الصحية التي تساعد على تخفيف شدة العطش وترطيب وإنعاش الجسم هو مشروب "العرقسوس" والذي أضافت له أحدث الدراسات الطبية فوائد هامة، منها أنه مضاد لبعض الفيروسات، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. وهناك أيضاً مشروب عصير الليمون بالنعناع والذي يجمع بين فوائد الليمون الرطبة والمنعشة للجسم والملطفة لشدة الحرارة والظمأ، والمقاومة لحالات صداع وإجهاد الحر، وأيضاً الليمون مثبط للميكروبات وكذلك فوائد النعناع المفيدة للجهاز الهضم والمهدئة للأعصاب. ويتم تحضير عصير الليمون بالطريقة المعتادة مع استخدام ثماره الليمون بقشرتها، ثم يحضر مشروب النعناع الأخضر بضرب بعض عيدانه مع قليل من الماء المثلج في الخلاط ثم التصفية، ويقدم مشروب الليمون بالنعناع بملء ثلاثة أرباع الكوب بمشروب عصير الليمون ويكمل بقية الكوب بمشروب النعناع فيصبح مشروباً طبيعياً مثلجاً. وعن كيفية حفظ الأطعمة ينصح بعدم الاحتفاظ بالأغذية المطبوخة في نفس وعاء الطبخ، لتفادي تأثير حرارة الصيف على زيادة تفاعل مكونات هذه الأغذية أو المشروبات الحمضية أيضاً مع الأواني والأوعية المعدنية التي تم طبخها، أو إعدادها فيها لتفادي احتمال حدوث حالات التسمم الغذائي، لذلك يجب نقل الأغذية المطبوخة إلى أوعية غير معدنية نظيفة- بعد تبريدها – والاحتفاظ بها في الثلاجة.