رغم بعد الحبيب ..ورغم ان الزمن باعد الحاضر والخلا من ايام رائعه ورغم تعاقب احداث واحداث كفيله بان تقتل اعظم حب وتزيح اى ذكرى لايام جميله مضت ورغم ان الوحدة لا تجود الا بالنغم السخيف الذى يطفأ وهج الوجدان ولا يجود الا بالغث من الافكار التى تلوث الروح .....رغم البيت المهجور ...رغم الطبق الواحد على مائدة الطعام والوسادة الواحدة والغطاء المختصر رغم كل هذا فانها تعودت بعد يوم طويل شاق ان تتقابل مع الذكريات فى محاوله تستعيد فيها تفاصيل يوم جميل او لحظه ساحرة ...حدث خاص بل تجد نفسها تستعيد مرحله باكملها .... وبمجرد استعادتها يبعث الحماس وتتدفق الطاقه وتثب الروح من الفرحه ويبتهج العقل من النشوة ...... انه حفل خاص جدا من ذكريات لايام مع الحبيب فان استعادة ذكرى ايام جميله حتى ولو فى الخيال كفيله بان تقتل اى احساس بالضجر ... يبدو ان المؤانسه يمكن ان تتحقق بمجرد التذكر ... يبدو ان الذكريات مع الحبيب هى التى تضيئ وتنعش وتملا وتفيض.. لان الرصيد العاطفى سخى باروع المشاعر وارق التفاصيل ...فاذا كان الرصيد المادى يضمن السعادة والستر وغدر الزمان فان الرصيد العاطفى يضمن استمرار الامان ويتحدى الضجر والوحشه .... انها ذكريات مع اغلى الغالين .....انه الحبيب فكم اتلهف على الوقوف امام باب المنزل انتظرة التقط انفاسى المنهكه مع انفاسه .. احمل عنه ما يحمله من متاع ومتاعب ... .اشاركه مائدة صغيرة وربما طبق واحد سيكفينا ... فنجان من شاى نتقاسمه على كرسيه الهزاز يسمعنى ليكمل معى امور لم يستطيع ضعف انوثتى اكمالها .... نلتهم بتلذذ طعاما اكثر بساطه ... انه الشوق المأمول الذى سيعقبه لقاء مؤكد ...فهو مصدر الطاقه فى الحياة انها المؤانسه ....حلم لقاء الحبيب..