شربت النبيذ الأحمر .. تسأل ما إسمها وما علاقتها بمشروع الكتابة لا تهتم كثيرا بالأسماء تعلم أن تهتم بالأفكار بعيدا عن أصحابها .. هي إمرأة صنعت من وجودها ملحمة أن تكون حرّا في مجتمع العبيد لا يهمنا أحرف إسمها ولقبها بقدر ما يهمنا صمودها في مجتمع الرعاع والرعية .. في مجتمع يبحث عن ديكتاتور ليحكمه ويشرّع له قطع الأيادي والألسنة .. ديكتاتور يحج إليه الجميع وإن لم يأت هذا الديكتاتور سنفيقه من قبره لننصبه وهو عظام رميم .. فالديكتاتورية قدر الرعاع في مجتمع لم يتقبل فكرة أن يكون حرّا .. لمجتمع يدين للديكتاتور وبالديكتاتور … لمجتمع يقلبّ في الأزمنة القديمة عن بطل عظيم عن مخلص ليخلصهم من محنتهم ويحكمهم بمحنته .. المهم أن نعوّض الديكتاتور باخر لا يسرق كثيرا .. لا يتحدث كثيرا والمهم أن يكون الفتات متوفرا للجميع .. الفتات هو الكفاف في بلدان القحط والقهر في بلدان لم ترتق إلى واو البداية .. واو الوطن. هي لم تحفل بجسدها الطريّ الشهي .. جسد يدير رقاب الجميع إليه وإلى كلّ تفاصيله .. جسد يعتبر رأسمال رمزي في مجتمع مكبوت يؤمن بصرف الغرائز على صكوك مشاعر حبّ أو عشق .. إعشق .. إعشق ثم إنكح … فالنكاح فاتحة العشق وخاتمته ومن ثم البحث عن جسد آخر تحت رواية عشق جديدة .. هي لم يهمّها هذا المسمى جسد .. هو مجرد واسطة لتنقلها في هذا العالم .. لم تسبغ عليه هالة القداسة ولا هالة الإستهلاك .. كانت بسيطة شفافة كشقائق النعمان يغرّك الأحمر القاني ولكن إن مسكتها بين يديك ستدرك كم أنّها رقيقة طيّبة في تربتها .. لا تقترب منها حتّى لا تموت بين يديك أو تحت قدميك أتركها تحت الشمس لمصيرها ولا تكن أنت مصيرها .. قبل أن ترحل ذاقت صنوف العذاب من سلالة الذكورة لا لشيء لأنّها إمتلكت جسدا لعنة .. جسدها لعنتها وجسدها قاتلها .. لو لم تكن بقلب حرّ وبجسد حرّ لكانت من الجواري والإماء .. إماء هذا العصر هن من يبررن للرجل تحرشه وإغتصابه وقتله للنساء كأن تقول لك أمة إنّها تستحق الحرق كانت تلبس العراء ولا تستتر من فتنتها .. الجسد فتنة الرجال يجب أن يحجبّ ويحجب عن أنظارهم حتى لا ينالوا منه .. نساء يؤمن بأن تكسر للبنت ضلع فيعوض بألف ضلع اخر .. ضلع رجل خلقن منه ودفعن فاتورة أن ناقصات عقل ودين في مجتمعات تدين بالولاء للرجل .. هي امنت أن جسد البوعزيزي ذلك الشاب التونسي الذي إحترق مقابل ثورة شعبية .. جسده ألغى مفهوم الفتنة والنقمة بل كان جسدا ثورة .. كم كانت راقية وكم كان الذكوريون أنذالا .. رحلت وحيدة في عالم لم يأبه بجمال قلبها بل إهتم بجسدها الذي رحل إلى التراب والدود .. رحل عنكم الجسد وبقيت أفكارها تسكن عقول أحبتها .. الإنسان فكرة يجب أن تخلد من امن بفكرة فهو امن ومن لم يؤمن فقد خرج من الإنسانية خائبا خاسرا … اللعنة في بلدان القهر والقحط أن تكون إمرأة حرّة .. وهذا ما جناه الوالدان حين لم يفكرا بمستقبل بناتهن، إنّ وأد فكرة إنجاب أنثى في مثل هذه المجتمعات فكرة ثورية يجب أن نؤمن بها .. لا تنجبي إلا خارج دائرة القحط والقهر .. خولة الفرشيشي