* الانتظام فى إطعام الطفل: إن المحافظة علي مواعيد الطعام والنوم للطفل تفيد الأم بقدر ما تفيد الطفل لأنها تجنب الأم سماع صراخ طفلها المستديم في طلب الطعام أو النوم. أمور كثيرة تتوقف علي تنظيم سير حياة الطفل، لذا فإن كل أم بحاجة إلي تأكيد ضرورة وضع خطة لمعاملة الطفل منذ الأسابيع الأولي لمولده. وقد تعمد الأم عقب الوضع – لضعفها وإعيائها – إلي حمل طفلها كلما بكي، أو قد تطعمه بغير نظام .. وهذا تصرف خاطئ، والأصلح أن تطعم الأم طفلها في مواعيد تحددها منذ البداية، لأن ذلك يجعله أكثر هدوءا وأعمق نوما، ويصون صحته وينظم عملية الهضم ولا شك أن إطعام الطفل في مواعيد محددة من أهم المبادئ التي ينبغي أن ترعاها الأم، لأن تغيير النظام المقرر وإن بدا مريحا في وقته، قد يؤدي إلي إنشاء عادة يصعب التغلب عليها حتى ولو حدث هذا التغيير مرات قليلة. * الانتقال من اللبن إلي الغذاء الجامد: إن الوقت الذي تبدأ الأم فيه بإدخال عنصر الطعام الجاف في غذاء الطفل هام للغاية حيث يتحدد عليها عادات تناوله للطعام في المستقبل. فإذا قُدم للطفل الغذاء المفيد لسنه بكميات قليلة في بادئ الأمر فإن الطفل سيقبله قبولا حسنا، وينبغي أن تؤمن الأم بأن الطفل يكون في هذه المرحلة علي استعداد لأن يأكل ما يقدم له، ويرجع عزوف الطفل عن تناول بعض الأطعمة التي لم يتناولها من قبل إلي هذه المرحلة الحاسمة من حياته. فإذا رفض الطفل بعض الحبوب أو الخضروات عندما تقدم له أول مرة، فليس هذا معناه حتما أنه لن يقبلها مرة أخرى، فقد يكون الرفض بسبب طعمها الذى لا يستسيغه فى هذه السن أو لكونها جديدة عليه .. فالطفل معذورا فى قبوله أو رفضه للأطعمة لأنه قضى شهوراً في تناول غذاء سائل، ثم يفاجىء بطعام جديد وهم لا يحسنون غير الامتصاص والرضاعة. وقد تظن الأم قليلة الخبرة أن هذا دليل علي أن الطفل لم يستسغ هذا الطعام فتحرمه منه، فإذا تكرر ذلك العمل تعذر في النهاية تقديم طعام جديد للطفل. ويُلاحظ أن الأطفال لا يعترضون علي سخونة الطعام أو برودته مثلما يعترضون علي ألوان الطعام الجديد التي تقدم لهم. على الأم أن تقدم للطفل ألوان جديدة من الطعام عندما تكون شهيته جيدة، فتقدم له كمية صغيرة منه في اليوم الأول علي أن يبدأ بها طعامه. ولا بأس من تقديم اللون الجديد مع صنف آخر يحبه أو قبل ذلك الصنف مباشرة. ومن الأمور المهمة ألا يقترن تناول الطفل لونا جديدا في الطعام بشعور غير سار حتى ولو تناول في المرات القليلة الأولي ملء ملعقة صغيرة منه. ومحاولة تقديم طعام جديد للطفل عندما يكون متعباً أو في الوقت الذي لم يزاول فيه قسطه المعتاد من الرياضة، قد تولد فيه أحيانا كراهية شديدة لهذا اللون من الطعام وقد تستمر هذه الكراهية أعواما طويلة. وكثيرا ما يكون من الضروري منع اللبن أو اللحم أو أي لون آخر من ألوان الطعام المحبوبة عن الطفل إلي أن يتناول الصنف الذي لا يحبه كثيرا، ويستحسن ألا تقدم الحلوى للطفل حتى يتناول الطعام الآخر الذي تعتقد الأم أنه ضروري له. والأم التي تقول: "أن ابني لا يريد أن يتناول شيئا من الطعام اليوم، لأنه اكتشف أننا سنتناول طبقا من الحلوى التي يحيها" فهذا يدل علي سوء تصرفها .. لأن لحزم الأم أكبر شأن في إقبال الطفل علي ما يقدم له من الأطعمة أو رفضه لها. ثم أن شدة قلق الأم كثيرا ما تقضي علي الجهود التي تبذلها لتبنى عادات طيبة في طفلها. ومن الضروري أن نبادر بإعطاء الطفل ملعقة ليتعلم كيف يستعملها عندما يبدي اهتماما بإطعام نفسه في الشهر التاسع من عمره تقريباً، فإذا تعلم كيف يستعمل الملعقة فلا بأس من تركه يقوم بإطعام نفسه في أثناء تناول الجزء الأول من وجبته بشرط أن تساعده الأم في ذلك لتتأكد من أنه تناول الكمية الكافية حتى لو اتسخت يديه وملابسه بالطعام، إذ ينبغي ألا يجعلنا ذلك تتغاضي عن رغبته في إطعام نفسه، وإلا سيظل يعتمد علي أمه لإطعامه. ولا شك أن الفترة التي يبدي الطفل فيها استعداد لإطعام نفسه هي الفترة التي يتعلم فيها من أخطائه. * عادات سليمة ترتبط بتقديم الطعام للطفل الصغير: لابد وأن يُقدم الطعام للطفل بطريقة تشجعه على تناوله بالضبط مثل الطريقة التى يُقدم بها للكبار بحيث تفتح شهيته ولا يكون فيها إرغاماً له على تناوله. وأفضل طعام للطفل هو الخضروات المسلوقة ممزوجة بقليل من الماء، لأن الماء يحافظ على مذاقها. وأنسب الخضروات طعما وقيمة غذائية وسهولة في الأكل هي السبانخ، وخاصة بعد إضافة صفار البيض المسلوق جيدا بعد فركه. وقد ينتاب الطفل الضجر في بعض الأحيان من تكرار تناول طعام معين فينجم عن ذلك فقدان شهيته، ولهذا يجب الحرص علي تنويع الخضروات التي تقدم للطفل في مرحلته الأولي .. علي ألا يمر وقت طويل علي تقديم لون معين من الخضروات، لأنه من الضروري جدا تعود الطفل علي حبها. ومع أن بعض الخضروات لا تظهر إلا في مواسم معينة إلا أن صناعة حفظ الأطعمة يسرت الحصول علي معظم أنواع الخضروات في غير موسمها. وتستطيع الأم أن تقدم لطفلها اللون الواحد من الحبوب في صور مختلفة، كأن تقدمها له مسلوقا ساخنا ومنثوراً علي سطحها قطع رقيقة من جوز الهند أو التين أو البلح، أو تصنع الحبوب نفسها علي هيئة خبز أو كعك، أو تقدمها ممزوجة بالسكر والزبد بدلا من اللبن. [حرص الطفل على تناول الطعام بنفسه] وقد تقع الكثير من الأمهات فى خطأ شائع وهو الإكثار من تقديم أطعمة قليلة محبوبة لدي الطفل، لأن ذلك لا يكلفهن عناء كبيرا في الحصول عليها .. فكثيرا ما نسمع أن أحد الأطفال كان يتناول لون أو لونين من ألوان الطعام كل يوم لفترة قد تمتد إلي عدة أعوام، ومثل هذا الطفل يلاقي عناء شديدا في التخلص من هذه العادة. كما أنه ليس المقصود من تنويع ألوان طعام الطفل أن نسمح له بتناول ألوان الطعام المضاف إليها التوابل بكثرة والتي اعتاد الكبار تناولها، إذ قد يؤدي هذا إلي عرقلة عملية الهضم .. والمهم تقديم الألوان التي يستسيغها ولا تؤذي معدته. وأما التبكير في جعل الطفل يتناول طعامه مع الأسرة في غرفة الطعام فمسألة تختلف لاختلاف حالة الأُسر، فتقديم الطعام للأطفال قبل أن تتناول الأسرة طعامها يذلل الكثير من الصعوبات، لأن فائدة ذلك لا تقتصر علي تبسيط طعام الأطفال فحسب، بل أنه يساعد أيضا علي تجنب تشتت انتباه الطفل بما يدور حوله من أحاديث الكبار. ولا شك أن الأم التي تعد الطعام وتقدمه بنفسها للأسرة قد تري في تقديم الطعام لأولادها علي حدة عملا إضافيا مرهقا. ومع ذلك فقد دلت التجربة علي أن إتباع هذه الوسيلة يبسط الموقف بدلا من تعقيده .. ومن ثَّم فالأفضل أن يقدم طعام للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العام والنصف وثلاثة أعوام علي منضدة صغيرة في الوقت الذي تُعد المائدة فيه للكبار، ثم يصرف الأطفال ليلعبوا في غرفة أخري بعد أن يتناولوا طعامهم (بشرط ألا يكون ذلك في موعد نومهم) فتجد الأم بذلك فرصة للتمتع بطعامها، لأنه من الصعب جداً أن تتناول الأم طعامها بشهية إذا لم تكن واثقة من أن أطفالها قد تناولوا الكم الكافى من الطعام. فتقديم الطعام للأطفال قبل تقديمه للكبار يجعل من الضروري إعداد وجبتين، وعلى الرغم من المشقة التى تتكبدها الأم إلا أن هذا أفضل .. لأن جلوس الأطفال مع الكبار على مائدة الطعام في أولي مراحل تغذيتهم يقتضي أحد أمرين: إما حرمان الكبار من ألوان الطعام التي تؤذي الطفل، أو ترك الأطفال يتناولون هذه الألوان فتسوء العاقبة. علي أن هناك سبيلا وسطا لتلافي مثل هذه المشكلات، وهو فصل الطفل عن الأسرة عند تناول الطعام. لابد وأن تكون الأم حازمة تجاه عناد الطفل حتى لا يتمادى فيه، فإذا قدمت الأم للطفل لونا من الطعام ورفض أن يتناوله وجب حرمانه بتاتا من الطعام حتى موعد الوجبة التالية. وقد يبدو قاسياً .. لكن هذا الحرمان يأتى بفائدة أعظم من التساهل والتهاون فى تربية العادات الغذائية الصحية والسليمة للطفل التى تفيده لاحقاً فى مراحل حياته اللاحقة. [عادات الأكل لطفلك الصغير] * نصائح هامة: - قدمي لطفلك ثلاث وجبات في اليوم، ولا تغيري هذه المواعيد مهما تكن الظروف، لأن عدم انتظام المواعيد من شأنه أن يشجع الطفل علي الأكل بين الوجبات. - يجب أن يكون وقت الطعام وقتا سارا، وأن يكون في الحديث ما يثير اهتمام الطفل، لأن مائدة الطعام ليست بالمكان الذي تناقش فيه الموضوعات غير السارة أو المؤلمة. - أن الأطفال يقلدون الأب والأم وأخواتهم الذين يكبرونهم فى السن، فيجب ألا تتوقع منهم أن يأكلوا ما نرفض من ألوان الطعام. * المراجع: - "Feeding Guide for the First Year" - "lpch.org". - "Helping Your Kids Eat Healthier" - "helpguide.org