القضاء على التلوث البصري، وتجميل وتزيين الميادين والشوارع حلم يراود العديد من الفنانين التشكيليين، حيث قام العديد منهم في الفترات السابقة بمبادرات فردية لتجميل المناطق العشوائية، مثل مبادرة محمد عبلة في منطقة كوم غراب خلال فترة التسعينات، وتجربة في مدينة المكس بالإسكندرية، والمبادرة التي قامت بها مؤسسة الفنان عبدالوهاب محسن في مدينة البرلس، وفي الفترة الحالية يقوم الفنان التشكيلي عماد الهواري بإطلاق الحملة الوطنية لتجميل مصر، والتي بدأت بسور إمبابة، والذي كان حلما بدأ يتحول إلي حقيقة برغم الإمكانيات القليلة. يقول الفنان عماد الهواري عن فكرة الحملة إن معايشته للقبح الذي انتشر بالمناطق المصرية جعلته يفكر في تجميل مصر من خلال رسوم الفنانين التشكيليين وتصميماتهم الإبداعية لتجميل هذه الأسوار والحوائط وتحويلها إلى لوحات فنية تشكيلية ذات مستوى عالٍ. وأضاف الهواري في تصريحات خاصة ل"البوابة نيو": "هناك عقبات تتمثل في توفير الخامات، إلا أن فناني الحملة على مستوى الجمهورية تصدروا للفكرة، حيث هناك إصرار وعزيمة على تحقيق الحلم، وأتمنى إشراف الدولة على الحملة، وأنا متطوع بوقتي وجهدي وأفكاري". وكانت الحملة الوطنية لتجميل مصر قد بدأت بفكرة وتأسيس الفنان التشكيلي د. عماد الهوارى بتجميل سور معهد السمع والكلام بكورنيش النيل بإمبابة، والحملة تطوعية تهدف لتجميل أسوار مصر علي مستوي الجمهورية وتحويلها لمتحف فنى حديث مفتوح، فضلا عن نشر القيم الجمالية والتشكيلية من خلال الأعمال الفنية المرسومة على الجدران والأسوار التي كانت مشوهة لتصبح جدران جميلة بلوحات الفنانين التشكيليين، وخروج الفن التشكيلي من الصالونات والمعارض إلي الميادين والشوارع. كما يوجد لجنة عليا لاختيار أفضل التصميمات لتنفيذها عن طريق أساتذة متخصصون من كليات التربية الفنية والفنون الجميلة والفنون التطبيقية، ويتم تكريم كل من شارك بشهادات تقدير من الحملة والاحياء الحملة تطوعية من الفنانين التشكيليين والهواه. كما أن تسجيل أسماء الفنانين المتطوعين المشاركين بالحملة يكون فى كتاب ضخم يضم صورهم وسيرتهم الذاتية وأعمالهم المشاركة في تجميل مصر، وكل سور ينتهى العمل منه ينال الفنان شهادة تقدير ، كما يتم اختيار منسق أو قوميسيير لكل محافظة وفريق عمل من المحافظة نفسها ليتعاون مع الحملة الام بالقاهرة الكبرى حتى يتم تسجيل الفنانين المشاركين في تجميل محافظاتهم.