سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتحار أقرب طريق للمصريين للهروب من مشكلات الحياة.. اليأس والفقر والفوارق الطبقية المتهم الأول.. مواطنون يرفضون تحميل المنتحر كل الذنب دون النظر للأسباب.. وآخرون: الروح أمانة الله.. وقاتلها كافر
هل أصبح الانتحار أقرب طريق للمصريين للخلاص هرباً من المشكلات الكثيرة التي تحيط بهم؟.. يبدو هذا السؤال بكل ما يحمله من قسوة ومرارة ملحا بعدما أصبحنا نستيقظ على حالات انتحار كثيرة وموجعة تغتال شبابنا كل يوم.. فمن الموظف الذى انتحر بإلقاء نفسه فى النيل لأنه لم يستطع شراء لبس العيد لأبنائه.. والشاب الذي تم رفضه باختبار الخارجية لأنه غير لائق اجتماعيا وإلى زينب مهدى التى انتحرت بدافع اليأس والشاب القبطي الذي انتحر أمس الجمعة لمروره بضائقة مالية. كلها حالات تدفعنا لطرح عدد من التساؤلات الأخرى هل هو اليأس أم العوز جعل المصريين يعرفون طريقهم إلى الانتحار وهم الذين عرفوا عبر التاريخ بأنهم شعب ابن نكتة صبور حمول؟ .. وهل المنتحرون مجرمون أم ضحايا؟ لماذا فقد المصريون تدينهم الفطري وهم الذين يعرفون حرمة الانتحار من واقع الآيات القرآنية؟.. "البوابة نيوز" استطلعت آراء المواطنين في هذه الظاهرة التي أصبحت تحصد أرواح شباب مصر. في البداية، يقول محمود المنياوي، 31 سنة: إن الله حرم قتل النفس لأنها أمانة أودعها الله للإنسان، ليس من حقه أن يتخلص منها، لأنه لا يملكها، متسائلا: هل يريد أي إنسان أن يخسر آخرته، يكفينا خسارة الدنيا، فالمنتحر بإقدامه على التخلص من نفسه يكون قد خسر أشياء كثيرة في دنياه، ولا أظن أن الحل هو خسارة الآخرة أيًضا. ويقول عوض عبدالراضي، 45 سنة: الانتحار يعني الضعف، وهذا هو السبب الرئيسي وراء عدم قدرته على حل مشكلاته في الدنيا، وأساس الضعف البعد عن الله عز وجل ، والذى قال: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنًكا"، وبالتالي كل ضعيف مهموم فهو بعيد عن الله، ولذلك يختار حلا بعيدا كل البعد عن شرع الله، فالانتحار حرام بكل المقاييس. وبالمثل، تقول هناء تميم، 30 سنة: إن الانتحار حرام بكل المقاييس، ولا جدال فى ذلك، فكلنا نعلم أن الاقدام على التخلص من الروح أو القائها للتهلكة حرام، والانتحار تهلكة، إًذا هو حرام شرًعا، وبالتالي كل من يقدم على تلك الخطوة آثم، وهذا ليس كلامي هذا الكلام قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقاله الله عز وجل في كتابه العزيز. بتهكم شديد، يتحدث عبد ربه محمود، 52 سنة: ما المشكلة التي تدفع الشخص إلى التخلص من أمانة الله، مشيًرا إلى أن كل منتحر بعيد عن الله، وبدًلا من أن يتقرب إلى الله، فإنه يبتعد أكثر فأكثر، وبالتالي فهو مخطئ في حق عقله قبل أن يكون مخطئا في حق نفسه ودينه. وعلى النقيض، أشارت سمر عبدالكريم، 27 سنة، إلى أن الانتحار ازداد فى ظل الظروف التى نحياها خاصة مع انهيار كل الأحلام، والظروف الاقتصادية الصعبة، فمن الطبيعي أن يصل الإنسان إلى مرحلة يقرر فيها إنهاء هذه المسرحية السخيفة التي يقف فيها في موضع لا يراه لائقًا له، أو ظالما. ويرى محمود الزهيري، 25 سنة، أن الموت أو الحياة ملك للإنسان وهو وحده من سيحاسب عليها، ولذلك فهو حر يفعل ما يشاء، وفي النهاية سيحاسب على أفعاله، وإن كان علماء الدين يؤكدون أن الانتحار حرام، ولكن في هذه الظروف يجب أن يعيدوا النظر. "هو الانتحار حرام واللي بيأدي للانتحار مش حرام".. بهذه الكلمات استنكر هادي عايش، التركيز على حرمة الانتحار دون حرمة الأسباب المؤدية للانتحار، قائًلا: يجب أن ننظر إلى الظروف دون قبل النظر له على أنه مات كافًرا كما يروج البعض، لأن الله لا ينظر إلا لقلوبنا. ويؤيد هاني عبدالسلام، 36 سنة، ما قاله الآخرون عن الانتحار وقال: إذا كنا نقول إن المنتحر قد ارتكب ذنبا، فمن تسبب فى انتحاره قد تسبب في عدد من الذنوب، منها خسارة شخص لحياته، وإحباطه وهدم حياته، ودفعه إلى الانتحار، يتم أولاده، ترميل زوجته، كل هذه ذنوب ارتكبها، ولذلك المنتحر ضحية من دفعه إلى الانتحار.