سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رغم إجماع أهل الدين والعلم على حرمة الانتحار.. المواطنون ينقسمون .. الشرع : لا يجوز إنهاء حياة الإنسان بنفسه لأنها أمانة.. وآخرون: حاسبوا السبب الرئيسي فالمنتحر مجرد ضحية
ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما".. تأتي تلك الآية الكريمة من إحدى الآيات التي تؤكد حرمة الانتحار، حتى ولو كان نوعًا من الاحتجاج على وضع ما، سياسيا كان أو اقتصاديا أو حتى اجتماعيا، وهو ما أيده عدد من المواطنين ردًا على سؤال " هل الانتحار حرام؟"، بينما يرى البعض الآخر أن ضيق الحال والأوضاع النفسية السيئة التي نعيشها قد تجعل من أي شيء مباحا، خاصة وأن الله عليم بالحال الذي نعيشه وبظروف كل شخص. في البداية، يقول محمود المنياوي، 31 سنة: إن الله حرم قتل النفس لأنها أمانة أودعها الله للإنسان، ليس من حقه أن يتخلص منها، لأنه لا يملكها، متسائلا: هل يريد أي إنسان أن يخسر آخرته، يكفينا خسارة الدنيا، فالمنتحر يكون قد خسر أشياء كثيرة في دنياه، ولا أظن أن الحل هو خسارة الآخرة أيضًا. ويقول عوض اليد، 45 سنة: الانتحار يعني الضعف، وهذا هو السبب الرئيسي وراء عدم قدرته على حل مشكلاته في الدنيا، وأساس الضعف البعد عن ربنا، لأن ربنا قال: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا"، وبالتالي كل ضعيف مهموم فهو بعيد عن الله، ولذلك يختار حلا بعيدا كل البعد عن شرع الله، فالانتحار حرام بكل المقاييس. وبالمثل، تقول هناء تميم، 30 سنة: إن الانتحار حرام بكل المقاييس، ولا جدال على ذلك، فكلنا نعلم أن الاقدام على التخلص من الروح أو القائها في التهلكة حرام، والانتحار تهلكة، إذًا هو حرام شرعًا، وبالتالي كل من يقدم على تلك الخطوة آثم، وهذا ليس كلامي هذا الكلام قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقاله الله عز وجل في كتابه العزيز. وبتهكم شديد، يتحدث عبد ربه محمود، 52 سنة: ما المشكلة التي تدفع الشخص إلى التخلص من أمانة الله، عندما خسر منتخب مصر أمجاده خلال ثلاث بطولات لم يقدم أحد على الانتحار، وذلك لأنهم متدينيون وساجدون، مشيرًا إلى أن كل منتحر بعيد عن الله، وبدلًا من أن يتقرب إلى الله، فإنه يبتعد أكثر فأكثر، وبالتالي فهو مخطئ في حق عقله قبل أن يكون مخطئ في نفسه ودينه. وعلى النقيض، أشارت سمر عبدالكريم، 27 سنة، إلى أن الانتحار إذا كان في مصر لا يصبح حراما، ففي هذه الظروف خاصة مع انهيار كل الأحلام، والظروف الاقتصادية الصعبة، فمن الطبيعي أن يصل الإنسان إلى مرحلة يقرر فيها إنهاء هذه المسرحية السخيفة التي يقف فيها في موضع لا يراه لائقًا له، أو ظالما. ويري محمود الزهيري، 25 سنة، أن الموت أو الحياة ملك للإنسان وهو وحده من سيحاسب عليها، ولذلك فهو حر يفعل ما يشاء، وفي النهاية سيحاسب على أفعاله، وإن كان علماء الدين يؤكدون أن الانتحار حرام، ولكن في هذه الظروف يجب أن يعيدوا النظر. "هو الانتحار حرام واللي بيأدي للانتحار مش حرام" بهذه الكلمات استنكر هادي عايش، التركيز على حرمة الانتحار دون حرمة الأسباب المؤدية للانتحار، قائلًا: يجب أن ننظر إلى الظروف دون قبل النظر له على أنه مات كافرًا كما يروج البعض، لأن الله لا ينظر إلا لقلوبنا. ويؤيد هاني عبدالسلام، 36 سنة، ما قاله الآخرون عن الانتحار وقال: إذا كنا نقول أن المنتحر قد ارتكب ذنب، فمن تسبب فب انتحاره قد تسبب في عدد من الذنوب، منها خسارة شخص لحياته، وإحباطه وهدم حياته، ودفعه إلى الانتحار، يتم أولاده، ترميل زوجته، كل هذه ذنوب ارتكبها، ولذلك المنتحر غير مخطئ، ولكن السبب الحقيقي هو المخطئ.