طالب بيان وقع عليه عدد من المثقفين بزيادة النسخ المطبوعة من مجلة الثقافة الجديدة وتحسين طباعتها. وجاء في البيان الذي وضعه الشاعر أحمد سراج على صفحته على الفيس بوك اليوم الإثنين، أن المجلة تمثل مطبوعة حقيقية تخدم القارئ والكاتب معا، ولا أظن أن وزارة الثقافة لا تستطيع أن تجعل مجلة جمهورها موجودا، وقادرة على تقديم صورة مشرقة وزاهية عن الثقافة المصرية؛ بزيادة أعداد المطبوع منها إلى عشرة آلاف نسخة على الأقل، وبتحسين إخراجها وطباعتها. وأضاف "تعيش مصر الآن حالة من الصراع الفكري بين القديم والجديد، صراع يمثل الرغبة في العودة إلى الوراء ما يزيد على ألف عام، أو الانطلاق للحاق بمنجز الحداثة وما بعدها، وكانت الموجة الثانية من ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الإخوان في 3 يوليو 2013 موجة ثقافية بامتياز، إذ حسم المجتمع المصري موقفه من الدولة الدينية لصالح دولة مدنية حديثة أساسها القانون والدستور، وأصبح على كل المنابر الثقافية أن تكرس جهدها الأصيل في مواجهة بقايا الفكر الظلامي الذي تم التكريس له على مدى سنوات طويلة، عبر اتخاذها نهجا فكريا تنويريا يدفع بالمجتمع المصري إلى الأمام، ويقطع خطوط العودة إلى ما كنا فيه قبل 30 يونيو أو حتى ما قبل 25 يناير". وأوضح أن مجلة "الثقافة الجديدة" التي تصدر شهريا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة لعبت دورا مهما على مدى عامين متتاليين، إذ كرست ملفها الفكري لمناهضة الأفكار الظلامية عبر مناقشة العديد من الملفات المهمة كالثقافة القبطية ودور الأزهر في الثقافة والواقع المصري بما لديه من مناهج تحتاج إلى إعادة النظر. وأشار البيان إلى أن ثقافة الحرملك التي مازالت مهيمنة على مخيلة ومنطق التفكير، وثقافة البيست سيلر والأكثر مبيعا التي لم تؤسس إلا لما هو معتاد وثابت ومستقر ورائج، والحكم في الإسلام الذي لا ينص على فكرة الخلافة بأي حال من الأحوال، والمرجعيات الفكرية للجماعات الإسلامية التي اعتمدت على نقاط الضعف في التاريخ الإسلامي مستلهمة مقولاتها وأفكارها ومحاولة تسييدها كموقف فكري للإسلام من العالم والجماعات الأخرى، وغيرها من الملفات المهمة التي مازالت تعمل المجلة على إعادة مراجعتها والتفكير فيها كالأساطير والأوهام المبررة للعنف وسلطة النص التي أخضعت كل فكر حي لصالح الحفاظ على بقائه حتى أصبح منطق الفكر المصري والعربي بشكل عام هو منطق سلفي وتوفيقي غير قادر على مناهضة الأخطاء الفكرية في تاريخنا الطويل. ولفت إلى رؤية هيئة تحرير المجلة ومجلس مستشاريها التي تعتقد أنه من الظلم تخفيض عدد المطبوع منها في ظل حرصها على تقديم طروحات تنويرية ومراجعات أساسية في الفكر والثقافة، واعتبروا أن هذه الخطوة بمثابة خروج عن الخط الذي ارتضاه الموقف المصري بشكل عام في الموجة الثانية من ثورته، إذ من المفترض دعم كل المنابر الثقافية التي تساعد مصر في معركتها ضد الإرهاب والتيارات الظلامية في الشارع، وفي مقدمتها المنابر التنويرية كمجلة "الثقافة الجديدة". واختتم "ومن ثم فالموقعون أدناه يطالبون وزير الثقافة برفع عدد المطبوع من المجلة إلى عشرة آلاف نسخة، بحيث يتم توزيع خمسة آلاف نسخة على الأقل لدى بائعي الجرائد لمواجهة مطبوعات التيارات الإخوانية في الشارع المصري، ولرفع الوعي والفكر لدى القارئ العام، فضلا عن تفعيل البروتوكولات الموقعة بين وزارة الثقافة وكل من وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم، بحيث تحصل كل منهما على 2500 نسخة توضع في مكتباتهما المنتشرة بمختلف ربوع مصر، بما يتيح تداولها لأكبر قطاع ممكن من الشباب وطلاب المدارس الثانوية، وبما يخلق أجيالا قادرة على القراءة وإعادة التفكير والتأمل، وإعمال العقل لا الاعتماد على الحفظ والنقل الذي جعلنا ندور لسنوات طويلة في نقطة الصفر، وجعل التيارات الظلامية تصل إلى سد الحكم مع أول فراغ سياسي في البلاد.