وقع عشرات الكتاب أمس بيانا مفتوحا لمطالبة وزير الثقافة بزيادة عدد النسخ المطبوعة من مجلة "الثقافة الجديدة" وتحسين طباعتها، مؤكدين أنها مطبوعة حقيقة تخدم القارئ والكاتب معًا، وقال البيان : لا نظن أن وزارة الثقافة لا تستطيع أن تجعل مجلة جمهورها موجود، وقادرة على تقديم صورة مشرقة وزاهية عن الثقافة المصرية؛ بزيادة أعداد المطبوع منها إلى عشرة آلاف نسخة على الأقل، وبتحسين إخراجها وطباعتها.. هذه مجلة محتواها راق ومادتها مميزة.. فلماذا نهدر هذه الفرصة؟ تعيش مصر الآن حالة من الصراع الفكري بين القديم والجديد، صراع يمثل الرغبة في العودة إلى الوراء ما يزيد عن ألف عام، أو الانطلاق للحاق بمنجز الحداثة وما بعدها، وكانت الموجة الثانية من ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم الإخوان في 3 يوليو 2013 موجة ثقافية بامتياز، إذ حسم المجتمع المصري موقفه من الدولة الدينية لصالح دولة مدنية حديثة أساسها القانون والدستور وأصبح على كل المنابر الثقافية أن تكرس جهدها الأصيل في مواجهة بقايا الفكر الظلامي الذي تم التكريس له على مدار سنوات طويلة، عبر اتخاذها نهجاً فكرياً تنويرياً يدفع بالمجتمع المصري إلى الأمام، ويقطع خطوط العودة إلى ما كنا فيه قبل 30 يونيو أو حتى ما قبل 25 يناير وفي هذا الإطار لعبت مجلة الثقافة الجديدة التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة دوراً مهماً على مدار عامين متتاليين، إذ كرست ملفها الفكري لمناهضة الأفكار الظلامية عبر مناقشة العديد من الملفات المهمة كالثقافة القبطية ودور الأزهر في الثقافة والواقع المصري بما لديه من مناهج تحتاج إلى إعادة النظر، وثقافة الحرملك التي مازالت مهيمنة على مخيلة ومنطق التفكير، وثقافة البيست سيلر والأكثر مبيعاً التي لم تؤسس إلا لما هو معتاد وثابت ومستقر ورائج، والحكم في الإسلام الذي لا ينص على فكرة الخلافة بأي حال من الأحوال، والمرجعيات الفكريات للجماعات الإسلامية التي اعتمدت على نقاط الضعف في التاريخ الإسلامي مستلهمة مقولاتها وأفكارها ومحاولة تسييدها كموقف فكري للأسلام من العالم والجماعات الأخري. وركزت المجلة على العديد من الأفكار والأوهام المبررة للعنف وسلطة النص التي أخضعت كل فكر حي لصالح الحفاظ على بقائه حتى أصبح منطق الفكر المصري والعربي بشكل عام هو منطق سلفي وتوفيقي غير قادر على مناهضة الأخطاء الفكرية في تاريخنا الطويل. ومن ثم فقد رأت هيئة تحرير المجلة ومجلس مستشاريها أنه من الظلم تخفيض عدد المطبوع منها في ظل حرصها على تقديم طروحات تنويرية ومراجعات أساسية في الفكر والثقافة، واعتبروا أن هذه الخطوة بمثابة خروج عن الخط الذي ارتضاه الموقف المصري بشكل عام في الموجة الثانية من ثورته، إذ من المفترض دعم كل المنابر الثقافية التي تساعد مصر في معركتها ضد الإرهاب والتيارات الظلامية في الشارع، وفي مقدمتها المنابر التنويرية كمجلة الثقافة الجديدة ومن ثم فالموقعون أدناه يطالبون وزير الثقافة برفع عدد المطبوع من المجلة إلى عشرة آلاف نسخة على الأقل، بحيث يتم توزيع خمسة آلاف نسخة على الأقل لدى بائعي الجرائد لمواجهة مطبوعات التيارات الإخوانية في الشارع المصري، ولرفع الوعي والفكر لدى القارئ العام، فضلاً عن تفعيل البروتوكولات الموقعة بين وزارة الثقافة وكل من وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم، بحيث تحصل كل منهما على ألفين وخمسمائة نسخة توضع في مكتباتهما المنتشرة بمختلف ربوع مصر، بما يتيح تداولها لأكبر قطاع ممكن من الشباب وطلاب المدارس الثانوية، وبما يخلق لنا أجيالاً قادرة على القراءة وإعادة التفكير والتأمل، وإعمال العقل لا الاعتماد على الحفظ والنقل الذي جعلنا ندور لسنوات طويلة في نقطة الصفر، وجعل التيارات الظلامية تصل إلى سد الحكم مع أول فراغ سياسي في البلاد. من الموقعين على البيان : الشاعر أحمد سراج ، الشاعر صبحي موسى، القاص أحمد الخميسي، الروائية رباب كساب، الكاتب زين عبدالهادي، الناقد مفرح كريم، الشاعر محمد الحمامصي، المترجم ياسر شعبان، الشاعر علي عطا، الشاعر مؤمن سمير، الشاعر شوكت المصري، الكاتب سمير الفيل، الروائي محسن يونس، القاص محمد الأقطش، الكاتب عادل سميح وغيرهم .