سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضحايا عصفور يهربون لأحضان "أديب نوبل".. عبد المعطي حجازي يعود للمشهد الثقافي من بوابة "صالون محفوظ".."مشكلات الثقافة وسلبيات الوزير" أبرز الموضوعات المطروحة.. توقعات باندلاع الحرب من مقهى ريش
رغم اقترابه من سن الثمانين، لكن يبدو أن الرجل يرفض أن يتواري عن المشهد الثقافي، بعد إقصائه من رئاسة تحرير مجلة إبداع بعد 24 عاما، فقرر عبد المعطى حجازى الاستقالة من جميع المناصب الثقافية التي كان يتولاها، وهداه تفكيره إلى إعادة الروح لصالون "نجيب محفوظ"، بمقهي ريش بوسط البلد، تحت شعار إحياء ثقافة المقاهي والشوارع. ثقافة المقاهي والمتابع لتحركات الشاعر الكبير يجد أنه فرض على نفسه فترة بيات لم تتجاوز الأربعة أشهر، فلم يظهر في أية احتفالية ثقافية، واكتفي ببعض التصريحات والمشاركات المعدودة في أمسيات بيت الشعر، ومع بداية العام الجديد انطلق حجازي، متحفزا بروح أديب نوبل، واجتمع مع بعض المثقفين وصل عددهم إلى 60 مثقفا، ما بين كاتب وشاعر وناقد من مختلف المحافظات، لإعادة الروح لثقافة المقاهي. سلبيات الوزير وكشف أحد الحاضرين بالاجتماع، أن مشكلات الثقافة المصرية، وسلبيات الوزير الدكتور جابر عصفور، سوف تكون من الموضوعات الدائمة على مائدة رواد الصالون، مع وضع تصورات قابلة للتنفيذ من أجل التوصل إلى حلول جادة لها. معركة جديدة مع عصفور والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لجأ اليوم عبد المعطي حجازي، ورفاقه إلى صالون نجيب محفوظ، من أجل مناقشة سلبيات وزارة الثقافة؟، ولماذا غض البصر عن تلك المشكلات التي كانت ومازالت باقية، طوال فترة تولية رئاسة تحرير مجلة ابداع، ورئاسة بيت الشعر، وعضوية المجلس الأعلى للثقافة؟، كل تلك التساؤلات جعلت البعض يعتقد أن فكرة العودة لصالون محفوظ، ما هو إلا بداية لمعركة جديدة بين عصفور، وحجازي. بداية الخلاف يرجع الخلاف بين حجازي وعصفور، عندما أعلن وزير الثقافة في الاجتماع الذي جمعه وقيادات الوزارة في الثالث من أغسطس الماضي، اتجاهه لتغيير رؤساء تحرير المجلات الثقافية، بعد بيان سريع قدمه الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، يفيد بتراجع توزيع تلك المجلات. ورفض حجازي فكرة إقالته من منصب رئيس تحرير "إبداع"، بعد 24 عاما، وبادر بتقديم استقالته، وعلق تراجع توزيع المجلة بسبب صدورها فصليا، وقال لوزير الثقافة في استقالته: "كنت قد طلبت منكم في لقاء سابق -كما طلبت من الوزير الذي شغل المنصب قبلكم- أن تعود «إبداع» للصدور شهريا كما كانت، لأنها منبر للإبداع الأدبي والفني؛ ولأن الصدور فصليا، يتفق أكثر مع المجلات المختصة بنشر الأبحاث والدراسات. وصارحتكم بأن الاستجابة لهذا الطلب شرط لبقائي في رئاسة التحرير؛ ثم فوجئت بالقرار الذي يبدو أنكم اتخذتموه حتى قبل أن يتم الاجتماع دون بحث عن الأسباب التي تؤدي إلى تراجع التوزيع، وهى ليست دائما مسئولية التحرير وحده؛ بل موزعة ما بين الطباعة، والتوزيع، والإعلان. وأوضح: لا شك أن الوزارة لها الحق في تغيير رؤساء التحرير؛ لكنى كنت أفضل أن يتم هذا بناء على تقارير موضوعية تستفيد منها المجلات، وتراعي فيها الأصول التي يجب أن تراعى في التعامل بين الوزارة، وبين المثقفين المصريين. اجتماع عصفور استقالة حجازي فاجأت عصفور، وسارع بطلبه في مكتبه، وفي اجتماع جمع الإثنين نجح عصفور في إقناعه بالتراجع عن استقالته، وقال حجازي: إن أسباب استقالتي من منصبي بوزارة الثقافة، كانت لسوء فهم تصريحات الوزير، وأوضح أن وزير الثقافة أكد له بقاءه كرئيس تحرير مجلة إبداع، وهو من يتخذ قرار الاستمرار في منصبه أو الاعتذار، مع بقائه في جميع مناصبه الثقافية الأخرى. الشباب ضرورة واستطرد أن وجود الشباب ضرورة في جميع مؤسسات الدولة لكن تحتاج أيضا لخبرة الكبار، فالخبرة تكتسب من طول فترة العمل، مشيرا إلى أن العمل في المؤسسات الثقافية يحتاج لطاقة عقلية وإمكانية ثقافية، وهو يمتلك هذا وما زال قادرا على كتابة أعماله ومقالاته. وأشار إلى أن اللقاء الذي جمعه بوزير الثقافة ساده التفاهم الكامل من حيث الاستفادة من طاقة الشباب، لكن مع اقترانها بالموهبة، وقال: أتمنى أن يتولى رئاسة تحرير مجلة إبداع شباب ثلاثيني العمر بشرط وجود الموهبة والكفاءة. وأوضح أن توزيع مجلة إبداع تراجع بالقياس مع توزيعها الأول الذي وصل إلى 5700 نسخة، وهو كان السبب في ذلك، ولكن عقبات كثيرة واجهت المجلة عندما تدهور العمل الثقافي، ووصل الحال أن يعترض عمال المطابع على المادة المنشورة ويتسببون في إيقاف العدد، لأنهم منتمون لجماعة الإخوان. كما أن المجلة تحولت من شهرية إلى فصلية، بالإضافة إلى عدم وجود إعلانات، ورغم هذا توزيع المجلة وصل إلى 50% من حجم المطبوع، وأشار إلى أنه سوف يقترح حلا لأزمة الإصدار قريبا. "هدوء يسبق العاصفة " ولكن يبدو أن هذه التصريحات كانت هدوءا يسبق العاصفة، حتى خرج علينا الدكتور جابر عصفور، في تصريحات نارية تؤكد نيته تغيير رئيس تحرير مجلة إبداع، حيث قال: إننا بصدد تغيير رئيس تحرير مجلة إبداع، بآخر يمتلك اتصالات ثقافية عربية، ولديه الخبرة في فتح المجال للشباب. وهو ما أثار حفيظة عبد المعطي حجازي وفي تصريح ل" فيتو " أعلن عدم استمراره في رئاسة تحرير مجلة إبداع، بسبب تصريحات الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة. المشهد السابق يثير لدينا فضول معرفة ماذا في جعبة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الضحية الأقوي لوزارة جابر عصفور، وهل سوف تشهد الأيام القادمة حربا ضارية بين حجازي، والرجل الثاني في مجلة ابداع الشاعر حسن طلب، وبين الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة.