قدم الدكتور حسن جاسم أشكناني، أستاذ علم الأنسان "انثروبولوجيا" وأثار الخليج العربي القديم بجامعة الكويت، ملخص مشروع بحثي بعنوان "طبيعة العلاقات الحضارية بين مصر القديمة ودلمون في الألف الثاني قبل الميلاد: تجارة أم استيطان؟، ضمن المؤتمر الدولي الاول "مصر ودول البحر المتوسط عبر العصور" والمقام بكلية الأثار جامعة القاهرة في الفترة من 15 إلي 18 أكتوبر الجاري. وقال أشكناني، في ملخص البحث: شهدت حضارات الشرق الأدنى بشكل عام منذ نهاية الألف الثالث وبداية الألف الثاني قبل الميلاد نشاطًا تجاريًا ملحوظًا وتواصل بين شعوب المنطقة فيما بينها. وامتدت هذه العلاقات أيضًا مع مناطق خراج الشرق الأدنى واهمها العلاقة النشطة بين حضارة دلمون في الخليج العربي وحضارتي هاربا وماهنجو دارو في وادي الهند حتى اطلق عليها علماء التاريخ والأثار بعصر العولمة الاولي. وأضاف أشكناني: قدمت النصوص الأدبية والسجلات الأثرية أدلة كافية حول طبيعة التواصل بين حضارات الخليج العربي مثل دلمون "البحرين" وماجان "عمان والأمارات" مع حضارات بلاد الرافدين ووادي الهند. تنوعت الأدلة الأثرية في تعريف طبيعة ثقافة حضارة دلمون والمناطق المواصلة معها في بلاد الرافدين وحضارات الهند مثل وجود بقايا من الفخاريات السومرية والإيرانية والهندية والأختام الصابونية الدائرية الدلمونية، الأختام الأسطوانية السومرية، الأختام الهندية المربعة، الأوزان الصابونية، الأدوات النحاسية. وواصل أشكناني: سلطت الدراسات السابقة الأدلة الأثرية على دعم ما ورد في النصوص السومرية حول وجود علاقات حضارية بين حضارة دلمون والعراق، وفي محاولة لتفسير مرحلة التطور السياسي والإجتماعي والاقتصادي لكل حضارة، بينما سلطت بقية الدراسات على اعادة تاريخ استيطان بعض الثقافات في منطقة معينة. لذلك تركز هذه الدراسة على جانبين مهمين وهما إعادة تسليط الضوء على التواصل الحضاري بين مناطق الخليج العربي وحضارة مصر القديمة في الألف الثاني قبل الميلاد من خلال تسليط الضوء على اختام الجعارين المكتشفة في جزيرة فليكا في دولة الكويت في الستينات، والتي لم تنال مجال كاف للدراسة. أما الجانب الآخر تركز من الدراسة فيركز على دفع الجانب النظري لفهم حقيقة وجود الاختام المصرية ذات الرسوم الدلمونية في جزيرة فليكا في دولة الكويت كأحد مراكز دلمون الاستيطانية من 2000 قبل الميلاد من خلال طرح الفرضيات ومقارنتها مع تحليل الاختام والرموز تهتم الدراسة الي طرح تساؤلات جديدة مثل وجود جالية مصرية في أراضي دلمون "نظرية الهجرة التجارية" أو وصول تجار دلمون الي مناطق مصر القديمة "نظرية الموانئ"، مما يساعد على مزيد من التعاون العلمي في كشف طبيعة التواصل الحضاري بين الخليج العربي وحوض البحر المتوسط.