أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرضاً بعنوان "العلاقات الكويتيةالهندية.. من منتصف القرن ال18 حتى استقلال دولة الكويت"، يندرج ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال21. يضم المعرض، الذي أقيم في مكتبة الكويت الوطنية، صوراً ووثائق تاريخية ومقتنيات لفهد العبدالجليل، وأخرى للعم عبدالعزيز الشايع، وإصدارات لمركز البحوث والدراسات الكويتية. علاوة على ذلك يتضمن المعرض مقتنيات للمجلس الوطني للثقافة كعملات ورقية ومعدنية هندية كانت تتداول في الكويت ووثائق للمبادلات التجارية بين تجار من الكويت وشخصيات من الهند ترجع إلى القرن ال18. يحتوي المعرض أيضا على صور توثق العلاقات الكويتيةالهندية من خلال الزيارات التي قام بها حكام الكويت وعدد من الشخصيات الكويتية البارزة إلى الهند آنذاك، كما يضم طوابع بريدية هندية استخدمت في الكويت وقتها، وصورا للجالية الهندية العاملة في قطاع النفط منذ الخمسينات. أما بالنسبة للندوة فتناولت جلستها الأولى الموضوع ذاته، وترأسها الدكتور عبدالله الغنيم، وعنيت بمحاور عدة، حمل أولها عنوان "العلاقات التاريخية بين البلدين من منتصف القرن 18 للميلاد حتى الاستقلال" للدكتور اقتاب كمال باشا. وقال باشا - في بحثه خلال الجلسة - إن علاقات الهند التاريخية مع الشعب العربي تم توثيقها جيدا "فاتصالات ماجان ودلمون والسومرية وبلاد ما بين النهرين مع حضارات الهاربان والسند راسخة وتعرف هذه الاتصالات على نطاق واسع الآن بين الشعبين الصديقين من خلال الاكتشافات الأثرية". وأضاف أن العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية والثقافية وغيرها مكنت الشعبين من التفاعل بقوة واستقر الكثيرون من كلتا المنطقتين في المناطق الخاصة ببعضهم بعضا. وذكر اقتاب كمال باشا أن الهند كانت تعرف لدى العرب بأنها الطائر الذهبي وأن العديد من المواد التي يحتاجها عرب الخليج تم نقلها من الهند بما في ذلك السلع الأساسية وقام التجار العرب من زمن بالتجارة مع الموانئ الهندية والتجار الهنود. وأشار إلى العلاقات الواسعة بين شعبي الكويتوالهند التي تمتد أكثر من ثلاثة قرون، حيث كانت التجارة قائمة في العديد من السلع، وهنا جاء التبادل الثقافي والاجتماعي، كما استقر العديد من التجار الهنود في الكويت تماما مثل العديد من الكويتيين الذين استقروا أيضا في أنحاء مختلفة من الهند. من جانبها، قدمت حصة الحربي بحثا بعنوان "الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجالية الكويتية في الهند"، تناولت فيه العلاقات الكويتيةالهندية والروابط التاريخية بين البلدين نموذجا للعلاقات الاستراتيجية التي ازدهرت منذ القدم. قالت الحربي إن الكويت كانت تجمعها مع شبه القارة الهندية علاقات تجارية كبيرة ومميزة لما تمثله من إقليم جغرافي كبير ومتنوع قبل تقسيمها عام 1947 ليتفرع من ذلك الإقليم الكبير أربع دول ذات كيانات سياسية هى الهند وباكستان وبنجلادش وسريلانكا. وذكرت أن ما ساعد على نمو العلاقات الكويتيةالهندية موقع الكويت الجغرافي في الطرف الشمالي من الخليج العربي وامتلاكها ميناءً مزدهراً فالخليج العربي يعد أحد أهم المنافذ البحرية للمحيط الهندي وحلقة للمواصلات البرية والبحرية المؤدية إلى الهند وإحدى المحطات التجارية المهمة في التجارة الدولية. وأوضحت أن التجار الكويتيين قاموا بدور كبير في عمليات تسويق اللؤلؤ الطبيعي والتمر العراقي إلى الهند والعودة بنقل السلع والبضائع الهندية من الهند إلى منطقة الخليج العربي فساهم ذلك في توفير متطلبات الاقتصاد الكويتي في تلك الفترة. وأشارت إلى أن ذلك حتم على الكويتيين متابعة أعمالهم والإشراف عليها من قرب من خلال فتح عدد من المكاتب التجارية في موانئ شبه القارة الهندية لاسيما في بومبي وكراتشي وخورميان وكاليكوت وميناء جوا البرتغالي ومع مرور الزمن تكونت جالية كويتية كبيرة اشتهرت باسم "الجالية الكويتية في الهند". بدوره، قدم العم عبدالعزيز الشايع بحثا مطولا بعنوان "نموذج للجالية الكويتية في الهند.. عائلة الشايع"، تناول فيه علاقة عائلة الشايع الوثيقة مع الهند وارتباطها بالعمل هناك منذ عام 1896 "حيث بقى علي حمود الشايع المؤسس هناك 40 سنة وابنه صالح 50 سنة". وأضاف الشايع أن المكتب التجاري للشايع تأسس في بومبي عام 1896 وانبثقت فكرة تأسيس مكتب في الهند من العائلة في الكويت بهدف توسيع نشاطها التجاري في أهم مركز تجاري وبحري في المنطقة. وقال الشايع إن هناك مشاريع خيرية عدة أقامها كويتيون في الهند، منها "الجامعة المحمدية" التي تحققت بمبادرة من الأخ صالح الشايع، عندما لاحظ أن هناك نقصاً في التعليم الإسلامي، إضافة إلى إقامة المساجد التي لا يتناسب عددها مع عدد المسلمين في تلك المدينة، فأخذ يجمع الأموال من عائلة الشايع ومن آخرين وبنى بتلك الأموال عددا من المساجد وكلية للدراسات الإسلامية ومدارس للبنات. وأشار إلى الوجود الكويتي المهم في الموانئ الخمسة الرئيسية في الهند وما جاورها وأولها "بور بندر" وموانئ "فيراول" و"كراتشي" و"كاليكوت" و"بومبي" وغيرها.