سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رموز «الحوار الوطني» يتحدثون عن المبادرة الأهم بتاريخ مصر الحديث    تباين أداء مؤشرات البورصات الخليجية خلال تداولات الأسبوع    محافظ الإسكندرية: معرض ثابت كل أسبوعين لدعم الأسر المنتجة    وزير خارجية إسرائيل: سنؤجل عملية رفح الفلسطينية إذا توصلنا لاتفاق بشأن المحتجزين    شيفيلد يونايتد يودع البريميرليج بعد الخسارة أمام نيوكاسل بخماسية    أمن الجيزة يضبط تشكيل عصابي لسرقة السيارات بالطالبية    ياسمين عبد العزيز تكشف ظهورها ببرنامج «صاحبة السعادة» | صور    أبو حطب يتابع الأعمال الإنشائية بموقع مستشفى الشهداء الجديد    لمكافحة الفساد.. ختام فعاليات ورش عمل سفراء ضد الفساد بجنوب سيناء    «صلبان وقلوب وتيجان» الأقصر تتزين بزعف النخيل احتفالاً بأحد الشعانين    خبير: التصريحات الأمريكية متناقضة وضبابية منذ السابع من أكتوبر    خبير ل الحياة اليوم: موقف مصر اليوم من القضية الفلسطينية أقوى من أى دولة    توقعات عبير فؤاد لمباراة الزمالك ودريمز.. مفاجأة ل«زيزو» وتحذير ل«فتوح»    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    الرضيعة الضحية .. تفاصيل جديدة في جريمة مدينة نصر    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    بعد جريمة طفل شبرا الخيمة.. خبير بأمن معلومات يحذر من ال"دارك ويب"    كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.. لقاء تثقيفي في ملتقى أهل مصر بمطروح    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    أحمد حسام ميدو يكشف أسماء الداعمين للزمالك لحل أزمة إيقاف القيد    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    الصين: مبيعات الأسلحة من بعض الدول لتايوان تتناقض مع دعواتها للسلام والاستقرار    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قطاع الأمن الاقتصادي يواصل حملات ضبط المخالفات والظواهر السلبية المؤثرة على مرافق مترو الأنفاق والسكة الحديد    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    إزالة 5 محلات ورفع إشغالات ب 3 مدن في أسوان    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    خبير أوبئة: مصر خالية من «شلل الأطفال» ببرامج تطعيمات مستمرة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسام سويلم يكتب: المفهوم الحقيقي لتجديد وترشيد الخطاب الدينى.. وحدود الله لا تقتصر على العقوبات فقط وتطبيقها ليس مسئولية الحاكم وحده.. ومصر لن تسقط في الفتنة
نشر في البوابة يوم 11 - 10 - 2014

الحلقة الثالثة: الرد على المتاجرة بشعار "تطبيق الحدود"
مقدمة:
تتعدد أسباب الفتن التى تعصف بالأمة الإسلامية وأخطرها تلك المتسترة وراء شعارات دينية يرفعها مروجوها بدعوى إقامة الدين بينما يبطنون أغراضًا" سياسية وأغراضًا" دنيوية ليس لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد تستهدف الاستيلاء على السلطة.
وكما روج سيد قطب وجماعته لشعارات (الخلافة) و(الحاكمية) فقد كان على رأس شعارات المتاجرة بالدين أيضًا شعار (إقامة حدود الله) .. حيث تروج هذه الجماعات المتطرفة للزعم بأن تطبيق بعض الحدود على مرتكبى بعض الجرائم مثل الزنى والسرقة وشرب الخمر وغيرها كفيل بالقضاء على هذه الجرائم وإقامة مجتمع إسلامى سليم.. وتستغل هذه الجماعات عدم إدراك معظم المسلمين للفهم الصحيح لمعنى (حدود الله).. وأن (حدود الله) لا تقتصر على بعض العقوبات فقط وليس المسئول عن تطبيقها الحاكم وحده .. وأن المعنى الصحيح (لحدود الله) هو التزام المؤمن في معتقداته وعباداته وسلوكه بما يأمره الله به والابتعاد عما يحرمه الله .. كما تستغل هذه الجماعات عدم إدراك معظم المسلمين لحقيقة أن العقوبات الشرعية تتضمن (الحدود والتعازير) معا".. وأن ما يطلق عليه القوانين الوضعية هى من التعازير التى تتفق مع الشرع.. وأن ( تطبيق الحدود ) يستلزم توافر شروط عديدة مشددة يتحتم أن تتحقق كلها فإذا سقط أى شرط منها فإنه لا يجوز تطبيق الحد على مرتكب الجريمة .. ومن ثم فإن (التعازير) هى التى تطبق على الغالبية العظمى من هذه الجرائم في المجتمع الإسلامى.. وأن (هذه التعازير) هى العقوبات التى يضعها الحاكم والتى تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع الإسلامى وتتدرج من اللوم وحتى الإعدام تبعا لشدة الجريمة وتصل في شدتها إلى القتل لمرتكب جريمة السرقة إذا كانت تمثل خطورة جسيمة على المجتمع..
ويخفى دعاة الفكر المتطرف حقيقة أن (التعازير) هى عقوبات شرعية كما يخفون حقيقة أن معظم الجرائم لا يجوز فيها (تطبيق الحدود) لعدم توافر شروط إقامتها كما سنوضح.. وأن الحاكم يجب عليه في هذه الحالات أن يأخذ بالتعازير.. وتخفى الجماعات المتطرفة هذه الحقائق وتروج فقط لمزاعمها الكاذبة بأن إقامة الدين وصلاح أحوال المجتمع الاسلامى لا تتحقق إلا( بإقامة هذه الحدود) .. وتنطلق هذه الجماعات من تلك المزاعم لتبرير تكفيرها للحكام والمجتمع كله بزعم أنه لا يقيم (حدود الله) .. وتبرير صراعها الدموى من أجل السيطرة على الحكم والسلطة كما ورد في كتاب سيد قطب (معالم في الطريق) صفحة 161 والذى يقول فيه (لا إسلام في أرض لا يحكمها الإسلام ولا تقوم فيها شريعته)
المفهوم الحقيقى لمعنى حدود الله
- إذا رجعنا إلى الآيات القرآنية التى تتحدث عن حدود الله ، نجدها لا تقتصر فقط على بعض العقوبات التى يجب على الحاكم تنفيذها ، بل سنجدها تخاطب المؤمن الحق في كل أمور حياته من عبادات ومعاملات .. ومن أمثلة الآيات التى تبين هذه الحقيقة ما يلى :
1. الآيات التى تتحدث عن الصيام في سورة البقرة ، والتى تبدأ بقوله تعالى : " يَٰٓأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ 0لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى 0لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " 183 البقرة .
وتبين هذه الآيات أحكام الصيام ثم تختتم بقوله تختتم بقوله تعالى " ۗ تِلْكَ حُدُودُ 0للَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا " 187 البقرة.
2. الآيات فى سورة الطلاق التى تبدأ بقوله تعالى " يَٰٓأَيُّهَا 0لنَّبِىُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ 0لنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا۟ 0لْعِدَّةَ " ..
وتبين هذه الآيات أحكام الله فى التعامل مع المطلقات وحقوقهن ، ثم تختتم بقوله تعالى :
" وَتِلْكَ حُدُودُ 0للَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ 0للَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُۥ " الطلاق 1
3. الآيات فى سورة النساء التى تختتم بقوله تعالى:
" تِلْكَ حُدُودُ 0للَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ 0للَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا 0لْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ 0لْفَوْزُ 0لْعَظِيمُ ، وَمَن يَعْصِ 0للَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدْخِلْهُ نَارًا خَٰلِدًۭا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٌۭ مُّهِينٌ "النساء 13-14
ويتبين لنا بوضوح من هذه الآيات أن الخطاب فيها للمؤمنين كل على حده وأنها تبين حدود الله فيما يتعلق بتقوى الله و الأرحام ومعاملة اليتامى والأزواج وحقوق النساء ونظام المواريث .. إلى غير ذلك من أحكام شخصية ينبغى على كل مؤمن يخشى الله أن يلتزم بها ولا يتعدى حدود الله فيها .
ونلاحظ في هذه الآيات – كسابقاتها أيضا – أنها لا تتضمن أية عقوبات يتعين على ولى الأمر تنفيذها على المخالفين والمتعدين لحدود الله فيها، وإنما تتضمن ما هو أخطر وأهم وهو تبصير المؤمن بسبيل النجاة والفوز العظيم في الدنيا والآخرة لمن أراده وسعى إليه ، وطريق الهلاك والعذاب المهين لمن يتعدى حدود الله ، يتضح من كل ما سبق أن إقامة حدود الله هى أمور تتعلق بالإنسان نفسه وأن إقامتها هى مسئولية شخصية في عنق كل مؤمن على نفسه ، أما القائم عليها فهو القائم على كل نفس بما كسبت قيوم السموات والأرض.
وفى ضوء هذه الحقيقة يتبين أن (الحدود) لا تقتصر على بعض العقوبات الواردة في كتب الفقه لجرائم السرقة أو الزنى أو شرب الخمر أو غيرها .. وإنما تمتد لتشمل كل أمور المعتقد والسلوك الشخصى لكل مسلم وأن الله تعالى هو وحده الذى يحاسب المسلم عن التزامه في كل أمور دينه ودنياه بحدود الله أو مخالفته لها .. كما يتبين لنا أيضا" بطلان وخطورة مزاعم سيد قطب وجماعته في الحكم على المجتمع بأسره ووصفه بأنه (لا يقيم حدود الله) إذا لم تكن الحدود مطبقة فيه .. إذ أن المجتمع الاسلامى يضم بين جنباته الكثير من المؤمنين الصادقين الذين يلتزمون بطاعة الله ويحرصون على إرضاء المولى عز وجل في كل أمور دينهم ودنياهم .. ولا تستهدف هذه الجماعات المتطرفة من وصف المجتمع بأسره بالكفر و(عدم إقامة حدود الله) سور تبرير مقاتلة المجتمع لتحقيق أطماعهم في الحكم والسلطة.
الشروط الفقهية لتطبيق الحدود:
حدد حضرات أئمة الفقه الأربعة (الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل) الشروط التى يتحتم توافرها عند تطبيق الحدود .. وقد أوردت كتب الفقه تفاصيل هذه الشروط التى تتضمن بالتفصيل كل الأمثلة والحالات التى تطبق فيها الحدود وكيفية التطبيق .. ويتجاهل دعاة الفتنة من الجماعات المتطرفة الحديث عن هذه الشروط لأنها تسقط كل شعارات المتاجرة حول (تطبيق حدود الله) التى يرفعونها لإشعال نار الفتنة في المجتمع الإسلامى .. وتكشف زيف وبطلان ما جرى في بعض البلاد الإسلامية – كالسودان - من تطبيق خاطئ لبعض الحدود يخالف هذه الشروط الواردة في السنة الشريفة والذى أسفر عن قطع الأيدى والرقاب باسم الدين ثم اعترف القائمون بهذه الجرائم التى حملت اسم (تطبيق الحدود) بحدوث الكثير من المخالفات والتجاوزات وراحوا يعتذرون عن ما اقترفوه من جرائم تحت شعارات تطبيق الحدود .. ولا تخفى هذه الشروط على أحد .. وقد أورتها كتب الفقه المختلفة وسوف نكتفى ببعض الأمثلة التى جاءت في كتاب (فقه السنة) للشيخ سيد سابق الجزء التاسع في تناوله لشروط تطبيق بعض الحدود .. ومن بين هذه الأمثلة ما يلى :
1. عندما ذهب ماعز إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واعترف بأنه قد زنى وطلب إقامة العقوبة عليه أعرض عنه الرسول عدة مرات .. ولكنه أصر على ما يطلبه .. فراجعه الرسول عدة مرات قائلا" له (لعلك كذا .. لعلك كذا .. ) ولكنه أصر على اعترافه بالزنى .. وعندما طبقت عقوبة الرجم بناء على طلبه وإصراره فر ماعز هاربا" أثناء الرجم فلاحقه بعض المسلمين حتى أردوه قتيلا" .. وعندما علم الرسول بذلك غضب غضبا" شديدا" وقال : (هلا تركتموه فيتوب ويتوب الله عليه) .. ويتضح من ذلك بوضوح كامل أن إقامة الحد ليست هدفا" في حد ذاتها كما يتصور دعاة الفتنة من المتطرفين .. وإنما الهدف من إقامة الحد على المذنب الذى اعترف وأصر على اعترافه هو أن يتوب فيتوب الله عليه حتى لو هرب أثناء تنفيذ الحد كما جاء في الحديث الشريف.
2. عندما ذهبت الغامدية إلى سيدنا رسول الله تعترف بجريمة الزنى وتريد إقامة الحد ردها الرسول حتى تضع حملها .. فلما عادت بعد الولادة ردها ثانية حتى ترضع وليدها .. ثم عادت في المرة الثالثة وهى تصر على تنفيذ عقوبة الرجم عليها .. وقد وصفها الرسول بقوله (لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم) .. ومن الجدير بالذكر في هذا الحديث أنه لم يرد فيه أن الرسول قد سعى في طلب المرأة في كل مرة كان يردها فيها ولم يحبسها انتظارا" لتوقيع العقوبة عليها .. بل تركها لعلها تستغفر وتتوب فيغفر الله لها ويتوب عليها .. ولكنها أصرت على العقوبة ولم تقبل سوى الرجم وسيلة لتطهيرها وغفران ذنوبها .. كما أنه من الجدير بالذكر أيضا" أن الحديث يبين أن سيدنا رسول الله لم يسأل المرأة عن الرجل الذى ارتكب معها جريمة الزنى ولم يسع إلى البحث عنه أو تطبيق العقوبة عليه..
3. كان سيدنا رسول الله يفتح باب التوبة أمام من يأتى معترفا" بأنه أصاب حدا" ويلتمس له المخرج للتوبة دون إقامة الحد عليه.. فعندما جاء رجل إلى سيدنا رسول الله في المسجد معترفا" بأنه قد (أصاب حدا") ولم يفصح الرجل عن نوع الحد الذى أصابه فإن الرسول لم يسأله عن نوع ذلك الحد .. وإنما قال له (أليس قد صليت معنا؟) .. فقال الرجل : نعم .. فقال الرسول (فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك) .. فذهب الرجل ولم يوقع الرسول عليه أى عقوبة.
ويتبين بوضوح من الأمثلة السابقة أن مقصد الشريعة من تطبيق الحدود هو هداية النفس الانسانية. فالشريعة ليست قانونا للعقوبات .. ورسل الله الكرام لم يبعثوا لعقاب العصاة والمذنبين وإنما بعثوا لهداية نفوس المؤمنين إلى الله تعالى كما يتبين من قوله عز وجل ( إن هذا القرآن يهدى للتى هى أحسن) وقوله تعالى (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين).
حد السرقة.. وعدم جواز إقامته في معظم الحالات:
يحاول دعاة الفتنة من الجماعات المتطرفة خداع الناس بالزعم بأن (تطبيق الحدود) كفيل بالقضاء على ما يعانى منه المجتمع الإسلامى اليوم من المفاسد والآثام .. وذلك لتبرير مسلكهم في تكفير المجتمع وأطماعهم في الحكم والسلطة.. وإذا أردنا أن ندرك ما في هذه المزاعم من البطلان وسوء النية فيكفى أن نطلع على شروط تطبيق حد السرقة كما أوردتها بالتفصيل كتب الفقه لنتبين أن هذه الشروط لا تنطبق على الغالبية العظمى من حالات السرقة التى يعانى منها المجتمع الإسلامى اليوم.. فقد اشترط أئمة الفقه لتطبيق حد السرقة ضرورة توافر شروط ثلاثة هى: ( ألا يكون للسارق شبهة الملكية في المال الذى سرقه.. وأن تتم السرقة في الخفاء والاستتار.. وأن يكون المال المسروق محرزا").. وبذلك فإنه لا يجوز تطبيق حد السرقة على معظم جرائم السرقة المعروفة اليوم .. مثل السرقة من ممتلكات الدولة أو الحكومة أو القطاع العام (لشبهة الملكية).. أو من الأماكن العامة للعاملين فيها ومن يؤذن لهم بدخول المكان (لعدم وجود الحرز) .. أو السرقة جهرة أو بالإكراه أو اغتصاب العقارات والأراضى بالقوة (لعدم وجود شرط الخفاء والاستتار) .. فلا يجوز القطع في هذه الحالات وتكون العقوبة هى (التعازير).. كما ورد في كتاب (نظام التجريم والعقاب في الاسلام ) للمستشار على على منصور ص 331.. كما لا يجوز القطع إذا كان المالك للمال المسروق مجهولا" ولا لمن دخل منزلا" بإذن صاحبه ولا لمن سرق من المدين المماطل في السداد أو الجاحد للدين.. وقد أورد هذه الحالات والعشرات غيرها التى لا ينطبق عليها التعريف الفقهى للسرقة كتاب (فقه السنة للشيخ سيد سابق الجزء التاسع) وكتاب (تلك حدود الله للشيخ إبراهيم الوقفى).. كما اشترط الفقهاء في حالة تحقق هذه الشروط أن يقوم القاضى بتلقين السارق الإنكار – حتى بعد اعترافه بالسرقة – فيقول له القاضى : هل سرقت؟ قل لا.. فإذا قال (لم أسرق) أخلى سبيله ولم يقم عليه الحد وذلك استنادا" إلى ما نسب إلى سيدنا أبى بكر من أنه جاءته جارية سرقت فقال لها: أسرقتى؟ قولى لا.. فقالت لا فأخلى سبيلها.. وكذلك ما نسب إلى سيدنا عمر ابن الخطاب من أنه أتى إليه برجل سرق فقال له: أسرقت؟ قل لا.. فقال لا فتركه.
عقوبة السارق في (التعازير) تبدأ من اللوم وتصل إلى الإعدام:
جعل الله تعالى الحاكم مسئولا" عن سن القوانين الوضعية والنظم التى تكفل تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في المجتمع ويطلق على ذلك في الشرع اسم (التعازير) .. وبذلك فإن (التعازير) تعتبر أحكاما" شرعية طالما أنها تتصف بالعدل وتحقق الأمن والاستقرار وتحفظ الحقوق والحرمات في المجتمع.. ويجرى تطبيق (التعازير) في جميع الجرائم والمخالفات التى تحدث في المجتمع كما يتم تطبيقها أيضا فى الحالات التى لا يجوز فيها (تطبيق الحدود) مثل حد السرقة أو غيره .. وتتدرج شدة العقوبة في (التعازير) فتبدأ من اللوم وتنتهى بالإعدام .. وقد تصل عقوبة السرقة في بعض الحالات إلى الإعدام إذا كانت تمثل خطرا" جسيما" على الأمة والمجتمع مثل سرقة الذخائر من الجيش في زمن الحرب أو سرقة الأطعمة أو وسائل الانقاذ المرسلة إلى المحاصرين أو المتضررين في وقت الكوارث والأزمات الخطيرة.. وبذلك فإنها كفيلة بردع كل من تسول له نفسه ارتكاب أية جريمة تمثل اعتداء على الحرمات والممتلكات.. ويتبين من هذه الحقائق الفقهية بطلان شعارات التضليل والمتاجرة التى يرفعها دعاة الفتنة لاستغلال مشاعر المسلمين الدينية ورغبتهم في محاربة المفاسد في المجتمع والتى تصور تطبيق الحدود في بعض الجرائم على أنه الحل الوحيد والأكيد لكل المفاسد التى يعانى منها المجتمع الإسلامى اليوم مثل جرائم السرقة والفساد .. كما يتبين لنا أن الشرع قد كلف الحاكم بقطع السبل التى تؤدى إلى انتشار جريمة السرقة في المجتمع عن طريق توفير سبل الرزق وفتح أبواب العمل والاستثمار ومواجهة أسباب الفقر والبطالة.. وكذلك عن طريق تشديد الإجراءات والعقوبات بما يردع أصحاب النفوس المريضة عن ارتكاب جريمة السرقة والاعتداء على ممتلكات البلاد والعباد بعد أن يوفر لهم الحاكم سبل العيش الكريم والكسب الحلال الطيب.
أكذوبة ما يسمى بحد الردة:
رغم كل ما ترفعه الجماعات المتطرفة من شعارات المطالبة بتطبيق ما يسمى بحد الردة وما تروج له من دعاوى ابن تيمية حول ما يسميه (باستتابة المرتد) .. فإننا عندما نعود إلى آيات القرآن ندرك أنه ليس هناك أى أصل على الاطلاق لهذا الحد المزعوم وليس هناك أى دليل من القرآن والسنة الصحيحة على وجود هذا الحد المزعوم المسمى بحد الردة.. إذ أن آيات القرآن تقطع ببطلان هذه المزاعم وتعطى المشيئة لكل إنسان في اختيار طريقه من الإيمان أو الكفر وفى دخول الإسلام أو الارتداد عنه وتبين أن حساب كل انسان في النهاية على إيمانه أو كفره مرجعه إلى المولى عز وجل وحده فهو الأعلم بما تخفيه صدور عباده وبحقيقة ما في قلوبهم
ومن الأدلة القرآنية التى تقطع بكذب الادعاء بوجود ما يسمى بحد الردة ما يلى:
1. قوله تعالى " يَٰٓأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى 0للَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ " المائدة54 .. حيث تبين الآية أن حكم المرتد عن دينه هو أن يحرمه الله من فضله ويستبدله بمن يحبهم الله ويحبونه .. وليس في الآية أى إشارة من قريب أو بعيد إلى قتل المرتد.
2. قوله تعالى " كيف يهدى الله قوما" كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدى القوم الظالمين) آل عمران 86 .. وهذه الآية تخلو أيضا" من أى حكم بقتل الذين كفروا بعد إيمانهم وشهادتهم بأن الرسول حق .. وتذكر أن الله تعالى يحرم هؤلاء المرتدين من الهداية طالما استمروا على كفرهم وظلمهم.
3. قوله تعالى (إِنَّ 0لَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ 0زْدَادُوا۟ كُفْرًۭا لَّمْ يَكُنِ 0للَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًۢا ) النساء 137 .. وتبين الآية حكم من تردد بين الكفر والإيمان مرات عديدة ثم ازداد كفرا" .. وعلى الرغم من ذلك فإن الآية لا تحكم عليه بالقتل لا في المرة الأولى ولا في الثانية ولا في الثالثة عندما ازداد كفرا" مما يدل على استمرار حياة المرتد محروما" من المغفرة والهداية.
4. قوله تعالى (إِنَّ 0لَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعْدَ إِيمَٰنِهِمْ ثُمَّ 0زْدَادُوا۟ كُفْرًۭا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ 0لضَّآلُّونَ) آل عمران 90.. وليس في هذه الآية كذلك أى حكم بقتل المرتدين .. بل تشير الآية إلى امتداد أجلهم بعد ارتدادهم وازديادهم في الكفر وتبين الآية أن حكم الله عليهم هو أن لا تقبل توبهم فيمكثوا في الضلال ما عاشوا.
5. قوله تعالى (لَآ إِكْرَاهَ فِى 0لدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ 0لرُّشْدُ مِنَ 0لْغَىِّ) البقرة 256 .. وتؤكد هذه الآية أن كل أمور الدين متروكة لمشيئة الإنسان ولا يجب أن تخضع لأى إكراه.. وبالطبع فإن تهديد المرتد بالقتل إذا لم يرجع إلى الإسلام وما يسمونه (باستتابة المرتد) ليس سوى صورة بالغة من صور الاكراه في الدين الذى ينهى عنه القرآن في العديد من الآيات مثل قوله تعالى (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ 0لنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا۟ مُؤْمِنِينَ) يونس 99
ومن الجدير بالذكر أن الرواية التى يروج لها دعاة الفتنة للزعم بوجود ما يسمى (بحد الردة) والتى تقول (من بدل دينه فاقتلوه) هى رواية مدسوسة على سيدنا رسول الله لأنها تتعارض تعارضًا" واضحًا" وصريحًا" مع العديد من آيات القرآن التى أوردنا بعضا" منها.. فأحاديث سيدنا رسول الله هى ( تبيين لما أنزل في القرآن وتفصيل ما أجمل فيه ).. ومن ثم فإنها لا يمكن أن تتعارض مع القرآن.. فإذا تعارضت أى رواية مع القرآن – كما هو ثابت في علوم الحديث – فهى مدسوسة ولا يؤخذ بها.
الحكمة من مقاتلة سيدنا أبى بكر للمرتدين:
لم تكن حروب الردة قتالا" للمرتدين لمجرد ارتدادهم أو من أجل إكراههم على العودة إلى الدين .. وإنما كانت دفعا" للفتنة التى أرادها المرتدون بالدين بإسقاط فرض من الفروض الخمسة وهو فرض الزكاة.. وهو ما يمثل فتنة شديدة تستهدف هدم أركان الدين في مهد الإسلام وفى أعقاب انتقال سيدنا رسول الله.. كما أن المرتدين كانوا يهددون أيضا" المجتمع الإسلامى بأشد المخاطر حيث كان هؤلاء المرتدون – كما يذكر كتاب تاريخ الإسلام للدكتور حسن ابراهيم حسن ص 117- يشكلون جماعات تحارب المجتمع الاسلامى وتهدد أمنه ووجوده وبلغوا في اعتدائهم على المسلمين حد محاصرة المدينة المنورة مما تطلب خروج سيدنا أبى بكر بنفسه لقتالهم وتخليص المدينة من حصارهم.
خلاصة القول:
يتضح مما سبق أن إقامة الحدود لا يقتصر مفهومها على عدد محدود من العقوبات التى تطبق على بعض الجرائم كما يروج دعاة الفتنة من الجماعات المتطرفة.. وإنما يمتد الفهم الصحيح لمعنى إقامة الحدود ليشمل التزام كل مسلم في معتقده وفى سلوكه بطاعة الله في كل ما أنزله الله في القرآن والسنة والتى هى (حدود الله) التى يجب طاعتها والالتزام بها .. فإذا التزم المسلم بها فهو (يقيم حدود الله) وإذا خالفها وخرج عليها فهو يعتدى على (حدود الله).. كما تبين لنا مما أوردناه أن هناك شروطا" فقهية عديدة لا بد من توافرها عند تطبيق الحدود كحد السرقة أو غيره.. فإذا لم تتحقق هذه الشروط وجب اللجوء إلى التعازير.. ويقصد بالتعازير القوانين التى يسنها الحاكم لإقرار الأمن والأمان والاستقرار وحماية الحقوق والحرمات في المجتمع.. وهذه التعازير هى جزء من الشريعة نفسها وتدخل ضمن مسئولية الحاكم أمام الله تعالى ويحاسبه الله على عدم الأخذ بها لحماية الدين والمجتمع.. وتتدرج التعازير في شدتها بحسب خطورة الجريمة وأثرها على المجتمع ابتداء من اللوم وحتى الاعدام.. ويتبين من ذلك أن التعازير تتفق مع الشرع ويعتبر الالتزام بها تطبيقا" للشريعة الإسلامية.. وتطبق التعازير في كل الحالات التى لا تتوافر فيها الشروط الفقهية لإقامة الحد والتى تمثل الغالبية العظمى من الجرائم والمخالفات السائدة اليوم على النحو الذى أوضحناه.. وهذه الحقائق تسقط كل شعارات المتاجرة التى يرفعها دعاة الفتنة من الجماعات المتطرفة حول (تطبيق الحدود) والتى لا تستهدف من ورائها سوى تبرير مسلكهم وأطماعهم في الوصول إلى السلطة والحكم حتى ولو على أشلاء المسلمين وخراب بلادهم ومجتمعاتهم .. ولقد رأينا هذه الحقيقة في السودان في التسعينات في عهد جعفر النميرى الذى قام بالمتاجرة بالدين (بالتطبيق الشكلى للحدود) في السودان.. وانتهى الأمر إلى انفصال جنوب السودان عن شماله بسبب الخلافات بين من يؤيدون ومن يعارضون التطبيق الخاطئ لما يسمى بحدود الله مما انتهى إلى تفتيت البلاد وانفصام عراها.. ثم تعرض شمال السودان نفسه لمخاطر الانفصال والتفتيت بظهور العديد من الحركات الانفصالية في دارفور وشرق السودان .. كما رأينا هذه الحقيقة فى العراق في (التطبيق الشكلى للحدود) في محافظة الأنبار عندما سيطر عليها تنظيم القاعدة بقيادة أبى مصعب الزرقاوى الذى قام بفصل هذه المحافظة عن باقى العراق تحت اسم (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ) .. ثم تدهور الوضع بعد ذلك على يد جماعة داعش التى سيطرت على غرب وشمال العراق والتى تزعم أيضا" أنها بسلوكها الدموى الوحشى الذى أثار استياء العالم تقوم بتطبيق الشريعة وتقيم الحدود.. ولا تتوقف هذه الجماعة لحظة واحدة عن سفك الدماء وإثارة الرعب والذعر بين المسلمين وتفتيت المجتمعات الاسلامية في سوريا والعراق .. وهى تقوم بكل هذه الجرائم تحت الشعارات الدينية (بإقامة الحدود وتطبيق الشريعة!!) .. وهى في حقيقتها طعن في الدين وسلاح في أيدى أعداء الإسلام يدمرون به الدول الإسلامية.
ولقد حفظ الله مصر وأهلها من هذه الفتنة التى سقطت في أتونها سوريا والعراق وليبيا واليمن فأسقط شعب مصر حكم الإخوان بعد عام واحد أسود كان سببا" في كشف حقيقتهم أمام المصريين بعد خمسة وثمانين عاما" من الكذب والتضليل والشعارات الخادعة التى كان الاخوان يرفعونها عن (تطبيق الشريعة ) و(إقامة الحدود) و(الحاكمية) وغيرها .. ثم تبينت حقيقتهم عندما أزاحهم المصريون عن الحكم فإذا بهم يتحولون إلى أعداء يخربون ويدمرون ويحرقون ويكشفون حقيقتهم الوحشية الدموية التى كانوا يخفونها.. والتى لا تختلف عن السلوك الوحشى لمنظمة داعش في العراق وفى سوريا.. وإذا كانت منظمة داعش تربى الأطفال على السلوك الوحشى بتدريبهم على قطع الرقاب وحضور الاحتفال بذبح الرهائن وقطع رؤوس ضباط وجنود الوطن.. فقد رأينا صورة مماثلة من سلوك الإخوان المسلمين في أثناء اعتصام رابعة العدوية حيث كانوا يجمعون الأطفال من ملاجئ الأيتام ليحملوا أكفانهم في المظاهرات ويرفعوا لافتات تحمل عبارة (مشروع شهيد) لإعدادهم للتربية الدموية الوحشية كأطفال داعش .. ثم انكشفت حقيقتهم ونواياهم كلها بعد فض هذا الاعتصام فإذا بهم يفجرون العبوات الناسفة ويقتلون الأبرياء من رجال الشرطة والعسكريين والمدنيين على السواء ويخربون كل مقومات الحياة من أبراج الكهرباء إلى محطات المترو وقطارات السكة الحديد ويقطعون الطرق ويشعلون الحرائق في كل ما يستطيعون من جامعات و مؤسسات ومرافق وممتلكات خاصة .. ولولا حفظ الله لمصر وأهلها لسقطت في ما تعانى منه اليوم البلدان العربية المجاورة على أيدى هؤلاء الخوارج الذين يرفعون شعارات الدين لتخريب وتدمير بلادهم وأوطانهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.