تعد مستشفى بني عبيد المركزي بمحافظة الدقهلية، أو كما يسميها الأهالي هناك "مستشفى الفساد والإهمال المركزي"، حلقة من حلقات الفساد في مسلسل تركي لا ينتهي لوزارة الصحة. ويتعرض المرضى بالمستشفى لأشد انتهاكات حقوقية، إضافة إلى عدم وجود المستلزمات الطبية والإسعافات الأولية، نجد أن المستشفى محاطة بمياه الصرف الصحي من كل اتجاه، ناهيك عن انتشار أقوام القمامة بداخل وخارج مبنى المستشفى، ليتحول الكيان الطبي إلى "مقلب زبالة "متنقل ومرتع للفيروسات القاتلة التي تطيح بالأصحاء قبل المرضى على مرأى ومسمع جميع المسئولين فيها. "البوابة نيوز"، رصدت المخالفات والإهمال بالصوت والصورة، علها تجد آذانًا صاغية. وقال الحاج مصطفى، أحد المرضى المترددين على المستشفى: "لن نشتكى إلا لله ولن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يتلاعب بأرواح الفقراء والغلابة.. أنا دخلت المستشفى عشان أحلل سكر وضغط خرجت منها عندى فيروس "سي"، طبعا عادي وأيه يعنى فيروس سي ما كل المصريين مصابين بنفس المرض، هقولكم لله الأمر من قبل ومن بعد، وقادر يدخل الفيروس في جسم كل مسئول قاعد في مكتبه متكيف وكان سببًا في مرضى وأنا صاحب عيال". من جانبها، قالت إحدى الممرضات، التي تعمل بالمستشفى منذ 8 سنوات: "بصراحة أنا اللي دفعني للكلام هو خوفي من حساب ربنا، المستشفى فعلا عنبر موت من كل ناحية ولا خدمة طبية كويسة ولا مستلزمات ولا حتى الإسعافات الأولية البسيطة اللى بتكون موجودة في أي بيت عادي من شاش وقطن وخلافه، إحنا لما يدخل عندنا مريض متصاب بجرح ب"نضرب لخمة" فما بالك بالعمليات الكبيرة. وأضافت: "تحدثنا مع رؤسائنا، ورؤسائنا تحدثوا مع رؤسائهم والنتيجة يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء لأقرب قبر يدفن نفسه فيه واللي مش مناسبه الشغل يمشي.. أنا ممكن أمشي على فكرة، بس أكيد بدل بني عبيد في ألف بني عبيد لأن مستشفيات الحكومة كلها بني عبيد المركزي". وعن المأساة، قال فايز السواف، وهو أحد الأهالي المقيمين بالقرب من المستشفى: "المستشفى بجد كارثة لك أن تتخيلِ أن المخلفات الطبية التي تخرج من أقسام الطوارئ من دماء وشاش وقطن وحقن وخراطيم تحليل وزجاجات عينات تحاليل وأكياس دم فارغة، ملقاة على الأرض في كل مكان وبين الطرق المؤدية للغرف، بالإضافة للروائح الكريهة التي لا تطاق، وانتشار الذباب والحشرات أكتر من وجود البنى آدمين أنفسهم". وعن مطالب الأهالي في مدينة بنى عبيد واحتياجاتهم، تحدث أكرم ماجد، مدرس لغة عربية، مطالبًا رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، بسرعة التوجه إلى المستشفى وتكليف الجهات المسئولة بفتح تحقيق موسع للكم الهائل من المخالفات ومحاسبة المتسبب فيها حتى لو كان الوزير شخصيًا. وتابع عم: "محتاجين خدمات ورعاية صحية تحترمنا كبشر، محتاجين دكتور يسمع لوجعنا قبل ما يتعصب علينا ويكتب الدوا، محتاجين وزير يتابع ويراقب أكتر ما يطلع على التليفزيون يمجد في الحكومة وإنجازاتها، محتاجين الوزير ينزل من على مكتبه ويحس بينا ويتخيل إن ابنه أو بنته تعبان وهو مش لاقى حق مستشفى استثماري، واضطر يروح لمستشفى حكومة، هو دافع من شقاه ومخصوم من راتبه ضرائب وخلافه عشان تعالجه، وفى الآخر يخرج بابنه ميت أو متصاب بمرض خبيث. وتابع: "محتاجين الوزير في زيارة سريعة، بس عشان إحنا عندنا ضمير لازم نوعيه ونقوله هات خد تطعيمات كافية قبل ما تنوى تدخل مستشفى بنى عبيد، لأنها عنبر موت مش كيان طبي، محتاجين لجنة مشكلة على أعلى مستوى للتفتيش على المستشفى وتصحيح الوضع".