قال مسئول رفيع في الحكومة الهندية يوم الخميس، إن تحذيرا أمنيا صدر لعدد من الولايات يوم الخميس، بعد أن أعلن زعيم القاعدة أيمن الظواهري، عن تشكيل جناح للتنظيم في الهند وجوارها. وفي تسجيل مصور نشر على الإنترنت، تعهد زعيم تنظيم القاعدة بنشر الحكم الإسلامي، ورفع راية الجهاد في شبه القارة الهندية. وصرح المسئول الرفيع الذي حضر اجتماعا أمنيا لمناقشة التسجيل مع وزير الداخلية بأن الحكومة تعتقد أن التسجيل حقيقي وبالتالي حذرت الحكومات المحلية. وقال المسئول لرويترز "نتعامل مع هذه المسألة بجدية كبيرة وصدر تحذير أمني." وعادة ما توضع الأجهزة الأمنية الهندية في حالة تأهب خوفا من هجمات قد يشنها متشددون إسلاميون محليون أو جماعات معادية للهند تتخذ من باكستان مقرا لها. ولم يتضح على الفور ماهية الخطوات الإضافية التي ستتخذ. وحتى اليوم لا يوجد دليل على أي تواجد لتنظيم القاعدة في الهند. ويشير توقيت ومحتوى التسجيل إلى وجود تنافس بين القاعدة وخصمها الأكثر نشاطا تنظيم الدولة الإسلامية والذي تشير أدلة غير موثقة على أنه يحشد الدعم في جنوب آسيا. وذكرت تقارير إعلامية أن منشورات الدولة الإسلامية وزعت في باكستان في الأيام الأخيرة. وتضمن إعلان الظواهري الإشارة مرتين إلى جوجارات وهي ولاية رئيس وزراء الهند الجديد نارندرا مودي الهندوسي القومي. وتكن الجماعات الإسلامية كرها لمودي بسبب أعمال شغب دينية حصلت في الولاية عام 2002 حين كان رئيسا لحكومتها. وقتل في أعمال العنف أكثر من ألف شخص معظمهم من المسلمين. وقال إس. كيه. ناندا، وهو أكبر مسئول في وزارة الداخلية بولاية جوجارات لرويترز "اثر تسجيل القاعدة المصور سنكون على درجة تأهب أعلى وسنعمل عن كثب مع الحكومة المركزية لمواجهة أي تهديد للولاية." ويشمل إعلان حالة التأهب العالية في الولاية تشغيل شبكات المخبرين في المناطق الحساسة. وقال مسئول رفيع في الشرطة أن جوجارات تتصدر قائمة المنظمات المتشددة ومنها القاعدة منذ أعمال العنف التي وقعت عام 2002. وقال المسئول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "سيكون التهديد أكبر حاليا لأن نارندرا مودي هو رئيس الوزراء." ووصف الظواهري تشكيل "القاعدة في شبه القارة الهندية" بأنه بشرى للمسلمين في "بورما وبنجلادش وآسام وجوجارات وأحمد اباد وكشمير" وان الجناح الجديد سينقذ المسلمين من الظلم والقمع. ويشكل المسلمون نحو 15 % من سكان الهند ولكن أعدادهم تقدر بنحو 175 مليونا وهو ما يجعلهم ثالث أكبر جالية إسلامية في العالم. وتنامت التوترات بين الهندوس والمسلمين في شبه القارة الهندية منذ قيام باكستان كدولة في المناطق ذات الاغلبية المسلمة في الهند عام 1947 في عملية تقسيم دامية قتل خلالها مئات الآلاف. من جهة أخرى أصبح إقليم كشمير -وهو محل نزاع بين الهندوباكستان- منطقة جذب للمجاهدين الأجانب إضافة إلى المقاتلين الانفصاليين المحليين. وفي يونيو نشرت القاعدة تسجيلا مصورا تحث فيه الشبان المتشددين في كشمير على استلهام المقاتلين في العراق وسوريا والانضمام إلى حركة الجهاد العالمية. وقالت مصادر في المخابرات في المنطقة التي تسيطر عليها الهند في كشمير لرويترز يوم الخميس انهم لم يرصدوا حتى اللحظة أي آثار للقاعدة في المنطقة الواقعة في الهيمالايا المجاورة لباكستان والصين. وقال أحد المصادر إن ظهور راية الدولة الإسلامية في إحدى التظاهرات الاحتجاجية مؤخرا في كشمير هو عمل فردي ولا يشير إلى أي تواجد للتنظميم في المنطقة. وعانت الهند من عدد من هجمات كبيرة نفذها متشددون إسلاميون أحدثها عام 2008 في مومباي على يد مقاتلين باكستانيين أدت حينها إلى مقتل 166 شخصا.