قال زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، إن جماعته توسعت في شبه القارة الهندية. وأضاف، في تسجيل مصور رصدته على الإنترنت مجموعة "سايت"، التي تراقب أنشطة الجماعات الإسلامية، أن القاعدة كانت تستعد من سنوات لتأمين وجود لها في الهند. وبحسب محطات التلفزيون المحلية، تم ما لا يقل عن ثلاث ولايات هندية تضم عددا كبيرا من السكان المسلمين في حالة تأهب، في أعقاب بث التسجيل المصور، غير أنه لا توجد علامة على زيادة التواجد الأمني. وقال الظواهري، في التسجيل المصور، إن الجماعة الجديدة "ثمرة جهد مبارك منذ أكثر من سنتين، لتجميع المجاهدين في شبه القارة الهندية، في كيانٍ واحد يكون مع الأصل"، وأضاف: "أزف للمسلمين في العالم عامة وفي شبه الجزيرة الهندية خاصة أنه وبفضل الله تعالى أقيم فرع جديد هو جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية". وفي حين أثارت رسالة الظواهري قلقا في الهند، قال مراقبون إنها موجهة فيما يبدو إلى منافسيه في حركة الجهاد الدولية، وتستهدف زيادة الوجود الإعلامي للقاعدة في أعقاب النجاحات السريعة التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية. وتتوارى القاعدة على نحو متزايد لصالح الدولة الإسلامية التي سيطر مقاتلوها على مساحات واسعة في سورياوالعراق وأعدمت في الآونة الأخيرة صحفيين أمريكيين. وقال أجاي ساهني، المحلل الأمني الكبير لدى معهد إدارة الصراع، ومقره نيودلهي، إن القاعدة "تسعى جاهدة للحفاظ على مشروعيتها في أعين العالم الإسلامي المتشدد، أسامة بن لادن قتل والقيادة العليا للقاعدة، خلافا للظواهري وقلة آخرين، قتلوا واحدا بعد الآخر في هجمات لطائرات أمريكية بدون طيار". ومع إن الرسالة تشير إلى "شبه القارة الهندية" - وهو مصطلح يطلق على الهندوباكستان وبنغلادش ونيبال، فالقاعدة ناشطة منذ زمن في باكستان، وتصريحات الظواهري فهمت على نطاق واسع بأنه يشير الى الهند التي تقطنها أغلبية هندوسية مع أقلية مسلمة. وقال الظواهري إن الجماعة الجديدة، وهي قاعدة الجهاد في شبه الجزيرة الهندية، ستقاتل من أجل إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة في أنحاء المنطقة التي كانت "جزءا من أرض المسلمين قبل أن يحتلها العدو الكافر"، على حد قوله. وقال عصام عمر، أمير الجماعة الجديدة، في رسالة صوتية مسجلة بثت مع الشريط المصور، إن اليهود والهندوس، الذين أشار إليهم على أنهم "كفرة الهند"، سيشاهدون دمارهم بأم أعينهم. وأضاف إن المقاتلين "سيقتحمون حواجزكم بالسيارات المحملة بالبارود". منتقدا ما اسماه "ظلم المنطقة تجاه الإسلام". وحتى وقت قريب، شهدت الهند نفسها تجنيد الجهاديين الدوليين على أراضيها لصالح تنظيم القاعدة. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، نمت في الهند مكانة تنظيم الدولة الإسلامية، ويعتقد أن التنظيم كسب مؤيدين هناك على نحو متزايد. وفي الشهر الماضي، قالت تقارير إن طالبا هنديا، يدرس الهندسة سافر بصحبة أصدقائه إلى العراق وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، قتل. والتقى وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ صباح اليوم الخميس مسؤولون كبار في الأمن والمخابرات لمناقشة التهديد. وقال المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم إن البيان كان "مثار قلق كبير، لكن لا شيء نقلق من أجله. فلدينا حكومة قوية على المستوى الاتحادي". غير أن من المعروف أن الجهاز الأمني في الهند يفتقر إلى التمويل والتدريب. ففي 2008 شنت مجموعة صغيرة من الإرهابيين الباكستانيين هجوما على مومباي، المركز المالي للهند، أدى إلى إغلاق المدينة فعليا لأيام وأودى بحياة 166 شخصا. كما تشن نيودلهي منذ فترة طويلة حربا ضد التمرد في كشمير، الولاية الهندية الوحيدة التي تقطنها أغلبية مسلمة، حيث يقاتل مسلحون من أجل استقلال الولاية الواقعة في منطقة الهيمالايا أو ضمها إلى باكستان المجاورة، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى.