المتابع للعلاقة بين حزب المصريين الأحرار من ناحية ومؤسسة رجل الأعمال نجيب ساويرس من ناحية أخرى يلاحظ وجود الكثير من أوجه الشبه فى العلاقة بين حزب الحرية والعدالة الإخوانى المنحل من ناحية ومرشد جماعة الإخوان محمد بديع من ناحية أخرى، فالمرشد بديع كان هو الرئيس الفعلى للحزب، سواء فى عهد مرسى أو عهد الكتاتنى، وكان هو صاحب القرار الأول والأخير فى كل ما يتعلق بشئون الحزب ولا صوت يعلو فوق صوت المرشد، بل إن جماعة الإخوان هى التى اختارت مرسى للرئاسة وليس الحزب، وهى التى اختارت الكتاتنى لرئاسة البرلمان المنحل وليس الحزب.. ونفس الأمر يحدث داخل حزب المصريين الأحرار، فرجل الأعمال ساويرس هو الذى يدير الحزب ويصنع سياساته، وهو الذى يتولى الإنفاق عليه وتدبير موارده، والدليل أن جميع أعضاء حزب المصريين الأحرار لا يسددون اشتراكات للعضوية لأن أموال ساويرس تتكفل بذلك ولا يحتاج لاشتراكات الأعضاء.. فرضاء ساويرس على أي قيادة داخل الحزب تمنحه كل الصلاحيات وكل الإمكانيات بلا حساب، وغضب ساويرس على أي قيادة تخرجه من جنته، وهو ما حدث من قبل مع مارجريت عازر سكرتير عام الحزب التى ضحت بالوفد وذهبت لجنّة ساويرس داخل المصريين الأحرار، وتولت منصب السكرتير العام، وبعد ذلك غضب عليها فأطاح بها من الحزب، وجاء بعصام خليل بدلا منها، وهو عين ساويرس داخل الحزب حاليا.. بل إن مجموعة المنشقين على الحزب المصرى الديمقراطى الذين اختاروا حزب المصريين الأحرار وليس أي حزب آخر جاء الاختيار بسبب الدور الذى لعبه ساويرس للانتقام من محمد أبو الغار بسبب مشاكل سابقة معه عندما تحالفوا سويّا فى انتخابات برلمان الإخوان عام 2012 وشكلوا تحالف الكتلة المصرية، ولم يسدد أبو الغار بعد ذلك التكاليف المالية الخاصة بالإنفاق على الدعاية الانتخابية للكتلة التى قدر حجم إنفاقها بأكبر إنفاق وقتها، وحصلت على 32 مقعدًا فقط بعد أن تحدى ساويرس بأنه سيحصل على الأغلبية .. وحتى الآن لا أحد يعرف سر قرار الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة بالانضمام بل بالاندماج مع حزب المصريين الأحرار، وما هو الثمن مقابل هذا القرار، خاصة أن مشكلة حزب الجبهة هو توافر التمويل، وأن الدكتور أسامة الغزالى بحكم خبرته السياسية الأكاديمية والميدانية وجد أن الحزب الوحيد الذى لديه الأموال الكافية هو المصريين الأحرار، فقرر دخول جنة ساويرس وتخلى عن اسم حزبه مقابل منصب شرفى وهو رئيس مجلس الأمناء، رغم أن اللائحة الرسمية للمصريين الأحرار لا يوجد بها مجلس للأمناء.. والأدلة على أن رجل الأعمال ساويرس هو بمثابة المرشد لحزب المصريين الأحرار أن منزل نجل رئيس وزراء مصرى سابق بالزمالك شهد عدة لقاءات حضرها الدكتور عصام خليل قبل أن يصبح سكرتيرا عاما للحزب، وكان مسئولا عن ملف الانتخابات بحضور عدد من الوزراء السابقين، وكان دائما يردد اسم ساويرس عند إثارة أي مشكلة خاصة بالتحالف الانتخابى، ولم يذكر اسم أحمد سعيد على الإطلاق.. وملف الانتخابات لمجلس النواب وهو أهم وأخطر ملف حاليا يجرى بحثه داخل حزب المصريين الأحرار يمسك به ساويرس، وليس أحمد سعيد، بل إن ممثلى وقادة التحالفات الأخرى ومنها تحالف التيار الديمقراطى يعقدون اللقاءات مع ساويرس وينتظرون عودته من أمريكا للنقاش معه، ولم يذكر أحد منهم اسم أحمد سعيد رئيس الحزب الذى يحرص على أن يستمر حائزًا رضاء ساويرس وتاركًا ملف الانتخابات فى يده ومعه رءوف غبور وعصام خليل.. فالمرشد الجديد الآن وهو رجل الأعمال نجيب ساويرس والذى يسعى لفرض سيطرته على الحياة السياسية والحزبية وإدارة مجلس النواب القادم من خارجه، خاصة أنه لن يخوض الانتخابات لأنه يعلم أن مقعدًا داخل البرلمان أقل كثيرا من طموحه السياسى، ولهذا فإن حنفية الأموال تنهمر على المرشحين باسم الحزب، وتم إنفاق ملايين الجنيهات على إحدى الشركات لإجراء عمليات بحث واستطلاع رأي فى جميع أنحاء الجمهورية استعدادا لخوض الانتخابات.. ورفض حزب المصريين الأحرار لدخول أي تحالف انتخابى قائم حاليا لا يرجع إلى أن المصريين الأحرار هو أقوى حزب فكريّا وتنظيميّا أو أنه يضم كوادر سياسية وانتخابية، بل يرجع لأنه أغنى حزب ماليّا على الساحة السياسية حاليا، وأن المرشد ساويرس يرصد ملايين الجنيهات من أجل مرشحى الحزب، ويغرى المرشحين بالذهب والفضة من أجل الترشح باسم الحزب، والتسعيرة وصلت إلى رصد مليون جنيه لكل مرشح.. فالشعب المصرى الذى ثار من قبل على المرشد الإخوانى بديع وهتف فى كل الميادين بشعار يسقط حكم المرشد حتى أسقطه وأدخله السجن جزاء ما فعله فإن الشعب المصرى سيعيد للذاكرة من جديد هذا الشعار مرة أخرى مع قرب انتخابات مجلس النواب معلنًا يسقط المرشد الجديد ساويرس، ويرفض مرشحيه وأموالهم، ويلقن المرشد الجديد درسًا مصريّا لعله يتعلم منه.