فى إطار الاستعدادات المبكرة للانتخابات البرلمانية , بدأ حزبا الوفد والمصري الديمقراطي الاجتماعي بحث التحالف الانتخابي الذي سيجمع بينهما في الانتخابات البرلمانية القادمة حيث وافقت الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية علي الدخول في تحالف انتخابي مع حزب الوفد أو المصريين الأحرار أو كليهما بعد مطالبات من الوفد للحزبين للم شمل الأحزاب الليبرالية في تكتل انتخابي واحد في مواجهة باقي القوي السياسية وهو المطلب الذي استجاب له المصري الديمقراطي بينما تحفظ عليه المصريين الأحرار ولم يبد قبولاً أو رفضاً بشأنه حتي الآن. وعقب انتهاء اجتماع الهيئة العليا للمصري الديمقراطي قال الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب في تصريحات صحفية إنه قد تم التصويت داخل الهيئة علي هذا التحالف، وجاءت نتيجة التصويت ب79 عضوا قالوا نعم و10 أعضاء قالوا لا و7 أصوات باطلة. وأكد أبوالغار أن هذا الاجتماع كان قد سبقه عقد اجتماع بين قيادات الأحزاب الثلاثة تم خلاله الاتفاق بشكل مبدئي علي خوض الانتخابات علي أن يتم تنفيذ التحالف عقب عودة كل حزب إلي مؤسساته "وبالتالي قررت الرجوع إلي الهيئة العليا، وجاء التصويت بالموافقة، وسنري ماذا سيتم في هذا السياق بين الأحزاب الثلاثة". كما أوضح أبوالغار أن هناك اتجاها واسعاً داخل الأحزاب الثلاثة يؤيد فكرة إجراء الانتخابات بالنظام المختلط بين الفردي والقائمة مشيراً إلي أن هذا النظام سيفيد التحالف أكثر. وقال أبوالغار إن التحالف لاجديد سيحمل اسم تحالف «الوفد والديمقراطي والأحرار»، وسيكون أكبر تحالف ديمقراطي ليبرالي اجتماعي. أما حزب المصريين الأحرار والذي برر عدم اتخاذه موقفاً من التحالف حتي الآن بانشغاله بالحشد لمعركة الاستفتاء علي الدستور وإقراره أولاً فإن الأمور تبدو داخله أكثر تعقيداً من المصري الديمقراطي الذي صوتت هيئته العليا بأغلبية مرتفعة علي التحالف. فالمصريين الأحرار لديه الكثير من المميزات التي قد تجعله يفكر ألف مرة قبل خوض الانتخابات من خلال أي تحالف انتخابي سواء مع الوفد أو المصري الديمقراطي أو أي أحزاب أخري بخلافهما فهو حزب قوي مادياً ويدعمه أهم وأكبر رجال أعمال مصريين كما أن له برغم صغر عمره السياسي رصيداً ليس بالقليل في الشارع المصري والذي قد يمكنه من الحصول علي أغلبية البرلمان وربما تشكيل الحكومة القادمة. يري المصريين الأحرار الذي استقال رئيسه منذ أسابيع من منصبه كأمين عام لجبهة الإنقاذ الوطني والتي يعتبر هو ومعه حزبي الوفد والمصري الديمقراطي من أهم مؤسسيها وأعضائها في ظل علامات استفهام كثيرة علي هذا الموقف أنه الحزب الأقوي وربما يهضم الباقون حقه عقب الانتخابات بعد أن يكون قد قدم كل مايملك من مال ومقرات ومرشحين لدعم قوائمهم المشتركة في الانتخابات لذلك فإن احتمالية خوض المصريين الأحرار للانتخابات منفرداً واردة جداً. يضاف إلي ذلك عامل جديد ومهم وهو أن الحزب أعلن منذ أسابيع قليلة اندماجه سياسياً مع حزب الجبهة الديمقراطية برئاسة الدكتور أسامة الغزالي حرب وكان الحزبان قد اتفقا قبيل إعلان الاندماج علي أن يخوضا الانتخابات معاً تحت مسمي حزب المصريين الأحرار علي أن يختارا اسماً آخر للحزب الجديد عقب انتهاء الانتخابات حتي لا يعزف الناخبون عن التصويت لمرشحي الحزب الجديد الذي لايعرفون اسمه. أما عن تأثير هذا الاندماج علي القبول بالتحالف الجديد فهو يكمن في شخص الدكتور أسامة الغزالي حرب الذي ظل طيلة حياته السياسية يهاجم حزب الوفد ويرفض أي تحالف معه. كانت آخر تلك الهجمات في اتهامه للوفد بالضعف عندما تحالف مع 12 حزباً قبل ثورة يناير بينهم الإخوان المسلمين وكان الغزالي يري دائماً أن حزبه أقوي من حزب الوفد وأنه يمثل الليبرالية الحديثة التي يجب أن تأخذ موقعها في الشارع المصري. وأشارت مصادر من داخل حزب المصريين الأحرار إلي أن الغزالي حرب هو السبب في تأخر رد حزب المصريين الأحرار علي الوفد في تحالفه معه وأنه يرفض بشدة التحالف مع الوفد الذي يصفه دائماً بالحزب الضعيف شعبوياً. وقالت المصادر إن الغزالي حرب قال لأحمد سعيد إنه عندما قرر الاندماج بحزبه في المصريين الأحرار كان قد اشترط أن يخوض الحزبان الانتخابات المقبلة معاً وألا يندمجا في أي تحالف انتخابي بالإضافة إلي انسحابهما من جبهة الإنقاذ الوطني.. وأكدت المصادر أن الغزالي حرب يقف حائلاً أمام إكمال هذا التحالف. وفي سياق متصل تسعي الأحزاب القومية الناصرية بالإضافة إلي التيار الشعبي إلي الاندماج في تحالف انتخابي واحد إلا أن الحديث الدائر عن احتمالية تعديل خارطة الطريق لتبدأ بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية أربك التحالف الناصري الذي أصبح في حيرة من أمره من دعم حمدين صباحي رجل التيار والذي يحمل المبادئ الناصرية التي تنادي بها جميع أحزابه أو دعم الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي ينتظر الجميع إعلانه الموقف النهائي من الترشح، بالإضافة لذلك تعثرت بعض أحزاب التيار الناصري في اتخاذ قرار مكاتبها السياسية بشأن الاندماج في حزب سياسي موحد إلي جانب قلة الكوادر واعتماد هذه الأحزاب علي كوادر قليلة من الجائز في عدد ضئيل من المحافظات في حين تحتاج الانتخابات إلي كوادر شبابية ولهذا السبب تسعي جميعها لتعديل خريطة كوادرها في الشارع بحيث تتواكب مع منافسيها من التيارات والأحزاب الأخري والوحيد بينها الذي يمكن استثناؤه من هذه القاعدة هو التيار الشعبي الذي يعتمد بالأساس علي كوادر شبابية. ومن المتوقع أن تدخل الأحزاب والتيارات اليسارية في تحالف آخر يضم التجمع والتحالف الشعبي الاشتراكي والمصري الاشتراكي تحت مسمي تحالف القوي الثورية إلا أن وضع قوي اليسار لايختلف كثيراً عن وضع الناصريين فهي تعاني كذلك من قلة الكوادر خاصة بعد أن هجرها عدد كبير من الشباب الذين خاضوا انتخابات برلمان 2011 علي قائمة الثورة مستمرة. أما التحدي الأكبر الذي تواجهه كل تلك القوي مجتمعة فهو التحالف الإسلامي الذي ستتمثل أبرز رؤوسه في حزب النور وربما كيان إسلامي آخر يضم ذيول الإخوان بالإضافة إلي تحالف آخر قد يبدو مقلقاً أكثر بالنسبة لهم هو تحالف أحزاب الفلول التي أسسها عدد من فلول الحزب الوطني المنحل ويعملون الآن علي إعادة ترتيب أوضاعهم لخوض الانتخابات البرلمانية ومن ثم العودة إلي الحياة السياسية مرة أخري. وفي هذا السياق أكد حسام الخولي سكرتير عام مساعد حزب الوفد أن الخطر الأكبر الذي يواجه القوي الليبرالية في الانتخابات البرلمانية المقبلة يتمثل في فلول الحزب الوطني والإسلاميين. وقال إن حزبه عرض التحالف الانتخابي علي حزبي المصري الديمقراطي والمصريين الأحرار حتي يشكل معهما أكبر تحالف ليبرالي وسطي يكون في مواجهة فصيلي الإسلاميين والفلول. ورحب الخولي بقبول المصري الديمقراطي للتحالف وقال إنه سيبدأ معه فور إعلان رئيس الجمهورية عن النظام الانتخابي وموعد الانتخابات الترتيب لذلك متمنياً أن ينضم المصريين الأحرار للتحالف الجديد. وعن تأخر المصريين الأحرار في اتخاذ موقف محدد من التحالف قال الخولي.. لا أعلم سبباً واضحاً لكنه لم يرفض التحالف ومن حقه أن يأخذ وقته في التفكير في الأمر وأن يستشير مؤسساته الداخلية. وقال: جميع الأحزاب كانت منشغلة في الفترة الماضية بمعركة الاستفتاء علي الدستور لذلك لم تسنح لها الفرصة لمناقشة أمور التحالفات الانتخابية أما الآن وبعدد انتهاء الاستفتاء فإن الجميع سيبدأ في السعي للترتيب لها. وكشف الخولي عن لقاء جمع الأحزاب الثلاثة تم خلاله الاتفاق علي عرض موضوع التحالف الانتخابي الكامل وليس مجرد التنسيق علي مؤسسات كل حزب حتي إذا أجريت الانتخابات بالنظام الفردي موضحا أنه تم عرض الأمر علي الهيئات العليا للأحزاب الثلاثة وأن الهيئة العليا للوفد وافقت بشكل مبدئي ولكنها أجلت عملية التصويت علي التحالف بشكل نهائي لما بعد الاستفتاء علي الدستور. وقال فريد زهران نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إن الهيئة العليا للحزب أعلنت موافقتها علي التحالف الانتخابي مع حزبي الوفد والمصريين الأحرار. وأضاف أن إشهار التحالف رسمياً سيكون في مؤتمر صحفي كبير في القريب العاجل وربما يكون المصريين الأحرار قد اتخذ قراره فيه. بينما قال شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار إن حزبه كان قد اتخذ قراراً بتأجيل التشاور في التحالفات الانتخابية لحين الانتهاء من الاستفتاء علي الدستور.. وأضاف وجيه أن حزبه سيعكف الآن علي دراسة الأمر ومناقشته داخلياً واتخاذ قرار بشأنه في القريب العاجل. كما نفي وجيه أن يكون السبب في تأخر اتخاذ الحزب قراراً بشأن التحالف هو الدكتور أسامة الغزالي حرب مؤكداً أنه يرحب بأي تحالف من شأنه إعلاء مصلحة التيار المدني الليبرالي في مواجهة الإسلاميين والفلول خاصة أن الدستور الجديد يقر بأن حزب الأغلبية هو الذي سيشكل الحكومة فيما بعد.