- السفير محمد الشاذلي: لا ينبغي أن تتجه السياسة الخارجية المصرية إلى قوة دولية معينة وتتجاهل باقي القوى اعتبر عدد من الدبلوماسيين زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو بمثابة إرساء لحجر الزاوية لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين الجانبين على أساس من تنوع أوجه التعاون على كافة المستويات، وعبروا أن أملهم في أن تسهم الزيارة في مشاركة روسيا في دعم مصر في مشروع محور قناة السويس. وأوضحوا أن الهدف من الزيارة التي تعد الأولى إلى روسيا منذ تولي الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الرئاسة والمقررة غدًا الثلاثاء هو التباحث حول الشئون السياسية فى منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها الأوضاع فى غزة وليبيا والعراق وسوريا، كما من المتوقع أن يتطرق اللقاء كذلك إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي، وتكثيف التعاون في كافة المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، لا سيما في ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى جهد جماعي لدحره والقضاء عليه. وكشفت مصادر مسئولة أن زيارة السيسي لروسيا غدًا ستشهد نقلة نوعية غير مسبوقة فى تاريخ العلاقات بين البلدين منذ انعدام وفشل العلاقات بين مصر وروسيا أيام عهد "الإخوان" وستعود بالعلاقات المصرية الروسية إلى أيام الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر " . وأضافت أن الرئيس الروسي "بوتين" يولي اهتماما كبيرا لزيارة الرئيس السيسي، لافتة إلى أن القمة التي ستجمع بين البلدين ستتعلق باتفاقيات استراتيجية حول التعاون السياسي والاقتصادي والصناعي والزراعي والسياحي . وستشهد أيضا القمة المصرية الروسية مباحثات حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك فى المحيطين الإقليمى والدولي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الطرفين والاتفاق المصري الروسي في الثوابت السياسية الخارجية وعلى رأسها عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة في العالم . وقال السفير سيرجي كيربيتشينكو سفير روسيا في مصر: "إن روسيا تتعاون مع مصر لأنها تمثل إحدى كبرى الدول في العالم مثل الصين وألمانيا وفرنسا وأمريكا واليابان ، مشيرا إلى أن الزيارة بهذه الصياغة تعتبر فصلا جديدا في مسيرة العلاقات القائمة بين القاهرةوموسكو. ومن جانبه استبعد السفير رءوف سعد - مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر الأسبق لدى روسيا – أن تكون زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا ردّا على التوترات الأخيرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرًا إلى أن الزيارة كانت في إطار استراتيجي تم اتخاذه العام الماضي أثناء زيارة وزيري الخارجية والدفاع إلى روسيا. وأوضح سعد أن هذه الزيارة تضع حجر الأساس لبدء مرحلة جديدة من العلاقات المصرية – الروسية تعتمد على توسيع أوجه التعاون وفتح مجالات جديدة لتنويع علاقات مصر الخارجية ولا سيما في هذه المرحلة الهامة سواء على مستوى التنمية الاقتصادية أو على مستوى التحديات التي تواجهها مصر مثل قضية مكافحة الإرهاب والتي توليها روسيا كذلك أهمية كبرى. وأضاف أن روسيا تستطيع كذلك مساعدة مصر في بناء محور تنمية قناة السويس من خلال المساعدة في الإعداد له أو إمداد مصر بما يحتاجه المشروع من معدات ضخمة واستثمارات. وقال سفير مصر السابق في روسيا: إننا على مشارف مرحلة جديدة من العلاقات ومرحلة هامة يمر بها الشرق الأوسط من صعود وهبوط لبعض القوى وظهور لاعبين جدد مثل بعض المنظمات الإرهابية ك "داعش"، وبالتالي فقد أصبح الإرهاب يطل بوجهه القبيح ليهدد الجميع. بينما عبر السفير محمد الشاذلي - مساعد وزير الخارجية الأسبق – عن تفاؤله بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا ، لافتا إلى أن مصر تربطها بروسيا علاقة تاريخية كبيرة، ومصر اعتمدت على السلاح والتكنولوجيا الروسية لسنوات طويلة في الصناعات الثقيلة والسد العالي. وأضاف الشاذلي أن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، ولها دور فعال على الساحة الدولية، فضلا عن كونها قوة عسكرية واقتصادية وحضارية وفنية كبرى، وبالتالي فلا يمكن لدولة تخطط لمستقبلها أن تسقط روسيا من حساباتها. وأشار الشاذلي إلى أنه لا ينبغي أن تتجه السياسة الخارجية المصرية على قوة دولية معينة وتتجاهل باقي القوى، وإنما لا بد أن تقوم على مجموعة من الدول والاتجاهات السياسية الدولية . ودعا الشاذلي إلى أن تستغل مصر قربها من روسيا في توقيع اتفاقيات في مجال الفضاء لدعم البرنامج الفضائي المصري، ولا سيما أن روسيا متقدمة للغاية في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد.