يعد تزايد معدل الإصابة بأورام الثدي من المؤشرات الخطيرة التي تثير القلق لدى النساء في مصر والعالم حيث يعد سرطان الثدي من الأورام القادرة على الانتشار لمواقع الجسم الأخرى، كما يعتبر السبب الثاني للوفيات بين النساء، حسب معطيات منظمة الصحة العالمية، إذ تشخص أكثر من مليون حالة جديدة كل عام. ولإلقاء الضوء على أسباب وأعراض سرطان الثدي وطرق الفحص والكشف المبكر يوضح أحمد صلاح عبد الله دكتور الأشعة التشخيصية بمستشفى المطرية التعليمي أن أورام الثدى من أكثر أنواع الأورام انتشارًا لدى النساء، ويأتي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والنامي على حد سواء، حيث أظهرت دراسة طبية مصرية أن نسبة الإصابة بالمرض بلغت 35% وبذلك فسرطان الثدي يتصدر قائمة أمراض السرطان في مصر، ولكنه يعتبر على حد وصفه "الوحش المهزوم"، حيث إن 80% من معدل الإصابة تعتبر أوراما حميدة كما أن نسبة الشفاء تصل إلى 95% في حاله الاكتشاف المبكر. السمنة والتدخين من أهم أسباب الإصابة وعن أكثر النساء عرضة للإصابة بسرطان الثدى أكد دكتور أحمد صلاح أنه من أهم أسباب زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي: أولا: زيادة وزن المرأة والسمنة وتناول وجبات غنية بالدهون المشبعة فهو من أكثر الأسباب التي تؤدى إلى تخزين هرمون الإستروجين في الدهون ويصعب التخلص منه وهو عامل مساعد يؤدي إلى احتمال ظهور الأورام في المستقبل. ثانيا: تناول حبوب منع الحمل لمدة خمسة أعوام متواصلة. ثالثا: استخدام بعض النساء العلاج الهرمونى التعويضى لهرمون الاستروجين لفترات طويلة تصل من 5 ل10 أعوام أو أكثر. رابعا: قلة النشاط وعدم ممارسة الرياضة وتناول الكحوليات. خامسا: التعرض للأشعة بصفة مستمرة بدرجات عالية. ويوضح صلاح أن العوامل السابقة يمكن التحكم فيها ولكن العامل الأكثر خطورة هو العامل الوراثي حيث أظهرت دراسة حديثة أن الجين المسبب للإصابة موجود بالفعل في خلايا الجسم منذ الولادة لأسباب غير معروفة فيحدث له تهيج ونشاط ويسبب المرض لذلك فإن إصابة أي سيدة بورم سرطاني في أحد ثدييها يجعل من السهولة إصابة الثدي الآخر كما أن من لها تاريخ عائلي في الإصابة تكون هي الأخرى أكثر عرضة للإصابة عن مثيلتها. الفحص الدوري أفضل طرق الوقاية ويوضح دكتور أحمد صلاح أن الفحص الدوري المبكر هو أحد أهم أسباب الوقاية ونجاح علاج سرطان الثدى إن وجد، مؤكدا أن هناك عدة أعراض تستلزم الاتصال بالطبيب فورا ومنها ظهور كتلة أو ورم في الثدى مهما كان حجمها صغيرا أو غير مؤلم، وزيادة غير طبيعية في حجم أحد الثديين، وتغير في نسيج الجلد، ووجود إفرازات من حلمة الثدي أو تضخم الغدد الليمفاوية تحت الإبط وتورم الجزء العلوى للذراع. طرق الفحص والكشف عن أورام الثدي هناك أكثر من طريقة للكشف المبكر عن الإصابة بأورام الثدي منها: أولا: الفحص الذاتي للثدي، فعلى كل فتاه ابتداء من سن العشرين أن تقوم بالفحص الذاتى ويكون بالوقوف أمام المرآة رافعة ذراعها لأعلى والبحث عن وجود تورم أو تغيير في شكل الثدى أو الحلمة أو الجلد ومقارنة حجم الثديين ويكون الفحص برءوس الأصابع مع فحص تحت الإبطين. ثانيا: الفحص السريري بواسطة الطبيب يوصي به للسيدات من عمر 20 ل40 ويكون فحصا دوريا مرة كل سنتين ثم سنويا. ثالثا: بعد ذلك تأتي أفضل طريقة للكشف عن أورام الثدي وهي الأشعة السينية الماموجرام والتي يمكن بواسطتها تمييز الأورام الخبيثة عن الحميدة، ويمكن اكتشاف الورم في مراحل مبكرة كما أن كمية الأشعة المستخدمه للفحص ضئيلة جدا، ولا تشكل أي خطر وفيها يتم وضع الثديين بين لوحين صلبين وتثبيته بينهما بضغطه قليلا ثم يتم عمل الأشعة وينصح ببدء الفحص بهذه الطريقة عند سن الأربعين ثم المتابعه بعد سنتين إلى ثلاث سنوات. رابعا: الفحص بالموجات فوق الصوتية وهي تأتي في مقدمة الوسائل للفحص والكشف المبكر عن الأورام وفى بعض الحالات تأتي مكملة للفحص بالأشعة السينية الماموجرام. خامسا: الفحص المجهرى، عند اكتشاف ورم في الثدى وفي هذه الحالة لا بد من أخذ عينة صغيرة من هذا الورم لفحصها تحت الميكروسكوب ومعرفة نوع الورم وتؤخذ العينة بواسطة إبرة بمساعدة جهاز الموجات فوق الصوتية أو تؤخذ أثناء استئصال الورم. وأشار دكتور أحمد صلاح إلى أن الوقاية من الإصابة بأورام الثدى تبدأ منذ الطفولة، وهذا ما أكدته إحدى الدراسات المهمة لمنظمة الصحة العالمية والتي أوضحت أن العادات الغذائية في سنوات الطفولة تكون سببًا في بعض الأمراض مستقبلًا لهذا يحذر العلماء من الأطعمة المشبعة بالدهون واللحوم المصنعة والأطعمة المقلية كالشيبسى والهامبورجر، لذلك يجب تناول النساء لكميات وافرة من الخضراوات والأطعمة الغنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين أ و ج، والكاروتين، كذلك هناك أهمية كبيرة لممارسة الرياضة وعدم التدخين وتناول الكحوليات حيث تعتبر السمنة والتدخين من أهم العوامل المسببة للإصابة، مع ضرورة الفحص المبكر للمرض والذي يؤدي إلى وصول نسبة الشفاء إلى 95%.