تأخذ مظاهر الاحنقال بشهر رمضان شكلا واضحا في الولاياتالمتحدةالأمريكية نظرا لتزايد عدد المهاجرين من المسلمين إليها فضلا عن الأمريكيين المعتنقين للإسلام، فنجد المطاعم الأمريكية تضج بالمسلمين في مواقيت الأفطار كما تمتلئ المساجد بالمصلين وخاصة لأداء صلاة التراويح والقيام. وتحرص الجالية المصرية في المدن الأمريكية المختلفة على الإفطار الجماعي مرة أسبوعيا خلال الشهر الفضيل، يقومون خلالها بالتجمع على مائدتي الأفطار والسحور يتناقشون خلالها في قضاياهم المختلفة ويتبادلون الآراء في كل القضايا السياسية والثقافية والفنية، كذلك تقوم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية بتنظيم العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ للمسلمين وغير المسلمين. ومن الملاحظ أن المجتمع الأمريكي يتفاعل بصورة كبيرة مع شهر رمضان، حيث تركز وسائل الإعلام على نشر مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية. وجرت العادة على أن يقوم الرئيس الأمريكي بتهنئة المسلمين في الولاياتالمتحدة ودول العالم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وهذا العام، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن امتنانه للعديد من المنظمات الأمريكية الإسلامية والأفراد المسلمين والشركات المملوكة لمسلمين التي تكرس جهودها الخيرية لإيجاد الفرص للجميع من خلال العمل على الحد من عدم المساواة في الدخل والحد من الفقر. وقال أوباما "إن رمضان يُذكّرنا أيضًا بمسؤوليتنا المشتركة في معاملة الآخرين كما نرغب نحن في أن نُعامل، ويُذكّرنا بالمبادئ الأساسية التي تربط معتنقي الديانات المختلفة معًا التواقين للسلام والعدالة والمساواة". وجريا على العادة السنوية رحب الرئيس الأمريكي بالأمريكيين المسلمين من جميع أنحاء الولاياتالمتحدة بتناول الإفطار في البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الشهر.. متطلعًا لأن تكون فرصة أخرى بالنسبة له ليعرب عن تقدير بلاده لإسهامات الأمريكيين المسلمين فيها. وتمنى أوباما للمسلمين في جميع أنحاء العالم أن يكون هذا الشهر شهرًا عامرًا بأفراح الأسرة والمجتمع وبهجة السلام والتفاهم.