مع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام، تستعد شعوب العالم الإسلامى من مختلف بقاع الأرض لهذا الشهر الكريم، وتتشارك هذه الشعوب البهجة بقدومه، كما تختلف فى طرق استقبالها له فتتعدد الطقوس والمأكولات والعادات. كما أن عادات المسلمين في رمضان حول العالم لها رونق خاص في قلوب المسلمين، فهى تختلف في استقبال شهر رمضان وإحياء لياليه، لذلك قمنا بتجميعها وعرضها في هذا الموضوع رمضان فى مصر تتعدد مظاهر استقبال المصريين لشهر رمضان، حيث اختلفت قليلاً التقاليد لدى المصريين زمان ولكنها احتفظت بمظاهرها مثل إضاءة أنوار المساجد وفوانيس رمضان. ومن عاداتهم أيضا الحرص على شراء الياميش والمكسرات والبلح وغير ذلك من المستلزمات الرمضانية. يعتبر فانوس رمضان بمثابة إعلان شعبي بقدوم الشهر الفضيل فتزدان به شرفات البيوت والشوارع والميادين والأحياء الشعبية، كما يعد الفانوس من أهم ألعاب الأطفال المحببة في هذا الشهر، خصوصاً بعد تطويره من حيث الشكل وتزويده بأضواء جذابة وأغنيات دينية يحبها الأطفال مثل الأغنيتين الشهيرتين "وحوي يا وحوي.. وحلّو يا حلّو"، إلا أن الكبار ما زالوا يفضلون الفانوس التقليدي القديم الذي ما زال سعره يفوق سعر الجديد وهو ما يزينون به المنازل سواء داخلها أو خارجها. شهر رمضان هو الشهر التاسع فى التقويم الهجرى الإسلامى، وفيه يتحوّل الشارع المصري مع ثبوت رؤية الهلال إلى احتفالية جميلة، فتنشط حركة الناس في الأسواق ويقومون بشراء حاجات رمضان المتعارف عليها وتتزين الشوارع بالأعلام والفوانيس الملونة، ويزداد رمضان جمالاً بما يحمله عند الكبار والصغار من عادات وتقاليد متوارثة أشهرها منظر الأطفال حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين: "رمضان...حلّو يا حلّو". يتزامن رمضان وشعائره من جلجلة صوت قارئي القرآن المعروفين الشيخ محمد رفعت والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وأحاديث الشيخ محمد متولي الشعراوي في كل مكان في مصر للحفاظ على روحانية هذا الشهر الكريم. رمضان في المملكة العربية السعودية لا يوجد اختلاف كبير في الأجواء الرمضانية في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، فالجانبان الديني والروحانى يحيطان بكل شيء منذ رؤية هلال شهر رمضان المبارك إلى لحظات تحري هلال العيد.. ويرتبط الشهر الكريم بعادات اجتماعية وممارسات مختلفة تمنحه المزيد من التميّز. يرتبط شهر الصيام بأمور يجب الإعداد لها مسبقاً مثل شراء الأطعمة الخاصة والمشاريب الرمضانية "قمر الدين- التمر هندي". الإفطار في رمضان يكون على التمر والعصيرات أو القهوة، ثم بعد صلاة المغرب تمتد مائدة الإفطار التي لا يمكن ان تخلو من الشوربة والسمبوسة والفول، وغيرها من الاطباق مثل الطعمية والبيض والمطبق، اما الحلويات فسيدة المائدة الرمضانية هي القطائف تليها الكنافة، المطبق الحلو المعصوب. أما بعد الإفطار فعادةً يتجه الجميع رجالاً ونساءً لصلاة العشاء والتراويح في المسجد بعد أن كان الرجال وحدهم يخرجون لها والقليل من النساء كانوا يؤدونها في منازلهم، أما اليوم فهناك مسجد بجانب كل بيت، وهناك قسم نسائي بداخل كل مسجد، انها فرصة رائعة لأداء الصلاة بشكل جماعي وشيء يثلج الصدر فالنساء كباراً وصغاراً يتهافتون على المساجد لأداء الصلاة. يحرص الناس في المملكة العربية السعودية على تلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات في أوقاتها، ففي الحرم المكي الشريف لا تبقى زاوية إلا ونجد فيها قارئاً للقرآن الكريم.. ويجتمع الناس حول الكعبة قبل أذان المغرب لتناول طعام الإفطار وتقديمه لضيوف الرحمن ثم يقومون بأداء الصلاة. وفي المسجد النبوي يشتد الازدحام عند الإفطار حيث يحمل معظم الصائمين بعضاً من التمر وهو عنصر أساسي على مائدة الإفطار السعودية والبعض الآخر يحمل طعامه كاملاً، كما أننا نجد الكثير من أهل الخير وسكان المدينة يقدمون طعام الإفطار لزوار الحرم المدني ومساجد المدينةالمنورة على نفقتهم الخاصة. في المملكة لا يعرف المسحراتي الذي تعرفه كثير من البلاد العربية فيعتمد الكثير من الناس على الأذان والمدفع في معرفة حلول وقت الإفطار أو موعد بدء الصيام، وأضفى السعوديون صبغة حديثة على عاداتهم في رمضان حيث تبادلوا أكثر من 18 مليون رسالة قصيرة عبر الهواتف المحمولة للتهنئة بشهر الصوم. يعتبر المغش من الأكلات الشعبية وذلك لتميزه بنكهة شعبية مميزة، ويعد المغش من الأواني الحجرية القديمة التي كانت تستخدم قديما بمنطقة جازان لطهو اللحم.. وهو عبارة عن إناء حجري يشبه الى حد كبير "الطربوش" ينحت من نوع من أنواع صخور "السلف" التي تحتفظ بالحرارة.. كما تصنع منها أنواع أخرى من الأواني المنزلية للبيت الجازاني القديم. تستخدم هذه "المغاش"، جمع مغش، لطهي اللحم وذلك بوضعه في التنور بعد أن توضع قطع اللحم والشحم بأحجام متوسطة يوضع معها الخضار ويضاف اليها قليل من الماء، إضافة إلى البهارات والكركم وهو ما يعرف في المنطقة ب"الهرد"، والثوم والملح.. ثم يوضع في التنور ويعرف محليا ب"الميفا" لمدة تتراوح بين ساعة ونصف الساعة الى ساعتين بعد ذلك يكون جاهزا لاحتساء مرقه وأكل لحمه الذي طهي بحرارة الفحم بالتنورة مع بقائه حارا لفترة طويلة كون إناؤه حجرياً يحتفظ بالحرارة. رمضان فى أمريكا الولاياتالمتحدة.. تُعتبر واحدةً من أكثر الدول في العالم من حيث التعددية العرقية واللغوية والثقافية؛ لذا لا يشعر المسلمون والعرب في المجتمع الأمريكي- أو كانوا لا يشعرون - بأنهم أقلية؛ لأنهم ببساطة عبارة عن مجموعة عرقية أو ثقافية تعيش ضمن مجموعات أخرى زادت في العدد أو قلت. احتفظ المسلمون المقيمون في المجتمع الأمريكي- سواء من يحملون الجنسية الأمريكية أو غيرهم- بالعادات والتقاليد الإسلامية في خلال الشهر الكريم، فكل أسرة تحمل تقاليدَ مجتمعها، وتعمل على إحيائها في بلادِ الغربةِ، فعلى سبيل المثال لا تزال الأُسر تحرص على التجمعِ على مائدةٍ واحدةٍ للإفطار معًا من أجلِ تقوية العلاقات بين جميع أفرادِ الأسرة والمجتمع الإسلامي هناك عامة، كذلك يشهد الشهر الفضيل إقبال المسلمين غير الملتزمين على الصيام.. الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم. كذلك تمتلئ المساجد بالمصلين، خصوصاً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ للمسلمين وغير المسلمين. ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، كما يهتم الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" بدعوة المسلمين إلى "البيت الأبيض" في أول الشهر الفضيل، كما ينص الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة. على مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًّا. قد لا يعلم البعض إن ساعات الصيام قد تختلف من بلد إلى آخر تبعاً لطول ساعات النهار أو قصرها.. ففي الولاياتالمتحدة تصل ساعات الصيام اليومي إلى حوالي (15) ساعة، وتتغير هذه الفترة كل عام- فعلى سبيل المثال هذا العام تبلغ ساعات الصيام حوالي (14) ساعة- أي للفترة من وقت الإمساك إلى وقت الإفطار تقريباً.. ولكن رغم امتداد وقت ساعات الصيام تجد أن المسلمين لديهم عزيمة، ومتمسكين بالصيام، بل ويستمتعون بالصيام جداً. خلال شهر رمضان لم تعد شوارع أمريكا، ومعالمها الحضارية، وحدائقها، وملاهيها بنفس الجاذبية عند الجاليات الإسلامية، وهم يفضلون التزاور فى البيوت أو الالتقاء في المساجد التي تقيم فعاليات مختلفة في المناسبة، كما أن المغتربين يجدون متعة في التواصل مع أسرهم في الوطن عبر الهواتف وتبادل الأحاديث معهم، وتفقد احتياجاتهم- ويعدون ذلك واجباً عليهم في وصل الأرحام، وإدخال السرور على نفوسهم. رمضان فى هولندا بلد المليون مسلم، سمة مميزة يعتز بها مسلمو هولندا, إلى جانب مكانتهم المتقدمة بين أقرانهم في غرب أوروبا من حيث كثافة الوجود الإسلامي عبر شبكة تبدأ من المنظمات والمراكز والمساجد والمدارس وجامعة إسلامية وتنتهي بالأسواق الخيرية, والطائفة المسلمة هي الأكبر والأكثر انتشاراً وارتباطاً بالتعاليم الدينية من جميع الطوائف الأخرى مجتمعة. بالنسبة للعادات والتقاليد الإسلامية، خصوصاً المرتبطة بشهر رمضان المعظم فقد تم قبولها رسميا وأصبحت من الأمور المعتادة مثل إقامة الصلوات وصيام شهر رمضان وذبح الاضاحى، ويجد المسلمون في هولندا تفهما واحتراما من المجالس الرسمية المحلية للمدن التي تسمح لهم بالأذان للصلاة باستعمال المكبرات الصوتية وذلك لمرة واحدة في الأسبوع. صانع الكنافة فى مصر خباز حلويات عراقى فى بغداد فلسطينى يضع اللمسات الأخيرة على فانوس الطين فى مشغله فى مدينة غزة سائق سيارة الأجرة يأخذ كوباً من عصير التفاح بعد غروب الشمس فى أفغانستان مسلمون يفطرون فى أحد مساجد مدينة جدة صبى يبيع التمر في العاصمة الأردنية عمان باعة يحضرون صوانى الحلويات لشهر رمضان فى متجر بالضفة الغربية عامل يفطر على (قطايف) فلسطينية فى المملكة العربية السعودية توزيع الطعام فى مسجد إيوان فى الهند تزيين الشوارع بالأضواء الملونة يضفي نكهة على رمضان عدد كبير من المصلين فى جامع الملك ميزان فى ماليزيا وجبة إفطار جماعية فى جامع بوترا بائع العرق سوس فى مصر