زيارة السيسي للخرطوم تؤكد الأهمية التي توليها مصر للسودان الشقيق

أكدت الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للخرطوم أمس الجمعة والتي استغرقت عدة ساعات، في طريق عودته من (ملابو) بعد مشاركته في القمة الأفريقية، على الأهمية التي توليها مصر للسودان الشقيق، بما تحمله هذه الكلمة من معنى يدعمه أرث تاريخي وأواصر دم ومصاهرة تتجاوز العلاقات السياسية بين البلدين مهما اختلفت وتغيرت الأنظمة الحاكمة.
ودفعت تلك العلاقة الأزلية بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يكون حريصا على زيارة السودان خلال جولته الخارجية الأولى، حيث أكد خلال المؤتمر الصحفي المشترك في ختام مباحثاته مع الرئيس عمر البشير أن السودان يمثل العمق الإستراتيجي لمصر، وأن هناك العديد من القضايا والملفات المطروحة على الساحة الإقليمية تحتاج إلى التنسيق بين البلدين الشقيقين، فضلا عن تأكيده على أهمية العلاقات الثنائية وضرورة العمل على دفعها للأمام لما فيه مصلحة الشعبين.
كما حرص الرئيس عمر البشير بدوره، على الترحيب باسم حكومة وشعب السودان بالزيارة الكريمة للرئيس السيسي للخرطوم، وقال" أنه رغم مشاغله الكثير حرص على الزيارة، وهو ما وصفه البشير" بالاتجاه الصحيح نحو تنمية وتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين".
كما رحبت الدبلوماسية السودانية ممثلة في سفير السودان الجديد لدى مصر، عبد المحمود عبد الحليم، بتلك الزيارة المهمة للرئيس السيسي للخرطوم، وأكد عبد الحليم، أن السودان ومصر على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون المشترك في العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن الظروف قد تهيأت تماما واستجمعت الإرادة السياسية المشتركة بين الجانبين للانطلاق بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب.
وقال" إن المباحثات التي عقدت بين الرئيسين "البشير والسيسي"، تطرقت إلى أهمية تعزيز العلاقات وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبيين الشقيقين، ولفت إلى أن الرئيس البشير أشار إلى الأهمية التي يوليوا السودان لعلاقاته مع مصر وأن أمنهما واستقرارهما هو كل لا يتجزأ.
و كان الرئيس البشير قد أكد أن أمن واستقرار مصر مهم لاستقرار أفريقيا والعالم العربي، كما رحب بعودة مصر لدورها في الاتحاد الإفريقي.
وقال السفير عبد الحليم، إن الرئيسين أكدا ضرورة تكثيف الجهود خلال المرحلة القادمة لتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات ونقلها إلى آفاق أرحب وضرورة عودة الأمن والاستقرار والسلام إلى الشقيقة ليبيا والدور المحوري لدول الجوار في تحقيق ذلك.
وأضاف السفير عبد الحليم أن الفترة القادمة ستشهد تحركات ثنائية لعقد العديد من اللقاءات والاجتماعات المشتركة حيث ستعقد قريبا في الخرطوم اجتماعات لجنة التجارة والصناعة بين السودان ومصر، كما ستعقد أيضا اجتماعات لجنة الجمارك،
وكشف عبد الحليم، عن أن وزير الري المصري سيزور السودان يوم /الثلاثاء/ القادم..وأكد أن الجانبين يستعدان الآن للتشغيل التجريبي للمعبر الحدودي بين البلدين".
ومن جانبه، أكد سفير مصر بالخرطوم أسامة شلتوت، أن الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي (للخرطوم)، تعد زيارة هامة من حيث الوقت والمضمون، مشيرا إلى حرص الرئيس السيسي في أول جولة خارجية له على زيارة السودان الشقيق انطلاقا من العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان.
وقال شلتوت، أن الزيارة كانت للاطمئنان على صحة الرئيس عمر البشير والتهنئة بنجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخرا، مشيرا إلى أنه تم خلال المباحثات مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق وجنوب السودان، وتبادل وجهات النظر بين الجانبين في هذا الشأن.
وأكد السفير المصري بالخرطوم، أن الزيارة كانت فرصة قدم خلالها الرئيس السيسي شرحا للاستحقاقات التي تم تنفيذها في خارطة الطريق لمستقبل مصر، كما قام الرئيس البشير بدوره بشرح الأوضاع الداخلية ببلاده وتطوراتها على كل المستويات.
وأضاف السفير شلتوت،أنه تم خلال المباحثات التركيز على دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيل مساراتها على كل الأصعدة، مشيرا إلى أنه تم مناقشة تفعيل اللجنة العليا المشتركة المصرية السودانية المزمع عقد اجتماعها المقبل بالقاهرة، وكذلك سبل تفعيل اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين، لافتا إلى وجود رغبة أكيدة من قيادة الدولتين على تفعيل وتطوير العلاقات المشتركة بما يعود بالنفع على شعبي وادي النيل في مصر والسودان.
وتابع شلتوت/ أنه تم التطرق كذلك للأوضاع في القارة الأفريقية وعودة مصر بموقعها ودورها الريادي لأحضان القارة الأفريقية، من خلال مشاركة الرئيس السيسي في القمة الأفريقية (بملابو).
وأشار السفير المصري بالخرطوم، إلى أنه تم كذلك التطرق لملف سد النهضة الأثيوبي، عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي برئيس الوزراء الأثيوبي على هامش أعمال القمة الأفريقية، حيث أكد الرئيس السيسي أن نهر النيل هو نهر للتعاون بين دول الحوض، ويجب العمل على تحقيق الاستفادة المثلى منه لجميع الدول دون الإضرار بحق دولة على حساب دولة أخرى.
وأجمع الخبراء المعنيون بملف العلاقات السودانية المصرية على أن الزيارة المهمة للرئيس السيسي للخرطوم، ستساهم في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، لما يعود بالنفع على شعبي وادي النيل في مصر والسودان.