في مؤشر آخر على انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط، قدم الوسيط الأمريكي مارتن انديك استقالته من منصبه يوم الجمعة. واستقال انديك من منصبه بعد اقل من سنة من تكليفه من جانب وزير الخارجية جون كيري ليلعب دورا في الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق للسلام. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن انديك يعود إلى الوظيفة التي كان يشغلها سابقا في معهد بروكينجز للدراسات. وأثنى كيري على ما وصفه "بالدور الحيوي" الذي قام به انديك في عملية السلام التي اصر على انها لم تمت. وقال كيري في بيان اصدرته وزارة الخارجية، "سيواصل العمل من أجل السلام، وكما قلنا مرارا فإن الولاياتالمتحدة تظل ملتزمة ليس بقضية السلام فحسب بل باستئناف العملية السلمية عندما يجد الطرفان طريقا للتفاوض بجدية." وقال كيري في بيانه "انا ممتن جدا لمارتن وللجهود المضنية التي بذلها ولابداعه، واتطلع للعمل معه في المستقبل." وسبق لانديك أن عمل للوبي الإسرائيلي في واشنطن، كما سبق له أن مثل الولاياتالمتحدة سفيرا لدى الدولة العبرية في الفترات ما بين 1995-1997 و2000-2001. وكان لانديك دور مهم خلال جهود الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لايجاد حل لأزمة الشرق الأوسط، ومن ضمنها اجتماع كامب ديفيد الذي جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود باراك والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وحاول جون كيري احياء عملية السلام في الشرق الأوسط في يوليو الماضي، عندما اقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالعودة إلى طاولة المفاوضات. لكن إسرائيل أعلنت وبصورة مفاجئة بعدها في أبريل عن خطة لبناء 700 وحدة استيطانية، ورفضت إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الاسرى الفلسطينيين بعدما اطلقت سراح عدد منهم في وقت سابق. وفي المقابل، تقدم محمود عباس بطلب عضوية لفلسطين في 15 اتفاقية وميثاق للأمم المتحدة. وعبرت إسرائيل عن غضبها بعدما نُقل عن مسئول أمريكي لم يذكر اسمه - يعتقد أن يكون مارتن انديك - خلال حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، لومه إسرائيل على انهيار المحادثات وقوله إن نتنياهو "لم يتحرك قيد أنمله".