زمان أيام جدودنا كان الجواز في كلمتين أهل العروسة.. احنا بنشتري راجل.. أهل العريس.. احنا بنختار جوهرة، وعليه كانت تبدأ مراسم الجواز، مثلا تلاقي تيتة اتجوزت بالسرير النحاس والطشت وكام فستان وكدة تبقى العروسة اللي اتجهز لها جهاز مفيش منه!، وعلى أيام ماما الوضع تطور شوية فبقت العروسة عندها أوضة نوم كاملة وصالون مدهب علية رسمة روميو وجولييت أو بوكية ورد، وكدة تبقى أيه.. الجوازة اتكلفت شيء وشويات. لكن دلوقتي الوضع تغير، بقى العريس لازم يجيب أوضة نوم، وأنترية، وصالون، وسفرة، وأوضة أطفال- رغم أنهم لسة ماجوش- طبعا دا غير الشبكة اللي لازم تشرف العروسة قدام أهلها وتتجاب بمبلغ وقدره ربما يستلفه العريس، أما العروسة بقى لازم نيش شيء وشويات وستاير أورجانزا مستوردة وأجهزة كهربائية مصنوعة في اليابان وسجاد مش عارفة اسمه أيه، وغيره وغيره كتييييرررر، وعلى فكرة العريس والعروسة يعجزوا ويتوفاهم الله وهم لسة ما استخدموش نص الحاجات دي، ما علينا، خليهم يفرحوا ويتهنوا. ليست الأزمة في كل ماسبق، ولكن الأزمة الحقيقية تكمن فيما تشهده الزيجات الشعبية الآن، فأصبح على سبيل الموضة المخيفة، أن تشتري العروسة ضمن جهازها بعض الأجهزة لحماتها.. والأبشع من كدة أن تشتري لعريسها العاطل "توك توك" أو"ميكروباص"!، ليجد الأب المسكين كل تعبه بيروح على جواز المحروسة وتوك توك العريس!. والأزمة الأكبر أن كثرة تكاليف تلك الزيجات أصبحت تقع بشكل سلبي على عاتق أسرة العروس وأحيانا تتسبب في حالات طلاق بين الأم التي تريد أن تشتري الدنيا لزوج بنتها، وبين الأب الغلبان المطحون المخنوق، لتتحول كلمات الزواج القديمة إلى احنا بنشتري شبكة بدلا من احنا بنشتري راجل، واحنا بناخد توك توك بدلا من احنا بناخد جوهرة. لكن صراحة كل دا ما يهمنيش.. أنا اللي يهمني لا قدر الله لو حصل طلاق مين هياخد التوك توك؟.. يا خوفي يكون المأذون!.