قال الشاعروالروائي صبحي موسى إن آليات منح جوائز الدولة وتركيبة اللجنة المانحة لا تقول إلا بفكرة تدجين المثقفين، وجعلهم يلهثون خلف شيوخهم ورجال النظام ومسئوليه، أي ربطهم بقيد حديدي في ذيل النظام، وعدم قدرتهم على الاختلاف معه كي لا يحرموا من نعيم الجوائز والسفر والاعتراف الرسمي بهم. وأضاف أنه لا معنى لأن يكون كل قيادات الوزارة ممثلين في لجنة منح الجائزة، وكل رؤساء اللجان في المجلس أعضاء فيها، مع بعض رؤساء النقابات وبعض المثقفين الذين تم تعيينهم من قبل الوزير، هذه الحسبة تقول بأن فكرة استقلال المثقف شبه منتفية، وأن نيل الجائزة دائما ما يكون على مجهودات خفية، وأنه لابد أن يكون لك شيخ تتبارك به ويرمي ظلال ردائه عليك كي تحصل على الجائزة. ورأى موسى أن هذه تركيبة فاسدة كانت تليق بزمن مبارك وفاروق حسني وآن لها أن تزول، ومن ثم إعادة النظر في وظيفة وتركيبة وآليات عمل المجلس ككل بشكل يجعله قادرا على التفكير في الارتقاء بالثقافة المصرية بمعناها العام وليس الخاص، وعزله عن كونه مجلس محليات الثقافة وتلبية رغبات المثقفين أو تدجينهم في حظيرة النظام. وأضاف أنه في ما يخص الجوائز، فإنني أرى أهمية احترام الإبداع والمبدع ذاته، فلا يجب أن يتقدم المبدع بعمل له لنيل جائزة الدولة، لأن هذه جائزة الدولة وليس جائزة خاصة، ومن المفترض أن تقوم الدولة بتكريم أبنائها، وإعطاء رسالة بأنها تعرف وتقدر جهد الناس، ومن ثم فاللجنة يجب أن تكون مستقلة ومعلنة للجميع، وأن تكون مهمتها التفرغ للقراءة طيلة العام، ثم تعلن أسماء الفائزين وحيثيات واضحة لهذا الفوز، وأن تحاسب على اختياراتها الفنية. واستطرد قائلا: أنا لا أعرف أين محمد المخزنجي ومحمد المنسي قنديل وعبد المنعم رمضان وفريد أبو سعدة وغيرهم من الجائزة التقديرية، وأين سحر الموجي وميرال الطحاوي ومحمود قرني وعاطف عبد العزيز وفتحي عبد الله من جائزة التفوق، أما التشجيعية فأعتقد أن كم الأسماء التي ينبغي أن تحصل عليها تحتاج إلى إعطاء اسمين أو ثلاثة في مجالات الرواية والشعر على وجه التحديد، لدينا العديد من الأسماء المهمة التي تستحق التكريم من قبل الدولة، لأنها قدمت منجزا مهما ويجب الاحتفاء بها وليس تدجينها، فكلما احترمنا أنفسنا وإبداعنا، كلما احترمنا الناس وتعاملوا معنا بالتقدير الذي نستحقه.