اجتمع مؤلفو الدراما على رفضهم فكرة مسابقة نجيب محفوظ لكتاب السيناريو والتى تعد إحدى أهم مسابقات المهرجان، وأكدوا أن الجائزة غير واضحة الملامح. يؤكد مصطفى الوشاحى رئيس الإدارة المركزية للمهرجانات باتحاد الإذاعة والتليفزيون إن اللائحة لم تضع شرطا محددا لهذا الكاتب الذى يستحق الجائزة، ولم تتحدد إن كانت من يفوز بها على قيد الحياة أم من المبدعين الراحلين، لكن قالت اللائحة إن اللجنة ستحكم مجمل أعمال، والهدف من هذه الجائزة تشجيع الكتاب على الارتقاء بإبداعهم الفنى. وأشار إلى الاهتمام الخاص من جانب مهرجان الإعلام العربى لهذه الجائزة التى تشكلت لها لجنة خاصة برئاسة الدكتور فوزى فهمى، وتضم فى عضويتها باقة من المثقفين والشخصيات الفنية، بما يضمن أن تكون نتائجها مرضية. المؤلف مصطفى محرم يؤكد أنه لم يتقدم للجائزة وأن إحدى الجهات الإنتاجية هى التى قدمت اسمه للمسابقة، ويقول إنه كان الأحق بها منذ الدورة الأولى لهذه المسابقة، «فما قدمته من أعمال درامية وأفلام سينمائية ومؤلفاتى فى فن كتابة السيناريو تؤهلنى لنيل الجائزة بجدارة، ولكن لأنها جائزة تمنحها لجنة لها أهواؤها ووجهات نظرها الخاصة، فقد ذهبت الجائزة لآخرين، وذلك ما حدث من قبل مع جائزة الدولة التقديرية. والتى شابها شبهة المجاملة عندما ذهبت إلى أربع مسرحيات فقط، وتجاهلت من هم أكبر فى السن والخبرة والإنتاج الفنى. وشدد مصطفى محرم على انه لا ينتظر هذه الجائزة ولا يسعى إليها، مؤكدا أنه لم يكن ليتقدم إليها لو لم ترشحه لها القطاعات الإنتاجية، وقال انه حصل على العديد من الجوائز، ولا ينتظر المزيد خاصة وانه يتمتع بأعظم تكريم وهو رضا الجماهير عن أعماله فى مختلف دول الوطن العربى. الكاتب الكبير يسرى الجندى يراها جائزة مهمة لأنها تحمل اسم أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، ويقول إنه علم بشأن ترشيحه لها من خلال الصحف، فهو لم يتقدم لها بشكل شخصى، وأنما تم ترشيحه من خلال بعض القطاعات أو الشركات الإنتاجية. ويتفق مع الجندى فى هذا الرأى الكاتب محمد صفاء عامر الذى قال إن الجائزة تستمد أهميتها من اسم نجيب محفوظ، وإنه علم بشأن ترشيحه من الصحف، ولكنه تحفظ على فكرة الترشيح من خلال القطاعات الإنتاجية بعيدا عن المؤلف المرشح الذى يجب أن يكون على علم بشكل تقديمه أمام لجنة التحكيم، وأن الخبر المنشور فى الصحف أشار إلى بعض المسلسلات التى كتبها، وأغفل أعماله التى يراها أهم مثل الضوء الشارد وحدائق الشيطان وأفراح إبليس. وعلق بقوله: إن هذه الجائزة قريبة الشبه من جوائز الدولة، أكثر منها مسابقة، حيث يتم الترشيح من خلال الجهات المختصة، وتقوم اللجنة باختيار من تراه يستحق الجائزة، ولكن لكى تحقق هذه الجائزة الهدف المرجو منها يجب أن تتخلص من آفة التوازنات التى تحاصر كل الجوائز والمسابقات والمهرجانات المصرية، وأكد أن هذه الجائزة ستحظى باحترام ورضا الجميع لو كان التحكيم فيها على أسس من الحيادية والعدالة. فيما يرى الكاتب محمد جلال عبدالقوى أن الجوائز المهمة مثل جائزة الدولة التقديرية لا يجب أن يتقدم لها المبدع، لأنها جوائز تمنح لمبدع استطاع أن يؤثر فى المجتمع بما يقدمه من أعمال إبداعية، وبذلك يجب أن يكون هذا المبدع شخصا معروفا ولا يحتاج أن يتقدم للجائزة أو لأن يقدمه أحد لنيلها، ومن هنا يرفض التقدم لمثل هذه الجوائز. وبينما يؤكد عبدالقوى أهمية جائزة نجيب محفوظ وأهمية الأسماء التى يتم ترشيحها، لكن يرى من وجهة نظره أنه لا يستحق هذه الجائزة أى مبدع يحتاج بطاقة تعرف لجنة التحكيم به، لان جهل الناس بأعماله هو سبب قوى بمنع الجائزة عنه. ويعلق قائلا: «المبدع معرفة وليس نكرة كى يطالب بتعريف نفسه، ومن هنا فهو يسعى إليه ولا يسعى هو لأحد». وأكد عبدالقوى أن هذه الجائزة تحتاج أن تعامل مثل جوائز الدولة وجائزة مبارك فى الفنون وأن تمنح للمبدعين الذين يمثلون قيمة خاصة بتاريخهم وحجم عطائهم، أو بما يقدمونه فى أعمال تمثل تجديدا فى شكل أو مضمون العمل الدرامى. ويذكر أن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة كان أول من فاز بجائزة نجيب محفوظ التى تم إضافتها إلى لائحة المهرجان قبل ثلاثة أعوام، وحصل عليها الكاتب محفوظ عبدالرحمن فى العام التالى، بينما منحت فى العام الماضى للكاتب عبدالسلام أمين ليكون أول فائز بالجائزة من المبدعين الراحلين.