نوهت صحيفتا "الشرق" و "الوطن" القطريتان اليوم "السبت" إلى أن يوم أمس شهد إعلانا شعبيا دوليا برفض الاحتلال الاسرائيلى للقدس المحتلة فى ذكرى نكسة يونيو تمثل بخروج مئات الآلاف من أكثر من 42 دولة فى العالم تعبيرا عن التضامن والتلاحم مع المطالب الشعبية المشروعة للشعب الفلسطينى التى سلبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطينالمحتلة، ومطالبين بإعادة الحقوق المغتصبة والأراضى المحتلة إلى الشعب الفلسطينى وخصوصا القدس. وأشارت الصحيفتان إلى أن مسيرات ما أطلق عليه اسم "المسيرة العالمية إلى القدس" انطلقت بمشاركة حاشدة من قبل مئات الآلاف من محبى السلام والحرية فى العالم، كما خرجت فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة مسيرات مماثلة تؤكد التمسك بالحقوق الفلسطينية وفى مقدمتها تحرير القدس والمسجد الأقصى والتى قوبلت بتأهب غير عادى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية التى صعدت حالة التأهب في مدينة القدس، ولم تتوان عن قمع العديد من المسيرات التي فرقتها بالرصاص وقوة السلاح وقنابل الغاز المسيل للدموع. من جانبها، قالت صحيفة "الشرق"، إن الشعب الفلسطينى الذى عانى منذ يوم النكبة الأولى ما لم يعانيه أى شعب، واجه بالرفض والتنديد لسلطات الاحتلال التي عكفت أمس أمام المسيرة العالمية وتحديا لها بالإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين استهتارا بكل القوانين والقرارات الدولية ورغما عن المناشدات التي وجهها أصدقاء إسرائيل لها كالاتحاد الأوروبى الذي أعرب عن خيبة أمل عميقة، داعيا إسرائيل إلى التراجع عن قرار الاستيطان الجديد وإلى بذل كل جهودهم في سبيل استئناف مفاوضات السلام بسرعة " . وأكدت الصحيفة أن المطلوب اليوم وبقوة أكثر من أى وقت مضى من المجتمع الدولى القيام ليس بمسيرات تضامن وحسب بل لابد للهيئات والمنظمات الدولية الفاعلة أن تأخذ دورها وتتحمل مسئولياتها إزاء الصلف والتعنت الإسرائيلى وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلى بسبب ممارساته العنصرية التى تنتهك المواثيق الدولية، والقانون الدولى تماما، كما قام بمثل هذا الدور فى أماكن أخرى من العالم وبحزم وقوة . وطالبت "الشرق"، الجانب الفلسطينى بأن يعمل أيضا بكل ثبات وحزم للحفاظ على وحدته الوطنية التى عادت لتضم إليها كل الفصائل فالمرحلة المقبلة لا تحتمل التراجع أو التهاون فى موضوع المصالحة التى يجب أن تؤازرها وحدة، وشراكة، ومثابرة، ومقاومة حتى تتحقق كل المطالب الفلسطينية. وعلى صعيد آخر ، اهتمت صحيفتا "البيان" و"الخليج" الاماراتيتان اليوم "السبت" بالأزمة السياسية الراهنة فى العراق ومواقف الدول من قرار إسرائيل بناء مستوطنات جديدة . وتحت عنوان "تشخيص الأزمة"، قالت صحيفة "البيان" إن الأزمة السياسية الراهنة فى العراق تدخل فى منحنى جديد ينبئ بتغيرات فى معادلة القوى السياسية الداخلية بعد الانتخابات والرهان على حل المشكلات بعيدا عن المناورات الطائفية .. فالمحاولات الفاشلة لترحيل الأزمة الطاحنة التى يمر بها العراق وشعبه من خلال التركيز على دور الإرهاب أو العوامل الخارجية فى مشاكل العراق لم يعد مقنعا بل حان الوقت لتشخيص الأزمة بوضع الحلول العاجلة الكفيلة بتجنب العراق حرب طائفية. وأكدت الصحيفة أن ما يجرى فى "الأنبار" فى العراق من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر فى الأوضاع فى المناطق الأخرى فكلما لجأت الحكومة الإتحادية إلى منطق القوة وفرض الإرادة المنفردة على المخالفين لها باستغلال الموارد والإمكانات كلما كان ذلك بابا إلى المزيد من الشك والخشية من انزلاق العراق إلى حرب مدمرة على اعتبار أن العنف بدأ يتمدد إلى باقي المحافظات. وأوضحت أن الحملة العسكرية زادت في تردي الأوضاع الإنسانية وتفاقم معاناة الناس والنزوح من المناطق الملتهبة مع ما يصاحبها من ضحايا من القتلى والجرحى ..مشيره إلى أن كل هذه الأحداث لا تبشر بالخير وسيكون المتضرر الوحيد المواطن والوطن الذى يغوص إلى أسفل أعماق القاع . وقالت "البيان" فى ختام افتتاحيتها "يبدو أنه حان الوقت ونحن على مقربة من شهر رمضان الكريم لتكريس التسامح والمودة بين الشعب العراقى على اختلاف مذاهبهم بإيجاد حل سلمى لأزمة الأنبار لحقن دماء العراقيين وتكريس الوحدة الوطنية" . من جانبها، تحت عنوان "مواقف لا قيمة لها"، وصفت صحيفة "الخليج" ردود الأفعال الغربية على قرار إسرائيل بناء 3300 وحدة استيطانية فى القدس والضفة الغربية بأنها "ضحك على الذقون" كما يقال ولا شك أن قادة الكيان عندما يسمعونها لن يكترثوا بها ولن تهز شعرة في رؤوسهم ويعرفون أنها من لوازم الدبلوماسية الغربية والعلاقات العامة . وذكرت الصحيفة أنه ردا على قرار "إسرائيل" بناء الوحدات الإستيطانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "إن واشنطن تستمر في رؤية المستوطنات على أنها غير شرعية" ودعا كل الأطراف إلى الامتناع عن الإجراءات غير المفيدة التي تزيد التوتر وتقوض جهود السلام ..أما الاتحاد الأوروبي فأعرب عن "خيبة أمل عميقة" داعيا "إسرائيل" إلى "التراجع" عن قرارها فيما ألمانيا شعرت "بالقلق البالغ" وإيطاليا "استنكرت" واعتبرت القرار "مخالفا للقوانين الدولية". وأكدت الصحيفة أن إسرائيل عندما تتخذ قرارا أيا كان ومهما بلغت خطورته على الأمن والسلم الدوليين ومهما كان يمثل انتهاكا للشرعية الدولية والقانون الدولي فهي لا تعير اهتماما لردود الأفعال أكانت عربية أو غربية أو فلسطينية أو عالمية لأنها تدرك تماما بأن هذه الردود لن تتجاوز الكلام فهى تبنى مواقفها على ما تمتلكه من فائض القوة والتفوق وعلى امتلاكها لقدرة التأثير والسطوة على الدول الغربية وعلى تواكل العرب عن المواجهة وعلى حصانتها التى توفرها لها الولاياتالمتحدة ضد أى قرار دولى لا تستسيغه أو يلبي مصالحها.. فهى مأمونة الجانب بفعل "الفيتو" الأمريكى وقدرتها نتيجة ذلك على رفض تنفيذ أى قرار . وخلصت "الخليج" إلى القول ..ماذا يعنى "الشعور بالقلق" و"خيبة الأمل" وأن "المستوطنات غير شرعية" غير تبرئة ذمة من ارتكابات وانتهاكات للشرعية الدولية والقبول الضمني بكل ما تفعله "إسرائيل" أو ستفعله طالما لا تقترن ردود الفعل بالعمل والإجراءات الزاجرة التي اعتاد الغرب ممارستها على العرب . كما طالبت الدول العربية والإسلامية بدعم الموقف الفلسطيني الموحد والتحرك العاجل والفعلى لإنقاذ مدينة القدس والمسجد الأقصى من المخططات الإسرائيلية للتهويد، والإعلان عن رفضهم لهذه السياسات الإسرائيلية . من جانبها، أكدت صحيفة "الوطن" أن انطلاق المسيرة العالمية نحو القدس فى عشرات المدن حول العالم -الليلة الماضية- تمثل تضامنا رمزيا واسعا وغير مسبوق مع قضية حماية المدينة المقدسة من محاولات سلطة الاحتلال، الرامية إلى تهويدها حيث أعلن منظمو المسيرة أن النشاطات المتعلقة بهذه الفعالية الدولية ستستمر أيضا اليوم. وأشارت إلى أن توسيع نطاق التضامن مع قضية القدس،على الساحة الدولية، يمثل مكسبا مهما للقضية العادلة لفلسطين التي يؤازرها فيها العالمان العربي والإسلامي، وكل أصحاب الضمائر الحية من ناشطين وحقوقيين ومفكرين عبر مختلف قارات العالم. ونوهت الصحيفة أن انطلاق هذه المسيرة بكل ما تحمله من دلالات رمزية كبيرة يعني أن عدالة القضية يشهد بها جميع الشرفاء في العالم، كما يؤكد تنظيم الفعالية أن مثل هذه الضغوط الدولية بكل ما يصاحبها من نشاط إعلامي بكافة وسائط الاتصال، إقليميا ودوليا، سيكون من شأنها حماية المفاوض الفلسطينى، وهو يواجه منذ زمن طويل تنصل إسرائيل من السلام العادل، وتعنتها فى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الحرة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وطالبت "الوطن" بتكثيف الجهود الرسمية والشعبية عربيا وإسلاميا من جديد لحماية حقوق الشعب الفلسطينى..مشيره إلى أن افضل المكتسبات حاليا هى تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، التي كسبت دعما إقليميا ودوليا كبيرا.