"الحب كالطير يرفرف من حولنا ونطعمه من كفوفنا" و "الشوق امتزج بدمائنا ويفوح كثيرا من حروفنا" و"الفراق قد نأى عن أرضنا منذ ليلة زفافنا"... ربما تكون عبارات تقريرية تحمل مذاقا شعريا ما، وربما تكون صورا شعرية بسيطة وسهلة تحمل نبرة التقرير المتعمد المباشر ليصل لشريحة أكبر من القارئ العادي والمتلقي المقصود، هكذا يخاطب الشاعر محمد غازي النجار، في ديوانه الحديث "متيم أنا" الذي صدر مؤخرا عن دار "رهف" للنشر والتوزيع، ونستطيع أن نلمح من عتبة الديوان / العنوان تعريفا بالحالة العامة التى ستأخذنا خلال أربع وأربعين قصيدة منثور عبق ورودها عبر مائة وست وعشرين صفحة من القطع الصغير. إنها حالة الهيام والتيم والعشق والهوى، ربما لا تحتمل القصائد إخضاعها لمدارس النقد القاسية وتشريحها نقديا عبر نظريات البنيوية والتحليلية والتراكيب اللفظية، فالقصائد في هذا الديوان أشبه بزهور رقيقة جدا لا تحتمل أكثر من اللمس المهذب لتعطي رائحتها وملمسها المخملي فقط، ولتمنح العابرين ذكرى لن ينسوها أبدا ما عاشوا، ربما لأنها لا تحمل حتى أشواكا، إنها حالة الحب فقط. أو كما يقول "النجار" في قصيدته "زهرة بلا أشواك" "يازهرة زاهية .. بلا أشواك سبحان الخالق .. إذا سواك ناداني بريقها.. ما أحلاك ودعاني رحيقها ..ما أزكاك عيني متيمة أبدًا بحياك".