زار البابا فرنسيس معالم دينية وسياسية وانحنى لتقبيل أيادي ناجين من المحرقة النازية يوم الاثنين في آخر أيام جولة له بالشرق الأوسط حفلت باللفتات الشخصية الواضحة. وقال البابا أثناء زيارته لنصب ياد فاشيم لليهود الذين قتلوا إبان الحرب العالمية الثانية، "أتضرع إليك يا رب ألا يتكرر هذا أبدًا." والبابا فرنسيس هو رابع بابا يزور إسرائيل وأصبح أول بابا يضع إكليلا من الزهور على قبر ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل. وفي زيارة غير مدرجة على جدول أنشطته ذهب البابا إلى "النصب التذكاري لضحايا الإرهاب" في إسرائيل يوم الاثنين بناء على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك بعد يوم من صلاته عند الجدار العازل في مدينة بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة. وفي تكرار لوقوفه عند الجدار الإسرائيلي العازل وضع البابا يديه على النصب التذكاري المصنوع من الرخام والحجر وطأطأ رأسه مما أرضى مضيفيه الإسرائيليين. وقال البابا أثناء زيارة النصب الذي حفرت عليه أسماء مدنيين إسرائيليين قتل معظمهم في هجمات نشطاء فلسطينيين "أصلي من أجل كل ضحايا الإرهاب. رجاء كفى إرهابا." ووجه نتنياهو الذي كان يقف إلى جوار البابا الشكر له. وقال موجها الاتهام للزعماء الفلسطينيين بالتحريض "نحن لا نعلم أطفالنا أن يزرعوا القنابل... نعلمهم السلام لكننا اضطررنا لبناء جدار لمن يعلمون الجانب الآخر." وتقول إسرائيل إنها قررت بناء الجدار العازل في الضفة الغربيةالمحتلة لحماية أمنها القومي نتيجة لموجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية قبل عشر سنوات. ويرى الفلسطينيون فيه محاولة فجة لاقتطاع أراض يريدونها جزءا من دولة لهم في المستقبل. وبدأ يوم البابا المزدحم باللقاءات السياسية والدينية بزيارة مسجد قبة الصخرة في القدس. وبعد ذلك صلى عند الحائط الغربي المجاور (حائط المبكى) وهو واحد من أقدس الاماكن لدى اليهود ويعتقدون أنه من بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 قبل الميلاد. وتعانق البابا وحاخام وزعيم إسلامي وهما صديقان له من الأرجنتين دعاهما لمرافقته في الزيارة في إشارة إلى الحوار بين الأديان والذي يرى البابا أن بإمكانه المساعدة على إحلال السلام في المنطقة. وفي ياد فاشيم أقدم البابا على إيماءة تواضع أصبحت من سماته منذ أن انتخب للبابوية عام 2013. فالتقى بستة ناجين من المحرقة النازية واستمع إلى روايات معاناتهم وانحنى بتؤدة لتقبيل أياديهم. ووصف البابا المحرقة النازية بأنها "مأساة لا حد لها". وأدلى البابا يوم الأحد بتصريحات بشأن الجهود الدبلوماسية المتعثرة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الإسرائيلي شمعون بيريس للذهاب إلى الفاتيكان للصلاة من أجل السلام. ويتوقع أن يتم اللقاء في السادس من يونيو وقال القس فدريكو لومباردي المتحدث باسم البابا فرنسيس، إن البابا في مهمة دينية بحتة "وليس له أجندة سياسية أو اقتراحات ليقدمها" لكنه يأمل أن يساعد الاجتماع على بناء الثقة. وأضاف للصحفيين "نأمل أن يشجع (الاجتماع) على إحياء عملية السلام ومنح المشاركين في هذه العملية تشجيعا وإلهاما جديدا." وقال، إن البابا أراد "تقديم المساعدة بطريقته الخاصة." وقبل عباس وكذلك بيريس -الذي لا يلعب أي دور في صنع القرار في الدبلوماسية الإسرائيلية وسيترك منصبه في يوليو تموز- دعوة البابا التي تأتي بعد شهر واحد من انهيار محادثات سلام برعاية أمريكية وسط تبادل للاتهامات. وقال بيريس يوم الاثنين "سنعمل معا.. اليهود والمسيحيون والمسلمون لوضع نهاية للصراعات." لكن لا يوجد أمل يذكر في أن ينهي هذا الاجتماع عقودا من انعدام الثقة المتبادل والجمود كما أن نتنياهو صانع القرار الرئيسي في إسرائيل لم يذكر المبادرة. وأنهى البابا زيارته بقداس أقامه في علية صهيون وهي قاعة لها قبة وتقع خارج اسوار المدينة القديمة. ويقدس المسيحيون هذه القاعة لأنها القاعة التي أقام فيها المسيح العشاء الأخير مع تلامذته. ولم تندلع مظاهرات يوم الاثنين وفي ختام القداس أقلت طائرة هليكوبتر البابا إلى تل ابيب وصعد الى طائرته عائدا إلى إيطاليا.