زار البابا فرنسيس "النصب التذكاري لضحايا الإرهاب" في إسرائيل يوم الإثنين بناء على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك بعد يوم من صلاته عند الجدار العازل في مدينة بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة. وبدت زيارة البابا للنصب التذكاري -غير المدرجة في جدول أنشطته- محاولة من جانبه لارضاء مضيفيه الإسرائيليين بعد توقفه المفاجئ عند الجدار الاسمنتي الذي يفصل بيت لحم عن القدس والذي يمقته الفلسطينيون باعتباره رمزًا للقمع الإسرائيلي. وقال مكتب نتنياهو في بيان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي حث البابا على التوقف عند النصب التذكاري المصنوع من الرخام والحجر والذي حفرت عليه أسماء مدنيين إسرائيليين قتل معظمهم في هجمات نشطاء فلسطينيين. وتقول إسرائيل إنها قررت بناء الجدار العازل في الضفة الغربيةالمحتلة لحماية أمنها القومي بعد موجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية قبل عشر سنوات. وأدلى البابا يوم الأحد بتصريحات بشأن الجهود الدبلوماسية المتعثرة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الإسرائيلي شمعون بيريس للذهاب إلى الفاتيكان للصلاة من أجل السلام. وقبل بيريس -الذي لا يلعب أي دور في صنع القرار في الدبلوماسية الإسرائيلية- دعوة البابا كما قبلها عباس لكن لا يوجد أمل يذكر في أن تكسر المقابلة غير المعتادة عقودا من انعدام الثقة المتبادل والجمود. وبدأ البابا المحطة الأخيرة في جولته بالشرق الأوسط والتي تستمر ثلاثة أيام بزيارة مسجد قبة الصخرة وخلع نعليه قبل دخول المسجد. وبعد ذلك صلى البابا عند الحائط الغربي المجاور وهو أقدس موقع يهودي ويعتقد اليهود أنه من بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 قبل الميلاد. ودس البابا رسالة صغيرة بين الصخور القديمة للحائط مثلما يفعل الكثير من الزوار. ولم يكشف عن محتوى الرسالة على الفور. وفي قرار أسعد مضيفيه وضع البابا فرنسيس أيضا إكليلا من الزهور على قبر تيودور هرتزل الذي يعتبر مؤسس الصهيونية الحديثة التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل. وعارضت الكنيسة الكاثوليكية في بادئ الأمر قيام دولة يهودية ولم يقم ثلاثة باباوات آخرون زاروا القدس خلال الخمسين عاما الماضية بزيارة قبر هرتزل. وزار البابا بعد ذلك نصب ياد فاشيم لليهود الذين قتلوا إبان الحرب العالمية الثانية. وقال البابا لدى وصوله إلى إسرائيل يوم الأحد إن المحرقة النازية "رمز دائم للأعماق التي يمكن أن ينزلق إليها شر الإنسان." وأضاف "أتضرع لله ألا تكون هناك جريمة مماثلة لها." ويلعب الدين دورا كبيرا في برنامج يوم الإثنين إذ من المقرر أن يقيم البابا قداسا في قاعة خارج جدران المدينة القديمة حيث يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح احتفل فيها مع حوارييه بالعشاء الأخير. وتقع القاعة في الطابق الثاني من مبنى حجري قديم فوق كهف يعتقد بعض اليهود أنه مكان دفن النبي داود. وأثارت تكهنات بأن المسؤولين الإسرائيليين يعتزمون تسليم إدارة القاعة للكنيسة احتجاجات من المتشددين اليهود. وألقت الشرطة القبض على 26 شخصا في مظاهرة يوم الأحد قبل زيارة البابا. وتنفي إسرائيل انها تعتزم التخلي عن السيطرة على الموقع. ويتولى ثمانية آلاف شرطي تأمين زيارة البابا بعد عملية تخريب في كنيسة القي فيها باللوم على متطرفين يهود. وسيتم إغلاق بعض الطرق واشتكى باعة في أجزاء من البلدة القديمة من إجبارهم على إغلاق متاجرهم طوال اليوم لإخلاء الشوارع.