أكد أحمد المشرقي نائب رئيس البرلمان العربي وعضو المجلس الوطني التأسيسي التونسي ، أن تونس تسير نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة بخطى ثابتة ، لكنها لا تزال في حاجة الى التوافق والحوار والتفاعل ووحدة الصف ، وقال : "يفوز من يفوز ويكون من يكون، لكن لن يحكم تونس حزب واحد أو جماعة واحدة ، وتابع : "تونس يجب ان تحكم في المستقبل على الاقل لمدة عشر سنوات بتوافق وطني بعيد عن حكم الجماعات والتطرف الديني وأكد فى حواره ل " البوابة نيوز" إن ما تردد عن استقبال تونس لعناصر الإخوان والقرضاوي بعد طردهم من قطر، مجرد شائعات، وأن تونس لن تستقبلهم، نافيا فى الوقت ذاته وجود خلافات بين تونس ومصر ، قائلا " توجد علاقة تاريخية قديمة بين البلدين ولا تزال العلاقة موجودة وسنحافظ عليها "وأضاف أن الوضع العربي وضع هش قائلا: تفتتنا وتشتتنا أكثر مما كنا، ولسنا بحاجة الى ان يكون أي عضو من الجسم العربي الآن مريض أو به علة من العلل ".. وإلى نص الحوار . . في البداية ماذا عن الأوضاع الحالية في تونس؟ الأمور الآن جيدة، نجحنا في إنجاز الدستور بشكل توافقي، ونحن نعد للقانون الانتخابي، ونتجه نحو انتخابات نريدها أن تكون شفافة ونزيهة، وأيضا نحن نجتهد في أن نستعد لتكون الانتخابات في كنف من السلم والأمن المجتمعي لنا حكومة ائتلافية توافقية، يتوافق عليها كل التونسيين، وهذا هو الطريق الذي اخترناه ، صحيح أنه أصعب الطرق، لكنه أصحها فعندما يختلف أبناء الوطن فلا بد أن يتحاوروا، وإذا جلسوا مع بعضهم البعض إلى طاولة واحدة في غرفة مغلقة سوف يصلون إلى حلول وهذا ما فعله التونسيون، ونحن نسير بخطى ثابتة إلى الانتخابات القادمة، ليس المهم من يفوز أو من يكون في الحكم ولكن المهم أن ينجح الوطن، هذا هو المهم، وأنا من الذين يعتقدون أن تونس في المرحلة القادمة لا تزال في حاجة إلى التوافق والحوار والتفاعل ووحدة الصف، فيفوز من يفوز ويكون من يكون، لكن لن يحكم تونس حزب واحدة أو جماعة واحدة وحدها ، فتونس يجب أن تحكم في المستقبل على الأقل لمدة 10 بتوافق وطني. تونس كانت من أوائل الدول التي أطلقت شرارة الثورات في المنطقة ..هل ترى أن تونس جنت ثمار الثورة؟ ما يمكن أن نقوله الآن هو أننا نجحنا في تحقيق أهداف الثورة، وأهمها الحرية، ونحن كمواطنين نشعر أننا أحرار اليوم، وكذلك من أهداف الثورة الكرامة، والكرامة هي جزء من الحرية، وأيضا نحن نشعر بكرامتنا وعزتنا، إضافة إلى أن أهداف الثورة أيضا كانت التنمية، وهذه هي النقطة التي يجب أن نعمل عليها فالتنمية لا تتم بين عشية وضحاها، التنمية استثمار ومناخ من السلم حتى يمكن أن نجلب الاستثمارات، وهو ما يجب أن نعمل عليه الآن، التحدي كبير اليوم أمام تونس، وكيف يمكن أن توجد تنمية في صالح المواطن تحد من البطالة، لأن الخلل في أن الإنسان الذي لا يعمل هو بلا كرامة، فيجب أن نعمل على دعم التنمية والاستثمار ونتمنى أن ننجح فى هذا الاتجاه . وماذا عن الخلافات بين مصر وتونس أعقاب ثورة 30 يونيو؟ لا أظن أن ثمة خلافات بين تونس ومصر، بينهما علاقة تاريخية قديمة ولا تزال العلاقة موجودة، الرئيس التونسي منصف المرزوقي تحدث في مناسبة عن مرسي عندما كان في الأممالمتحدة على خلفية أنه رئيس الدولة الحقوقية، باعتباره رجلا حقوقيا في الأصل، وقضى عمره كاملا يدافع عن حقوق الإنسان وسجن في نظام مبارك من أجل ذلك موقف المرزوقي كان اقرب الى موقف حقوق الإنسان منه إلى موقف السياسي بالمعنى الدبلوماسي، باختصار لم يكن الأمر دعما للإخوان. وكيف تنظر إلى الأوضاع الحالية بمصر في ضوء الانتخابات الرئاسية القادمة؟ أنا من الذين يعتقدون أن الشعب المصري شعب عريق له حضارته ،ولن ينتظر دروسا من أحد من أي كان، وهو شعب قادر على أن يحل مشكلاته بمفرده، وأنا من الذين يحترمون إرادة الشعوب وإرادة الدول ولا ازج بنفسي الا اذا طلب فى يوم ما أن أنصح ولن أنصح فى الدوائر الإعلامية، أما فيما يخص عكس ذلك فماذا يمكن أن نقول على مصر، أدعو أن تتقدم وأن تزدهر وأن تذهب نحو إعادة موقعها الذي نفتقده، ونحن نتمنى لمصر أن تعود إلى دورها الطلائعي، وهم قادرون على ذلك والشعب المصري قادر على إنجاز ذلك. كيف تقيِّم الاحتجاجات والمظاهرات التي اشتعلت في تونس أعقاب الثورة؟ الاحتجاجات ما بعد الثورة أمر طبيعي والمهم ألا تتجاوز السلم وأن تتم في إطار سلمي ومسئولية دون تخريب ولا تتحول الى أجندات سياسية ونتعاون في إيجاد حلولا لهذه المطالب بعضها حلول عاجلة وأخرى آجلة لا بد من طرحها على طاولة الحوار والحديث في شأنها بكل شفافية ولا يتعين على الحكومة إغلاق أذنها على مطاب الشعب ، واعتقد أن السياسي الناجح هو من يجيد الإصغاء لمطالب الشعب ويعمل على حلها فعلى الحكومة الحالية والقادمة أن تنصت إلى هذه المطالب لأنها مطالب حقيقية ومعقوله حتى لا يشعر المواطنون بالظلم. لكن كان هناك اغتيالات لبعض رموز المعارضة التونسية ..كيف تتوقعون نزاهة الانتخابات في ضوء هذه الأجواء؟ لا ..الاغتيالات كانت فعلية لشهيدين أحدهما كان معنا فى المجلس الوطن التأسيسي وهو صديق لى حاج محمد البرادى والسياسي المعروف شكرى بلعيد وكلاهما من الشخصيات الوطنية وقد كشفت الحقيقة والمعنى بكشف الحقيقة هو القضاء والامن فالقضية الآن كشفت حقيقتها وتم القبض على من اغتال وهناك من هرب وهناك من تم قتله أثناء ضبطه، والحقيقة أنها كشفت ويجب علينا إذا أردنا أن نؤسس لدولة القانون والمؤسسات أن نحترم القضاء فيما يقول، فنحن دولة تحترم نفسها والدولة التي يجب أن تحترم نفسها يجب أن تؤمن بما يصدر عن القضاء، القضاء اليوم أصدر كلمته فيما قاله ولقد أغلق الملف منذ أسابيع بشأن الشهيد شكري بلعيد، وقال القضاء كلمته فيما يخص الشهيد محمد البراقي فنحن نؤمن بأن القضاء هو الصوت الأخير .. واعتقد أنه لا يمكن بناء دولة ديمقراطية تقوم على الإقصاء، والقضاء وحده كفيل بمعاقبة من أجرموا في حق الشعب، ثم يوجد قانون عدالة انتقالية سوف يفض أي إشكالية ويخرجنا من المأزق .. وحسب اعتقادي لا داعٍ للإقصاء الجماعي لأنه سيؤزم الوضع ويخلق جرحا وتونس لا يخدمها الإقصاء، ويجب أن تتسع للجميع. ماذا عن العمليات الإرهابية التي تعصف بدول المنطقة؟ الإرهاب عدو كل التونسيين وآفة تهدد الجميع، ولا يميز بين طرف أو حزب بل يستهدف الوطن وعلينا أن نقف جميعا في التصدي له ومواجهته، والمواجهة تكون بطريقتين الأولى عاجلة تتمثل في المعالجة الأمنية وهنا أتوجه بالشكر والتقدير لقوات الجيش الوطني والأمن والديوانية وغيرهما الذين حققوا نجاحات ومازالوا يقاومون للتصدي له والقضائية الرادعة تستهدف كل حاملي السلاح والمحرضين على القتل والطريقة الثانية تكمن في البحث في أسباب ومسببات الارهاب ليس لتبريره ولكن للمعالجة وعلى رجال التربية والدين والسياسية والاعلام ان يصطفوا ويتحدوا في مواجهته ومقاومته. كيف تنظر الى الوضع العربي الآن؟ للأسف الوضع العربي وضع هش ونحن تفتتنا أكثر مما كنا، وتشتتنا أكثر مما كنا، ونهدد أكثر مما كنا، ولسنا بحاجة إلى أن يكون اى عضو من الجسم العربي الآن مريض أو به علة من العلل. ترددت أنباء عن طرد قطر للقرضاوي وعدد من قيادات الإخوان لديها وتوجههم إلى تونس ..هل يمكن أن تفتح تونس أبوابها لهم.. في ضوء ما يمكن أن يترتب على ذلك من خلافات مع مصر ودول الخليج؟ هذه شائعات .. انا احترم ارادة الدول ونحن ايضا لم يمل علينا اى طرف ماذا يريد "في اشارة لقطر"، هذا قيل وخرجت وزارة الخارجية التونسية وكذبت هذا الامر واعتبرته مجرد اشاعة اعلامية ، وانا كسياسي لا اعلق على الاشاعات وتونس لن تسمح بإملاءات أو استقبال عناصر من ِشأنها أن تعكر صفو العلاقة مع دول الجوار، تونس لن تجامل قطر ولن تستقبل إخوانا فارين أو شيخا مثل القرضاوي. وما رؤيتك للوضع الحالي بشأن دول مجلس التعاون الخليجي؟ من المعروف أن دول الخليج أشقاؤنا وتربطنا بهم علاقات تاريخية واجتماعية واقتصادية فضروري أن نمتن هذه العلاقات التي وان شابها بعض الأشياء الطارئة ومن الضروري اعادة الأمور الى نصابها، اما بشأن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي فان تونس لم يكن لها لا في الماضي ولا في الحاضر أي مشكلات مع الأشقاء في دول الخليج وحتى الخلافات التي طرأت بينهم لم تتدخل فيها تونس على اعتبار أنها حريصة على احترام كل دولة . وفيما يخص العراقيين؟ هناك عملية انتخابية وهم "مشغولون" بالوضع الانتخابي، والوضع في العراق صعب الآن ونأمل أن يخفف الإرهاب الذي يطرق العراق كل يوم.