أكد السفير الصينيبالقاهرة ليا ليتشيانج أن بلاده تجدد دعمها الثابت للشعب الفلسطيني في مساعيه لإقامة دولته المستقلة، مشددًا على أن الصين تدعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، والعمل على تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار يضمن الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني، مع ضرورة الإسراع في تخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع منذ أشهر طويلة. وقال السفير الصيني خلال كلمته في مؤتمر صحفي عُقد بمناسبة الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال يواجه عقبات كبيرة رغم استئناف بعض المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن على المجتمع الدولي بذل جهود حقيقية لإيجاد ترتيبات مناسبة لما بعد الحرب، تقوم على أساس أن "غزة هي موطن الشعب الفلسطيني"، وأن أي ترتيبات لمستقبلها يجب أن تلتزم بمبدأ "حكم فلسطين للفلسطينيين"، وهو المبدأ الذي يحظى بتوافق واسع داخل المجتمع الدولي. وشدد ليتشيانج على ضرورة إحياء آفاق "حل الدولتين" باعتباره الطريق الواقعي الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، موضحًا أن هذا الحل لا بديل عنه ولا يجوز إنكاره، إذ يمثل السبيل الأنجع لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود. ودعا السفير المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لرفض كل الإجراءات الأحادية التي تهدف إلى تقويض أسس "حل الدولتين"، وإلى دعم فلسطين لإقامة دولتها المستقلة في أقرب وقت ممكن والانضمام إلى الأممالمتحدة كعضو رسمي يتمتع بكامل الحقوق. جهود إعادة إعمار غزة ووقف إطلاق النار وأضاف السفير الصيني، أن بلاده ترحب بالدور المصري البارز في دعم جهود إعادة إعمار غزة ووقف إطلاق النار، مؤكدًا أن التنسيق بين القاهرة وبكين يجسد تطابقًا في الرؤى تجاه أهمية تحقيق الاستقرار في المنطقة وإيجاد حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية. وقال: «الصين على استعداد لبذل جهود دؤوبة مع مصر وسائر الدول المعنية لتحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وتخفيف الكارثة الإنسانية، وتنفيذ حل الدولتين، وصولًا إلى سلام عادل ودائم يحقق الأمن والازدهار لشعوب المنطقة». وأشار السفير ليا ليتشيانج إلى أن بلاده تؤمن بأن التنمية هي الطريق لتحقيق الاستقرار الدائم، موضحًا أن الصين تواصل العمل على تعزيز التعاون الدولي من أجل التنمية، وتقديم الدعم والمساعدات للدول النامية، بما في ذلك في مجالات البنية التحتية والتعليم والطاقة، من خلال مبادرات مثل "الحزام والطريق" التي تسعى لتعزيز التواصل الاقتصادي والتنموي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. وفي جانب آخر من كلمته، تحدث السفير عن الدور القيادي للحزب الشيوعي الصيني في إعداد وتنفيذ "الخطة الخمسية الخامسة عشرة"، مؤكدًا أن هذه الخطة تمثل رؤية وطنية شاملة تهدف إلى مواصلة مسيرة التنمية المستدامة في الصين وتعزيز الابتكار كعنصر أساسي في دفع الاقتصاد والمجتمع نحو التقدم. وأوضح، أن الخطة أُعدت تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، من خلال دراسات ميدانية موسعة وتحليل علمي دقيق، بما يضمن اتخاذ قرارات مبنية على أسس ديمقراطية وقانونية، مشيرًا إلى أن الأمين العام للحزب والرئيس الصيني شي جين بينج ترأس بنفسه فريق إعداد الخطة وصاغ رؤيتها المستقبلية وحدد توجهاتها الإستراتيجية. وأضاف ليتشيانج، أن الحزب الشيوعي الصيني ظل ممسكًا بزمام الأمور في جميع مراحل إعداد وتنفيذ الخطة — بدءًا من الأبحاث الميدانية والتصميم الإطاري وصولًا إلى الوثيقة النهائية — لضمان تجسيد الإرادة الوطنية والرؤية الإستراتيجية للدولة في هذه الخطة الطموحة. وأكد أن هذا النهج يجسد المزايا المؤسسية لنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ويُعدّ السبب الجوهري وراء قدرة الصين على تحقيق إنجازات تنموية متواصلة وإتمام خططها الخمسية بنجاح منذ تأسيسها. واختتم السفير الصيني كلمته بالتأكيد على أن الصين ستواصل العمل مع المجتمع الدولي، وخاصة مع الدول العربية وعلى رأسها مصر، لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والمساهمة في تحقيق التنمية والسلام في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن العلاقات بين القاهرة وبكين أصبحت نموذجًا يُحتذى به للتعاون المثمر والشراكة القائمة على الاحترام والمنفعة المتبادلة.