تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 23 أغسطس 2025    مواعيد مباريات اليوم السبت 23 أغسطس والقنوات الناقلة    استشهاد 12 فلسطينيًا جراء قصف للاحتلال استهدف خيام نازحين شمال غرب خان يونس    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 23 أغسطس 2025    هل يحق لمكتسبي الجنسية المصرية مباشرة الحقوق السياسية؟ القانون يجيب    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 23 أغسطس 2025    مهاجر التيك توك «الأفغاني» يقدم نصائح لقتل الزوجات وتجنب العقوبة    القاهرة تسجل 40 مجددا والصعيد يعود إلى "الجحيم"، درجات الحرارة اليوم السبت في مصر    ثوانٍ فارقة أنقذت شابًا من دهس القطار.. وعامل مزلقان السادات يروي التفاصيل    قطع المياه 6 ساعات ببعض مناطق الجيزة لتحويل خط رئيسي    سيف الإسلام القذافي يعلن دعمه لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا    ضبط 50 محلًا بدون ترخيص وتنفيذ 40 حكمًا قضائيًا بحملة أمنية بالفيوم    لمحبي الآكلات الجديدة.. حضري «الفاصوليا البيضاء» على الطريقة التونسية (الخطوات والمكونات)    إنقاذ حياة مريض بعمل شق حنجري بمستشفى الجامعي بالمنوفية    جامعة أسوان تهنئ البروفيسور مجدي يعقوب لتكريمه من جمعية القلب الأمريكية    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    الجرام يسجل أقل من 3900 جنيها.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    عصابات الإتجار بالبشر| كشافون لاستدراج الضحايا واحتجازهم بشقق سكنية    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    أهداف إنشاء صندوق دعم العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد    محمد النمكي: الطرق والغاز جعلت العبور مدينة صناعية جاذبة للاستثمار| فيديو    الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسميًا.. ماذا يحدث في غزة؟    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    «ميستحقوش يلعبوا في الزمالك».. إكرامي يفتح النار على ألفينا وشيكو بانزا    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    بطريقة درامية، دوناروما يودع جماهير باريس سان جيرمان (فيديو وصور)    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    استقالة وزير الخارجية الهولندي بسبب موقف بلاده من إسرائيل    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    حدث بالفن| أول تعليق من شيرين عبد الوهاب بعد أنباء عودتها ل حسام حبيب وفنان يرفض مصافحة معجبة ونجوم الفن في سهرة صيفية خاصة    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    رياضة ½ الليل| إيقاف تدريبات الزمالك.. كشف منشطات بالدوري.. تعديلات بالمباريات.. وتألق الفراعنة بالإمارات    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال مغيث: الجماعة أهملت منظومة التعليم وتفرغت ل"أخونتها"
نشر في البوابة يوم 09 - 06 - 2013


د.كمال مغيث الخبير التربوي ل“,”البوابة نيوز“,”:
· جميع قرارات وزارة التربية والتعليم “,”سمك، لبن، تمر هندي“,” والوزير اعترف أنها تصدر من مكتب الإرشاد
· قيادات التعليم بلا خبرة والشرط الوحيد لتولي المسئولية عضوية الحرية والعدالة.. والجماعة ليس لديها أي رؤية لإصلاح حال التعليم
· الإخوان لا يحترمون وطنًا ولا ثقافة ولا مواطنة.. وأسلمة المناهج تهدد بتقسيم مصر إلى مجتمعات وطوائف
· المدرس المصري فقد هيبته وانخفض راتبه 10 أضعاف ولولا الدروس الخصوصية لمات من الجوع.. ووعود “,”مرسي“,”ووزيره الكاذبة عن كادر المعلمين جعلت المعلم يمد إيده
“,”هل يمكن أن تتحول مدارسنا إلى مواقع لغسل عقول أبنائنا وتغذيتها بأفكار حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين؟ .. بهذا التساؤل توجهت “,”البوابة نيوز“,” إلى الخبير التربوي وعلوم المناهج الدكتور كمال مغيث الذي أكد أن الجماعة أهملت تطوير المنظومة التعليمية وتفرغت لإجراء عملية التمكين وتعيين كل الأهل والعشيرة كقيادات في الإدارات التعليمية، موضحا أن جميع قرارات التربية والتعليم “,”سمك، لبن، تمر هندي“,” وأن تلك القرارات تأتي من مكتب الإرشاد بالمقطم طبقا لاعتراف الوزير نفسه.
وأوضح مغيث أن ميدان التحرير الذي رفع شعار “,”الإصلاح التعليمي“,” فشل في دخول فصول مدارسها ومناهجها، وأن أسلم ة المناهج تهدد بتقسيم مصر إلى مجتمعات وطوائف، مبينا في الوقت نفسه أن قيادات التعليم بلا خبرة، وأن الشرط الوحيد لتولي المسئولية كارنيه الحرية والعدالة، وأن الجماعة ليس لديها أي رؤية لإصلاح حال التعليم المتدهور في مصر.
وإلى نص الحوار:
** في البداية.. نحن نعلم أن أي دولة لن يستقيم حالها إلا إذا كان هناك تعليم جيد يؤسس من الصغر جيلا يتعلم كيف يفكر وكيف يبتكر وكيف يدير شئونه وكيف يخطط لمستقبلة ، فهل ترى أن مستقبل التعليم في مصر بعد ثورة يناير مؤهل لإيجاد مثل هذا الجيل؟
للأسف الشديد قطاع التعليم لم تصل إليه الثورة بعد، رغم أن شباب الثورة وأبناءنا كانوا يدركون حكم الأزمة التي يعاني منها التعليم في مصر حتى أنها كانت أحد أسباب الثورة على النظام القديم، فعندما كنت في ميدان التحرير أتحدث مع شباب الثورة وجدتهم يرفعون شعار “,”الفساد والاستبداد وتدهور التعليم“,”، فقد كانوا يدركون جيدا أن الشهادة التي يحصلون عليها لا تساوي شيئا، وأن خريجي الابتدائية والإعدادية لا يعرفون القراءة والكتابة.
** ورغم ذلك لم تصل الثورة إلى قطاع التعليم رغم أنه المحرك الرئيسي لنجاح أي ثورة؟
لقد اعتقدنا جميعا أنه بعد ثورة شعبية عظيمة خلصت شعب مصر من نظام فاسد وديكتاتوري أن الثورة الأهم والأقرب ستحدث لقطاع التعليم، ولكن للأسف الشديد لم يحدث أي شيء في التعليم وفشلت الثورة في أن تقتحم فصول مدارس التعليم، بل بدأ يذهب إلى ثورة مضادة من الانهيار والتدهور والنزول إلى الهاوية، وبدلا من أن يتولى بعد الثورة وزير من الشباب المشبع بالثورة ويعرف قيمة التعليم، تولى القطاع “,”مومياء“,” عجوز تتولى مسئولية القطاع والشرط الأول للحصول على المنصب أن يكون من جماعة الإخوان المسلمين.
** وكيف رصدت حالة التدهور في التعليم بعد الثورة؟
*انظري إلى الميزانية المخصصة لها وستعلمي كيف أصبح حال التعليم، فالميزانية لم تزد سوى 10% فقط، وإذا أخذنا بعين الاعتبار حجم التضخم الذي وصل إلى 20%، سنجد أن تلك الزيادة بلا أهمية، وهذا يؤكد أن الجماعة ليس لديها أي رؤية لإصلاح حال التعليم في مصر رغم اعترافهم بتدهوره، ولكنهم تركوا فكرة التطوير من عملية التمكين و“,”أخونة“,” كل قطاعات ومديريات التعليم، بملء جميع المناصب وتعيين مستشارين ينتمون للجماعة.
** هل تعتقد أن حالة التدهور التي طالت منظومة التعليم لها علاقة بالمناهج أم بالإدارة أم بالأبنية التعليمية أم....؟
مقاطعا.. التدهور طال كل منظومة التعليم، فلا نستطيع أن نؤكد أن حال المناهج التي لم يطلها التطوير منذ سنوات ترتقي لمستوى التعليم العالمي، أو أن الأبنية التعليمية تحسنت طبيعتها أم أنها آيلة للسقوط، فأزمة التعليم نسق معقد، فالجميع داخل القطاع يرفع شعار “,”مفيش إمكانيات“,”، لا في الإدارة ولا المفتشين أو المناهج أو النظام الإداري والمعلمين والتمويل، فالفشل أصبح يصيب المنظومة بأكملها.
** وإذا قمنا بقياس درجة تطور التعليم قبل الثورة أو بعدها، هل يمكن أن تحدد لنا معالم المشكلة؟
هل تعتقدين أن التعليم يشهد أي درجة من درجات التطور، انظري إلى مستوى الامتحانات الأخير لتري كيف ستخرج لنا من عقول للمستقبل، فالامتحانات لا زالت تتعامل مع الطالب بحجم ما حفظه من مناهج، كما أن المناهج لا تواكب روح العصر، مناهج تعتمد على مبدأ “,”احفظ – اسمع – اكتب“,”، ثم كيف يكون هناك أي درجة من درجات التطور والمعلم يحصل على راتب لا يزيد عن 300 جنيه شهريا.
** قطاع التعليم من أهم القطاعات لجماعة الإخوان المسلمين وهناك بالفعل أجندة خاصة للسيطرة على التعليم في مصر، كيف تراها؟ وما هي أبرز ملامحها؟
أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين تهتم بمنظومة التعليم منذ سنوات طويلة، باعتباره القاطرة التي ستحقق أهدافهم وأيديولوجياتهم في ظل نظام ديني سلطوي، فالمعلم سلطة قادرة على توجيه الأطفال والطلاب بأفكار الجماعة، ومن خلال تلك الأجيال التي ستبني المستقبل ستستطيع الجماعة أن تسيطر على العقول، لذلك تسعى الجماعة جاهده لتمكين أشخاص كل مؤهلاتهم أنهم من الحرية والعدالة داخل كل القطاعات والمديريات.
** التعليم هو نقطة الانطلاقة للعديد من الدول التي تقدمت في دول العالم الثالث وعلى الأخص في ماليزيا وكوريا والهند والصين ودول النمور الآسيوية، به نجح مهاتير محمد في خلق دولة تنافس الدول العظمى، وبدلا من أن تحذو جماعة الإخوان المسلمين هذا الحذو اتخذت النموذج الإيراني مثالا يحتذى واستخدمت التعليم كمطية للسيطرة على المجتمع، فكيف ترى سيطرة الجماعة على قطاع التعليم؟
تلك الدول أدركت حقيقة أساسية أن التعليم هو مصدر القوة في الدولة، وبالتالي نحن أصبحنا أمام فكرتين من التعليم فكرة أدركت أن التعليم هو المصدر للقوة ويكون تعليما يستلهم قيم العصر والرؤية العلمية لمظاهر المجتمع ومشكلاته ويستلهم فكرة تحقيق الفرص بين المواطنين وإتاحته لكل من يرغب فيه، فأصبح تعليما عصريا حديثا، والفكرة الثانية أن يكون أيديولوجية لحشو رءوس الطلاب.
** مازال التعليم في مصر يعاني الكثير من المشاكل التي أقل ما توصف به من التدني، فمستوي المناهج التي لم تتغير منذ الثمانينيات ولا تلبي احتياجات السوق الفعلية، وعندما قام الوزير المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين بتغييرها قام بحذف صور لدرية شفيق وصبغ المناهج بالصبغة الدينية، ما خطورة هذا على التعليم ؟
الأمر أصبح أخطر من مجرد حذف لصورة شخصية لدرية شفيق، وهذا الحدث ليس له علاقة ببداية عصر أخونة المناهج، فبعد ثورة شعبية كثورة يناير، تم وضع درس في كتاب التربية الوطنية تحت عنوان حقوق الإنسان والمواطنة، يتحدث عن حقوق أهل الذمة وتناسوا أنهم مصريون مثلهم، بل والأخطر أن المناهج يتم أسلمتها رويدا رويدا، فقاموا بتغيير بعض المصطلحات الإنسانية الموجودة على أرض الواقع بمصطلحات إسلامية، فتحدثوا عن آلة “,”الدف“,” باعتبارها آلة الإسلاميين رقم واحد وتناسوا الآلات العزفية الأخرى، بالإضافة إلى إدخال فقرات من مؤلفات حسن البنا.
** البعض يقول إن فرض الفكر الإخواني على التعليم يهدد بطمس الشخصية المصرية؟
بالتأكيد الإخوان لا يحترمون وطنا ولا ثقافة ولا مواطنة، ولهم تصورهم الخاص بالهوية الإسلامية للدولة، ومن المفترض أن يكون الهدف من التعليم بث روح المواطنة وأن تكون المدرسة قومية لا يتم فرض أي هيمنة سياسية أو دينية عليها.
** المناهج بشكل عام لها معايير يجب أن تتفق وروح العصر، فمتي نقول إن المناهج فقدت صلاحيتها وماتت؟
المناهج المصرية فقدت صلاحيتها وماتت من زمان وخرجت جنازتها من عمر مكرم منذ ثلاثين عاما، بل وأصبحت مناهج خطيرة ومضرة أكثر منها مفيدة للعقول المصرية، فالتعليم ما لم يجعل الإنسان يستطيع التفكير وتدبر الأمور لن يكون مفيدا، فالتعليم في مصر قائم على حفظ كمية ضخمة من المعلومات، وبالتالي فإذا لم يعتمد التعليم على فكرة ملكة البحث لن يواكب روح العصر.
** يفعل أولياء الأمور أقصى جهدهم لإلحاق أولادهم بمدارس غير حكومية بحثا عن تعليم متميز، فهل من الممكن للتعليم الحكومي أن يعود متميزا كما كان في الماضي ؟
لم تكن المدارس الحكومية مدارس إلهية، ولكنها كانت مدارس محترمة ومناهج تواكب روح العصر، ومدرسين يحصلون على راتب محترم يغنيه عن الدروس الخصوصية، وقد عاصرت تلك المدارس في الستينيات، كان للمدرس كرامة ويرفض أن يدخل منازل طلابه ليمد يده، ولكن للأسف الأنظمة الاستبدادية لم تهتم بالتعليم بحجة عدم وجود ميزانية، وكانت تقول لنا “,”كفاية أن التعليم مجاني“,”، فهل تتخيلي أن المعلم في السبعينيات كان راتبه يصل إلى 18 جنيها، وهذا المبلغ كان يشتري به 22 جرام ذهب، أي أنه كان يحصل على حوالي 5 آلاف جنيه، أما اليوم فالمعلم انخفض راتبه إلى 10 أضعاف، ولولا الدروس الخصوصية لمات من الجوع.
** معني هذا أن نجاح المدارس الخاصة واللغات والدولية بسبب أن لها أصحابا وضعوا بها رءوس أموال فيحرصون على نجاحها وهو ليس موجودا بالمدارس الحكومية؟
هذا صحيح.. فعندما يكون ابني في مدرسة نفقاتها 50 جنيها سنويا، لا أستطيع أن أتحدث مع مديرة تلك المدرسة لأنني أعلم إمكانياتها، ولكن إذا كان ابني يتعلم في مدرسة نفقاتها 5 آلاف جنيه، فلن أقف ساكنا وراء أي تقصير يحدث في حقه، وإن كانت المدارس الخاصة قد طالها الإهمال هي الأخرى.
** “,”الأخونة نقيض المواطنة وستقسم المجتمع فيضطر المسيحيون للبحث عن مدارس لأبنائهم والليبراليون سيبحثون عن مدارس“,”، لقد رددت هذه العبارة مرارا، فهل من الممكن أن يتم تصنيف المدارس فيكون هناك مدارس خاصة للمسيحيين وأخرى للمسلمين؟
بالطبع.. هذا يقسم المجتمع ويشتت أبناءه، فإذا وجد ولي الأمر ابنته تبكي لأن المدرسة أهانتها لأنها لا ترتدي الحجاب، أو منعتها من التكريم كما حدث مع طالبة الإسكندرية، فمن المنطقي أن ينقل ولي الأمر ابنته إلى مدارس تحترم خصوصياته الدينية، وبذلك يكون لدينا مجتمعان وفئتان ونظامان تعليميان، وهي اللبنة الأولي لتقسيم المجتمع.
** هل تعتقد أننا في حاجة إلى نص قانوني يحترم الخصوصية داخل المدرسة؟
الضمانات الدستورية القومية لمؤسسات التعليم كان من المفترض أن تنص على قومية مؤسسات التعليم، حتى لا يتم وضع مناهج تروج لأي توجه سياسي أو لتيار ديني، فالمدارس يتم إنشاؤها لتلقي العلوم وليس لغسيل العقول، وتحويلها إلى عقل إخواني أو ماركسي أو ليبرالي أو قبطي، فيتحول المجتمع إلى جزر منعزلة للمسلمين والمسيحيين والفقراء والليبراليين وغيرهم.
** في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع أخبارا عن العنف المدرسي من قص شعر لفرض الحجاب واتهام الطلاب بالكفر لارتدائهم قناع البانديتا، وآخر يأمر التلاميذ بأكل البرسيم عقابا لهم، كيف ترى مخاطر هذا؟
للأسف المدارس تحولت لصورة من صور المجتمع، فالمجتمع المليء بالعنف نقل عنفه إلى المدرسة، والمجتمع الذي لا يحترم القانون سينقل عدم الاحترام إلى المدرسة، ويقوم الجميع بانتهاك القانون، فتقوم المدرسة الإخوانية بقص شعر البنت غير المحجبة، والمدرس الإخواني يضرب الطالب لأنه مسيحي، فقد أصبح العنف ثقافة مجتمعية ومدرسية.
** وما السبب الرئيسي في ذلك؟
هناك العديد من الأسباب أولها أن المدرس لم يعد يعلم أن العنف سلوك مرفوض داخل المدرسة، وثانيها أن المدرسة تحولت إلى مستنقع لبعض البلطجية في عصر الانفلات الأمني، وثالثها أن المدرسة لم تعد تشعر باستقلالها، وغياب الأمن المدرسي والقانون.
** وصفت قرار الوزير بإلغاء الصف السادس بأنه قرار عبثي ويحتاج إلى إجابة نموذجية.. ما هو خطورة هذا القرار؟
علينا أن نعلم جيدا أن الامتحان ليس مقدسا، فأنا على استعداد كتربوي أن أستغني عن تلك الامتحانات إذا توفر لكل 15 تلميذ مدرسا كفئا، عندما يحصل التلميذ على ساعات مناسبة للتعليم وساعات أخرى للترفيه، عندما يقوم التلاميذ بأبحاث علمية بسيطة وبأنشطة صناعية وزراعية، يومها لن نحتاج إلى امتحانات يفرغ فيها الطالب ما حفظه في ورقة الإجابة دون أن يتعلم شيئا، لأنها في النهاية تقدم لسوق العمل عقولا لا تعرف الكتابة والقراءة.
** وما تقييمك لقرارات القيادات التعليمية منذ توليها مسئولية التعليم والخاصة بالثانوية العامة الجديدة وتحويل الشهادة الابتدائية إلى مجرد سنوات نقل؟
جميع قرارات وزارة التربية والتعليم منذ أن تولت المهمة “,”سمك، لبن، تمر هندي“,”، لأنها بمنتهى البساطة قرارات مكتب الإرشاد وليست قرارات وزير لحكومة مصرية، فالوزير للأسف ليس له علاقة بقطاع التعليم، والوزير اعترف أمامي أكثر من مرة أنها تعليمات مكتب الإرشاد.
** لذلك قدمت استقالتك من المجالس القومية؟
لقد تقدمت باستقالتي لعدم جود أي تعاون بين المجلس السابق والمجلس المنتخب وعندما اعترضنا للوزير قال لنا قدموا استقالاتكم، كما أنني كنت العضو الوحيد الذي لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، فكانوا يتخذون كل القرارات المهمة في غيابي، وعندما يتهمهم أي شخص بالأخونة يقولون “,”كمال مغيث ماركسي“,”، فأعلنت استقالتي على الفور.
** وكيف ترى مطالبات حزب التغيير والتنمية بإلغاء الثانوية العامة؟
المشكلة الأخطر أن وزارة التربية والتعليم قامت بتسليم أغلب المدارس لحزب الحرية والعدالة، سواء بالبروتوكول الذي وقعته وزارة التعليم مع الحزب أو السماح لهم بدخول المدارس وتقديم معونات للطلاب كدعاية انتخابية.
** الدول الكبرى حققت تقدمها وأحدثت طفرات كبيرة في مجال الصناعة من خلال التعليم الفني ونحن نعامله كتعليم من الدرجة الثالثة؟ كيف ترى التعليم الفني في مصر؟
التعليم الفني يسير على نفس النمط السيئ للتعليم العام، بل ويسير من سيئ إلى أسوأ، رغم أنه يخدم العديد من القطاعات الصناعية، ويربط السوق بأحدث الأساليب العلمية.
** بعد سيطرة الإخوان على نقابة المعلمين ورفض الدولة الاعتراف بالنقابات المستقلة بالدستور وفي ظل الهجوم من النقابة على المعلمين كيف تقرأ الوضع الحالي للتعليم؟
عندما فشلت الجماعة في أن يكون كرسي النقيب مخصصا لوزير التعليم، جعلوا الكرسي لشخص ينتمي للحرية والعدالة، حتي يكون تابعا للوزير الذي يتبع مكتب الإرشاد، حتى أصبحت النقابة تنحاز بشكل صارخ لسياسات الجماعة، وتناست أنها نقابة مخصصة للدفاع عن المعلم.
** ما هو أسوأ العصور التعليمية التي مرت بها مصر؟
عصر الإخوان المسلمين أسوأ عصر برغم قصره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.