انطلقت اليوم الثلاثاء، أعمال اللقاء اللاهوتي السنوي السادس لمجلس الكنائس الإفريقية (AACC) في مركز ديسموند توتو للمؤتمرات بالعاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة أكثر من 100 من القادة الكنسيين واللاهوتيين والأكاديميين من مختلف الدول الإفريقية، تحت عنوان:"الكنائس الإفريقية وموقفها من إسرائيل وفلسطين". بدأت الفعاليات بصلاة افتتاحية قادتها رئيسة المجلس، الأسقفة ليديا تشيتوكو–نيشانغوي، التي دعت إلى تفعيل العمل المسيحي من أجل العدالة، مؤكدة أن الدافع الأساسي لذلك هو محبة الله والإنسانية، وليس الانحياز السياسي أو العقائدي. دعوة إلى حوار لاهوتي بنّاء يجدد الوعي الإفريقي بالقضية الفلسطينية من جانبه، ألقى الأمين العام للمجلس، الدكتورالقس فيدون موومبيكي، كلمة الافتتاح، أكد فيها على أهمية تجديد الحوار اللاهوتي البنّاء داخل الكنائس الإفريقية، مشددًا على أن التأمل اللاهوتي الحقيقي لا بد أن يقود إلى تحولات فكرية ومجتمعية ملموسة. واضاف "موومبيكي" إن هذه الندوة تأتي في وقت حساس، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو تحفيز نقاشات حيوية حول موقف المسيحيين الأفارقة من الدولة الحديثة لإسرائيل، ومن قضية الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاضطهاد والعنف منذ عقود. واشارالأمين العام للمجلس، إلي ان العلاقة بين المسيحيين والدولة الإسرائيلية والفلسطينية تطرح أسئلة صعبة، أبرزها: هل يجب على الكنيسة أن تتبنى الموقف الذي تعتبر فيه إسرائيل مسؤولة عن جرائم إبادة ضد الفلسطينيين، كما أعلنت جنوب إفريقيا، أم تنحاز إلى التيارات الصهيونية المسيحية التي تبرر إقصاء غير اليهود من الأرض تمهيدًا للمجيء الثاني للمسيح؟ التعددية الفكرية مدخل للوحدة والعدالة وأوضح الأمين العام أن الهدف من هذا اللقاء ليس فرض موقف واحد، بل خلق مساحة آمنة للحوار اللاهوتي العميق القائم على الاحترام المتبادل، بحيث تلتقي الآراء المتنوعة عند قواسم مشتركة تدعم العدالة والسلام في الأرض المقدسة. وأكد أن الكنائس الإفريقية تتحمل اليوم مسؤولية تاريخية في تجديد الوعي المسيحي بالقضية الفلسطينية، والتصدي لاستخدام النصوص الدينية لتبرير الظلم أو الاحتلال، مضيفًا: "اللاهوت الإفريقي يجب أن يكون لاهوتًا محررًا — ينحاز للإنسان، ويدافع عن المقهورين، ويسهم في بناء سلام عادل للجميع."