يلخص كتاب وزارة الخارجية المعنون بالاتزان الاستراتيجي: عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية..حيث ان هذا العمل المتكامل يوثق حصاد عقد كامل من السياسة الخارجية المصرية فى ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويعرض بأسلوب شامل الرؤية التى حكمت تحركات مصر فى المنطقة والعالم، وكذلك الإنجازات التى تحققت خلال السنوات العشر الماضية، وذلك إعمالاً بمبدأ «الاتزان الاستراتيجي» الذى أرساه الرئيس. يستند هذا المبدأ على : - رؤية تسعى لتحقيق توازن بين حماية المصالح الوطنية والانفتاح على شركاء متعددين - رفض منطق الاستقطاب أو التحالفات الصفرية - الالتزام باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها - دعم مؤسسات الدولة الوطنية - حل النزاعات عبر الدبلوماسية والحوار - التمسك بالقانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة كمرجعية حاكمة فى هذا السياق، يسعى الكتاب المشار إليه لاستعراض مختلف الجوانب التطبيقية للسياسة الخارجية المصرية التى تنطلق من مبدأ الاتزان الاستراتيجى، بوصفه الإطار الناظم لتوجهات العمل الخارجى المصرى، وبشكل يعكس الرؤية المركبة التى يقوم عليها للنظامين العالمى والإقليمى، ولمقتضيات إعادة تعريف المصلحة الوطنية المصرية لتتواكب مع المهام الجديدة التى تفرضها البيئة الدولية المعقدة من جهة، وتتناسب مع الأولويات السياسية والتنموية الوطنية من جهة ثانية. ويستعرض الكتاب أن هذه الرؤية المركبة قد أتاحت المحافظة على ثوابت السياسة الخارجية المصرية التقليدية، وفى القلب منها العمل على تحقيق أهداف السلام والاستقرار الإقليمى والتنمية. وانعكس ذلك فى استمرار الريادة المصرية لجهود حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، خاصة فى أعقاب العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، وإعداد تصور – أصبح اليوم موضع توافق إقليمى ودولى – لإعادة إعمار غزة، وإنهاء العدوان عليها، وإعادة الزخم لمبدأ حل الدولتين وحق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما تستعرض فصول الكتاب النشاط المصرى فى مناطق الجوار المباشر، سواء فى إطار جهود استعادة الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية التى تعرضت لأزمات غير مسبوقة على مدار السنوات العشر الماضية فى المنطقة العربية، خاصة فى ليبيا والسودان ومنطقة المشرق العربى واليمن، أو فى إطار إعادة تنشيط الدور المصرى فى الساحة الإفريقية، على قاعدة التعاون التنموى والشراكات الاستراتيجية ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على ثوابت الأمن القومى المصرى، وفى القلب منه أمن مصر المائى. وعلى مستوى النظام الدولى، يعكس الكتاب ما أظهرته السياسة الخارجية المصرية من تمسك بثوابتها التاريخية فى الدعوة لنظام عالمى متعدد الأطراف قائم على احترام قواعد القانون الدولى، مع إبداء المرونة فى التعامل مع التحديات البازغة كالإرهاب وقضايا البيئة والأمن السيبرانى وأسلحة الدمار الشامل والذكاء الاصطناعي. كما تبرز فصول الكتاب المختلفة الشراكات الاستراتيجية المصرية المتنامية مع دول إفريقية وآسيوية وأوروبية وأمريكية ولاتينية، سواء على الصعيد الثنائى، أو فى إطار تجمعات التعاون الاقتصادى والإنمائى، والتى كان من أبرزها انضمام وقدم الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج مؤخرا كتابين إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن دبلوماسية القمة المتمثلة فى الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية والإنجازات المصرية فى مجال السياسة الخارجية خلال الفترة من 2014 إلى 2024. ويعد الإصداران أول كتب بيضاء تصدرهما وزارة الخارجية المصرية منذ ثمانينيات القرن الماضى، حيث يهدفان إلى توثيق ورصد أهم الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية وأبرز الإنجازات فى السياسة الخارجية خلال عقد من الزمان بدأ بتولى الرئيس السيسى مهام منصبه وهى فترة شهدت العديد من التحولات السياسية والتاريخية المهمة. تم إعداد محتوى الكتابين من قبل فريقى عمل متخصصين فى وزارة الخارجية وعدد من أبرز الخبراء فى مجال السياسة الخارجية المصرية وبالاستعانة بالمستشارين المعنيين.