قدم الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، كتابين إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن دبلوماسية القمة المتمثلة فى الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية والإنجازات المصرية فى مجال السياسة الخارجية خلال الفترة من 2014 إلى 2024. وزارة الخارجية المصرية ويعد الإصداران أول كتب بيضاء تصدرهما وزارة الخارجية المصرية منذ ثمانينيات القرن الماضى، حيث يهدفان إلى توثيق ورصد أهم الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية وأبرز الإنجازات فى السياسة الخارجية خلال عقد من الزمان بدأ بتولى الرئيس السيسى مهام منصبه وهى فترة شهدت العديد من التحولات السياسية والتاريخية المهمة. وقد تم إعداد محتوى الكتابين من قبل فريقى عمل متخصصين فى وزارة الخارجية وعدد من أبرز الخبراء فى مجال السياسة الخارجية المصرية وبالاستعانة بالمستشارين المعنيين. الزيارات الخارجية الرسمية لرئيس الجمهورية ويتلخص الكتاب الأول والمعنون بالزيارات الخارجية الرسمية لرئيس الجمهورية فى عقد من الزمان فى كونه يوثق زيارات وجولات الرئيس منذ عام 2014 التى طافت ربوع الأرض كافة وشملت إجمالى 181 زيارة إلى 62 دولة تجسد رؤية الدولة المصرية العميقة والثابتة لجعل مصر صوتا مؤثرا فى أروقة صنع القرار الدولى ومركزا للحفاظ على السلم والأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره وطليعة لمرحلة جديدة من دبلوماسية القمة قوامها مبدأ الاتزان الاستراتيجى ووضع العمل الدبلوماسى فى خدمة المصالح الوطنية وجهود مصر التنموية وبناء شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد. وقد مثلت تلك الزيارات خطوات أساسية ضمن استراتيجية عليا متكاملة وطموحة جوهرها الدفاع عن ثوابت الوطن وتأمين مصالحه الاستراتيجية وترسيخ حضوره، وتدعيم السلم والاستقرار والإقليمى والدولى والنأى بمصر عن حالة الاستقطاب والتحديات التى ميزت هذه الحقبة من تاريخ النظام الدولى. علاقات مصر الخارجية كما يتجاوز الكتاب المشار إليه مجرد رصد الوقائع والزيارات بل يوثق دبلوماسية القمة التى مارستها مصر من خلال الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية، والتى شكلت الركيزة الأساسية لتعزيز علاقات مصر الخارجية، ويؤرخ مرحلة حافلة بالتحديات والتحولات استطاعت فيها الدولة المصرية أن تستعيد زمام المبادرة التاريخية لتعزيز دورها الإقليمى والدولى فى ظل تحديات داخلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة شملت كافة الاتجاهات الاستراتيجية للأمن القومى المصرى، وأن تواصل بناء علاقاتها الخارجية على أسس الثقة والاحترام المتبادل. التنوع الموضوعى والجغرافى ويستعرض الكتاب التنوع الموضوعى والجغرافى للزيارات الخارجية للرئيس السيسى خلال هذه المرحلة الدقيقة، حيث شملت 87 زيارة رسمية و82 زيارة لفاعليات متعددة الأطراف و12 زيارة دولة. كما شملت امتداداً جغرافياً لمناطق ودول لم يزرها رئيس مصرى من قبل، حيث كان السيسى أول رئيس مصرى يزور عدة دول، ومنها: غينيا الاستوائية وسنغافورة ورواندا والجابون وفيتنام وكوت ديفوار وجيبوتى وأرمينيا وموزمبيق. كما يعكس الكتاب من خلال رصد الزيارات الخارجية للرئيس السيسى الاهتمام الحثيث الذى أولته الدولة المصرية للمنطقة العربية، والتى شهدت أكثر من ثلث زيارات السيد رئيس الجمهورية بواقع 70 زيارة من إجمالى 181 زيارة، فضلاً عن الحرص المصرى على تعزيز التواجد والتعاون مع القارة الإفريقية والتى شهدت 37 زيارة إلى 20 دولة. الاتزان الاستراتيجي ويعد هذا العمل التوثيقى شهادة كذلك على الجهد المتكامل الذى تبذله مؤسسات الدولة المصرية لتحقيق المصالح الوطنية والدفاع عنها. وبالنسبة للكتاب الثانى المعنون ب"الاتزان الاستراتيجي": عشر سنوات من الدبلوماسية المصرية»، فإن هذا العمل المتكامل يوثق حصاد عقد كامل من السياسة الخارجية المصرية فى ظل توجيهات الرئيس السيسى، ويعرض بأسلوب شامل الرؤية التى حكمت تحركات مصر فى المنطقة والعالم، وكذلك الإنجازات التى تحققت خلال السنوات العشر الماضية، وذلك إعمالاً بمبدأ «الاتزان الاستراتيجي» الذى أرساه الرئيس والقائم على رؤية تسعى لتحقيق توازن بين حماية المصالح الوطنية والانفتاح على شركاء متعددين، مع رفض منطق الاستقطاب أو التحالفات الصفرية، والالتزام باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، وحل النزاعات عبر الدبلوماسية والحوار، والتمسك بالقانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة كمرجعية حاكمة. فى هذا السياق، يسعى الكتاب المشار إليه لاستعراض مختلف الجوانب التطبيقية للسياسة الخارجية المصرية التى تنطلق من مبدأ الاتزان الاستراتيجى، بوصفه الإطار الناظم لتوجهات العمل الخارجى المصرى، وبشكل يعكس الرؤية المركبة التى يقوم عليها للنظامين العالمى والإقليمى، ولمقتضيات إعادة تعريف المصلحة الوطنية المصرية لتتواكب مع المهام الجديدة التى تفرضها البيئة الدولية المعقدة من جهة، وتتناسب مع الأولويات السياسية والتنموية الوطنية من جهة ثانية. ويستعرض الكتاب أن هذه الرؤية المركبة قد أتاحت المحافظة على ثوابت السياسة الخارجية المصرية التقليدية، وفى القلب منها العمل على تحقيق أهداف السلام والاستقرار الإقليمى والتنمية. جهود حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وانعكس ذلك فى استمرار الريادة المصرية لجهود حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، خاصة فى أعقاب العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، وإعداد تصور – أصبح اليوم موضع توافق إقليمى ودولى – لإعادة إعمار غزة، وإنهاء العدوان عليها، وإعادة الزخم لمبدأ حل الدولتين وحق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما تستعرض فصول الكتاب النشاط المصرى فى مناطق الجوار المباشر، سواء فى إطار جهود استعادة الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية التى تعرضت لأزمات غير مسبوقة على مدار السنوات العشر الماضية فى المنطقة العربية، خاصة فى ليبيا والسودان ومنطقة المشرق العربى واليمن، أو فى إطار إعادة تنشيط الدور المصرى فى الساحة الإفريقية، على قاعدة التعاون التنموى والشراكات الاستراتيجية ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على ثوابت الأمن القومى المصرى، وفى القلب منه أمن مصر المائى. وعلى مستوى النظام الدولى، يعكس الكتاب ما أظهرته السياسة الخارجية المصرية من تمسك بثوابتها التاريخية فى الدعوة لنظام عالمى متعدد الأطراف قائم على احترام قواعد القانون الدولى، مع إبداء المرونة فى التعامل مع التحديات البازغة كالإرهاب وقضايا البيئة والأمن السيبرانى وأسلحة الدمار الشامل والذكاء الاصطناعي. كما تبرز فصول الكتاب المختلفة الشراكات الاستراتيجية المصرية المتنامية مع دول إفريقية وآسيوية وأوروبية وأمريكية ولاتينية، سواء على الصعيد الثنائى، أو فى إطار تجمعات التعاون الاقتصادى والإنمائى، والتى كان من أبرزها انضمام مصر مؤخراً لتجمع دول البريكس.