رأت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن أوروبا على حافة الهاوية فمع اقتراب فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية جديدة، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه في موقف حرج في مواجهة المطالب التجارية الأمريكية. ووفقا لمصادر "لوبوان" فإن المكالمة الهاتفية التي جرت مساء الأحد، بين أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي لم تسفر عن أي نتائج إيجابية. وتثير شروط الاقتراح الأمريكي قلقًا كافيًا مما أدى لإجراء اتصال هاتفي طارئ الليلة الماضية بين الرئيس ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. كان لهذا الاتصال بين القادة هدفان ملحان: توضيح النطاق الدقيق للاتفاقية التي اقترحها ترامب (نسب التعريفات، والجدول الزمني، والقطاعات المعفاة)، وتحديد رؤية مشتركة في حال قبول شروط الاتفاقية، كيف يمكن تسويق مثل هذا الاتفاق غير المتوازن للرأي العام الأوروبي؟ هل من خلال تسليط الضوء على "السيادة المعيارية للاتحاد الأوروبي"، الذي لا يتخلى عن تشريعاته الرقمية أو معاييره الصحية التي تعيق دخول لحوم البقر المعالجة بالهرمونات أو الدجاج المكلور (دجاج تم معالجته بالكلور بعد ذبحه وتجهيزه) إلى الاتحاد الأوروبي؟ أم من خلال الترويج ل"الإعفاءات" الجمركية التي تم الحصول عليها؟ ولأن الموعد النهائي يقترب، من المقرر أن يعلن دونالد ترامب خلال الساعات القليلة القادمة عن الدول التي ستعتبر "شركاء مبدئيين" وستستفيد من معدل ال 10%، بينما ستخضع الدول الأخرى ل 20% وأكثر، نظام تصنيف جيوسياسي يحول كل عاصمة إلى دولة متوسلة على حد وصف "لوبوان". وأضافت المجلة أن أورسولا فون دير لاين تعتقد أن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكنا مع تعريفات جمركية بنسبة 10%، وبعض الإعفاءات القطاعية: ستكون صناعة الطيران مثلا معفاة، ولكن ليس النبيذ وهذا أمر مؤسف بالنسبة لفرنسا وإيطاليا. من ناحية أخرى، لا يظهر دونالد ترامب أي انفتاح تجاه القطاعات الأكثر حساسية، لا تزال صناعة السيارات تخضع لضريبة بنسبة 25%، ولا تزال قضية الصلب والألمنيوم، البالغة حاليا 50%، دون حل، وأن الرئيس الأمريكي لا يزال يهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على الأدوية وأشباه الموصلات والزراعة، مع احتمال فرض ضرائب على الحليب ولحم الخنزير. وتؤيد المفوضية الأوروبية، بدعم من ألمانيا وأيرلندا وإيطاليا، قبول رسوم ال 10% لتجنب التصعيد، ويتناقض هذا الموقف الدفاعي مع الرفض الفرنسي. علاوة على ذلك، فإن التنازلات الأوروبية كبيرة بالفعل، فالاتحاد الأوروبي ملتزم بشراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي والوقود النووي وخفض الحواجز غير الجمركية (أي المعايير الفنية الأوروبية التي تعقد وصول المنتجات الأمريكية بمبلغ يعادل 20 مليار يورو من التجارة، وتشجيع الاستثمار الأوروبي في الولاياتالمتحدة، وهذا يعني تمول أوروبا عملية تقليص التصنيع الخاصة بها. وتساءلت المجلة هل بلغت هذه المفاوضات ذروتها؟ لقد طعنت شركات تصنيع السيارات الألمانية أوروبا في ظهرها، تفاوضت بي إم دبليو ومرسيدس على صفقة منفصلة مباشرة مع واشنطن: إعفاء صادراتهما الأمريكية من الرسوم الجمركية مقابل نقل الإنتاج إلى الولاياتالمتحدة، وهو الأمر الذي وصفته المفوضية الأوروبية لأسابيع بأنه "غير مقبول"، وتلحق ضررا بالغا بالعمالة الأوروبية، وخاصة في ألمانيا، ومع ذلك، سيتبع مصنعو المعدات المصنعين، مدركين أن وظيفة واحدة في مصنع سيارات تعادل خمس إلى سبع وظائف في مصانع المعدات. كما أن هذا النهج منح الأمريكيين حجة لا يمكن إنكارها في المفاوضات مع الأوروبيين "لقد فهمنا أن مصدريكم الرئيسيين وافقوا". وتمثل ألمانيا وإيطاليا، إلى جانب أيرلندا، حوالي 300 مليار يورو من إجمالي صادرات العالم البالغة 500 مليار يورو، وتفضل قبول حد ال 10% لتجنب التصعيد. ردا على ذلك، تدعو فرنسا إلى "إجراءات إعادة التوازن" "لإرساء توازن القوى اللازم، فيما أعدت المفوضية بالفعل تدابير مضادة لكنها تقترح عدم تنفيذها لتجنب انفجار ترامبي.