تستضيف الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في أثينا باليونان هذا الأسبوع أعمال لجنة الشؤون الدولية التابعة لمجلس الكنائس العالمي (WCC)، مؤكدة بذلك دورها المحوري في الحوار المسكوني والعمل الكنسي العالمي. حيث تُعد الكنيسة اليونانية إحدى أقدم الكنائس الأرثوذكسية، وتتمتع بتاريخ طويل من المشاركة في الحركات المسكونية، إلى جانب شبكة واسعة من البرامج الاجتماعية التي تخدم المجتمع اليوناني بمختلف فئاته، بفضل هذا الإرث العريق والانخراط النشط في قضايا الإيمان والعمل، ترحب الكنيسة بهذه الاجتماعات الدولية على أرضها، مستعرضة نموذجًا حيًا لتلاقي الجذور الروحية مع التفاعل المسؤول مع قضايا العالم المعاصر. مساهمة بارزة في الحركة المسكونية منذ عام 1540 أكدت شخصيات كنسية بارزة، علي ان الدور التاريخي والمحوري للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في الحركة المسكونية العالمية، مستعرضين تاريخها وهيكلها الإداري، بالإضافة إلى مساهماتها الاجتماعية على المستوى الشعبي، وقالت الدكتورة مارينا كولوفوبولو، عضو اللجنة التنفيذية لمجلس الكنائس العالمي (WCC) وعضو اللجنة الدائمة للتوافق والتعاون، إن الكنيسة اليونانية كان لها دور ريادي في تعزيز الحوار المسكوني منذ القرن السادس عشر. وتابعت : "تخيلوا فقط أننا في عام 1540 حصلنا على أول ترجمة للاعتراف الأوغسبرجي إلى اللغة اليونانية"، صرّحت كولوفوبولو، مؤكدة أن انخراط الكنيسة في العمل المسكوني لم يكن حديثًا، بل له جذور راسخة على المستويين المحلي والدولي. هيكل كنسي راسخ ونظام مجمعي متكامل وفي نفس السياق قدم المطران إغناتيوس من سالونا عرضًا مفصلًا عن هيكل الكنيسة الأرثوذكسية في اليونان ونظامها المجمعي، موضحًا حدودها الكنسية القانونية وعلاقتها بالكنائس الأرثوذكسية الأخرى حول العالم. ذراع اجتماعي فاعل يخدم الفئات الضعيفة من جانبه، تحدث الدكتور فاسيليوس ميخانيستسيديس، ممثل منظمة "أبوسطولي" الذراع غير الحكومية للكنيسة، عن البرامج الاجتماعية التي تُنفّذ على مستوى القاعدة الشعبية، وكشف بان "للكنيسة الأرثوذكسية في اليونان تاريخ طويل في مجال الرعاية الاجتماعية. ومساهمتنا في هذا المجال مهمة ومفيدة للدولة"، قال ميخانيستسيديس.
دور محوري في الحياة الدينية والثقافية والتعليمية تُعدّ الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية واحدة من الكنائس الأرثوذكسية المستقلة (Autocephalous)، ويعود تاريخها إلى العصر الرسولي، لا سيما عبر تبشير القديس بولس. وككنيسة رسمية للدولة اليونانية، تضطلع بدور أساسي ليس فقط في المجال الديني، بل أيضًا في التعليم، والحفاظ على الهوية الثقافية، والدفاع عن العدالة الاجتماعية.
منبر للحوار والتفاعل مع قضايا العصر ترتبط الكنيسة ارتباطًا وثيقًا بالهوية الوطنية وتاريخ مقاومة الاحتلال، وقد لعبت دورًا روحيًا وثقافيًا هامًا في نهضة اليونان الحديثة. كما شاركت بفاعلية في الحوارات اللاهوتية والمبادرات بين الأديان، وضمن فعاليات مجلس الكنائس العالمي، حيث تستضيف حاليًا اجتماعات لجنة الشؤون الدولية لمجلس الكنائس العالمي (CCIA). تُبرز هذه الاستضافة التزام الكنيسة بمبادئ السلام، والحوار، والشهادة المسيحية المشتركة عالميًا، بما يعكس توازنًا بين تمسكها بجذورها وتقاطعها النشط مع قضايا العالم المعاصر.