عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز" خلال حلقة اليوم من برنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا يفضح كذب قيادات التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية بخصوص الاعتراف بالانتماء إليها جاء نصه: بين الادعاء بخلاف الحقيقة وقراءة الواقع في مصر تفجرت قضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين؛ والذي تعود نشأته للعشرينيات من القرن الماضي، عندما قرر المؤسس الأول باكتمال أركان التنظيم من خلال اختيار مسئولين للأقطار التي يتواجد فيها الإخوان وممارسة دوره وصلاحياته، وجسد حسن البنا وقتها ذلك عندما وصف دعوة الإخوان المسلمين بأنها دعوة عالمية. أكمل المرشد الثاني للإخوان، حسن الهضيبي، باقي الهيكل التنظيمي حتى صدرت أحكام 1954 من قبل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، على قيادات التنظيم الدولي بمصر وفي مقدمتهم، عبد القادر عودة ومحمد فرغلي، وعليها تم حل التنظيم بشكل مؤقت. تم إحياء التنظيم مرة أخرى بعد المواجهة الثانية مع الإخوان في 1965 والتي أعدم فيها رجل الجماعة الأولى ومفكرها سيد قطب، لتنتشر مكاتب التنظيم بشكل علني في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان أبرزها مكاتب لندنوألمانيا وتركيا. فوضت الجماعة في مصر أعضائها بالخارج بالقيام بأدوار مهمة في التنظيم الدولي، على رأس هذه الأدوار، يوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية كوزير خارجية للإخوان، وإبراهيم منير، أمين عام التنظيم في أوروبا ومن قبل، وكمال الهلباوي، المتحدث باسم التنظيم في أوروبا سابقًا. المفارقة أن الجماعة خصصت مهدي عاكف، عندما كان عضوًا بمكتب الإرشاد في عهد مصطفى مشهور، المرشد الأسبق، ومحمد مأمون الهضيبي، بقيادة التنظيم من الخارج، من خلال مكتب له، تارة في ألمانيا وآخر بتركيا. وقعت الجماعة منذ نشأة التنظيم في خطأ استراتيجي وهو تكذيب وجود تنظيم دولي يدير شئونها، فتارة تنفي ذلك بدعوى أن الجماعة تحترم قوانين البلاد التي يتواجدون فيها وبالتالي لا وصية للإخوان في أقطار بعينهم في مصر على إخوان في قُطر آخر أو العكس، وهو ما ثبت خلافه تمامًا. ما يثبت فرية الإخوان بشأن التنظيم الدولي أمرين أولهما: وجود مسميات تدل على وجوده، أمين عام التنظيم ومجلس الشورى العالمي والمعني بإدارة شئون الجماعة في الخارج، وبالتالي من حق هذا المجلس انتخاب المرشد العام وهو ما يدل على وجود تنظيم دولي. ولعل الواقع المصري يؤكد تنامي التنظيم الدولي وتدخله في الصراع الدائر على الأرض المصرية واجتماعه في أكثر من مكان خارج مصر، فضلاً عن التوجهات التي يصدرها لأعضائه في مصر وأبرزها الوقوف أمام الدولة المصرية ومحاولة إسقاطها.