ظهر على الساحة السياسية بصورة قوية في أعقاب ثورة 30 يونيه التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين من مصر ليقود أمور الجماعة بعد حبس معظم قيادات مكتب الإرشاد.. التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذي أسس فى عهد حسن البنا، المرشد الأول للإخوان المسلمين، ليضم في عضويته أفرع الجماعة في الدول العربية والأجنبية، ففي عام 1954م توقف نشاط التنظيم الدولي . وبعد حل الجماعة فى مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم الحكم بالإعدام والسجن على كثير من أعضائها، تم إحياء للتنظيم الدولي مرة أخرى عام1982م على يد القيادي الإخواني مصطفى مشهور والذي أصبح مرشدًا للجماعة بعد ذلك، وتم وضع آليات جديدة للتنظيم ومن أشهر قيادات التنظيم الدولي للجماعة حاليًا إبراهيم منير ويوسف ندا ومحمود الإبياري، ويعتمد التنظيم الدولي على عدد من مصادر التمويل أهمها تبرعات الأعضاء والدعم من بعض الدول العربية والأجنبية وينتشر التنظيم الدولي للإخوان في أكثر من 80 دولة حول العالم. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون" أهم قيادات التنظيم الدولي للإخوان ومصادر تمويله في أكثر من 80 دولة حول العالم. في البداية يقول الدكتور أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم الدولي للإخوان يقصد به عدد فروع الجماعة خارج مصر، والتي تقدر بفروع لها في أكثر من 80 دولة على مستوى العالم ولها وجود مؤثر وقوي في عدد من العواصمالقطرية ومن أهمها لندن وفرانكفورت وكوالالمبور وغيرها من عواصم دول العالم. وأضاف "بان" أن إشهار اللائحة التنظيمية للتنظيم الدولي كانت عام 1982 وهو موجود منذ عهد مصطفى مشهور، أحد مرشدي الجماعة من عام 47 19 وحتى الآن، وهناك دول يعد التنظيم فيها قويًا وتعتبر مناطق حركة مركزية مثل بعض العواصم الأوروبية والولاياتالمتحدة وبعض دول شبه قارة آسيا، ويعتمد التنظيم بالأساس على قوته في هذه العواصم، مثل ميونخ ولندن وتركيا وإندونيسيا وماليزيا، فضلا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار "بان" إلى أن التنظيم الدولي يعتمد بالأساس في مساحة التمويل على مكاتب هذه الدول من حيث اشتراكات الأعضاء في كل عاصمة متواجد فيها. وأن التنظيم الدولي كان دوره هامشيًا في الفترة التي كان فيها دور جماعة الإخوان داخل مصر قويًا ومتمكنًا، بينما تعاظم دور التنظيم الدولي في الفترات التي يضعف فيها دور تنظيم الإخوان داخل مصر، حيث بدأ دور التنظيم ينمو في الفترات الأخيرة وخاصة بعد أحداث 30 يونيه حيث تعاظم دور التنظيم الدولي، لأنه قام بحملة دعم إعلامي واسع جدًا لاستكمال جهود الجماعة في مقاومة ما حدث معها بعد 30 يونيه. ولفت إلى أن وجود أعضاء التنظيم الدولي بشكل طبيعي كجاليات في عدد من عواصم العالم المؤثرة سواء في الولاياتالمتحدة أو في أوروبا، يسمح لهم ببناء علاقات طبيعية بصناع القرار وكذلك في المجال الإعلامي في تلك البلاد مثل يوسف ندا الذي يستطيع من خلال رأس المال الوصول إلى مراكز صناعة القرار والميديا العالمية ويشترى ساحات في الصحف ويصبح قادرًا على التواصل مع السياسيين والشخصيات العامة واتصال أفراد الجماعة أنفسهم بشخصيات في لقاءات طبيعية في الجامعات ومراكز البحوث ومؤسسات صناعة القرار بحكم عملهم. وأوضح "بان" أن هم رجالات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين هم إبراهيم منير عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، والمتحدث باسم الإخوان المسلمين بأوروبا والمشرف العام على موقع رسالة الإخوان، وهو يعيش في لندن، وأحد مؤسسي منتدى الوحدة الإسلامية بلندن ومحمود الإبياري ويوسف ندا. وقال إن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لم يلعب أى دور في ثورة يناير ولم يكن مشاركًا فيها لأنها قامت بأيدي المصريين. وشدد "بان" على أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين سيقوم على تشويه الدستور بكل قوة من خلال تمويل حملة كبيرة ينظمها التنظيم الدولي من خلال بث إشاعات غير صحيحة على الدستور ومحاولة إفشاله.
من جانبه، يقول العميد حسين حمودة، المفكر الأمني والخبير في شئون مكافحة الإرهاب الدولي، إن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بدأ فى عهد المرشد الأول للإخوان المسلمين حسن البنا ليضم في عضويته أفرع الجماعة في الدول العربية والأجنبية وفى عام 1954م توقف النشاط وتم حل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم الحكم بالإعدام على كثير منهم, وقد تعرض الإخوان لمواجهة أخرى في عهد عبد الناصر أيضًا أدت لاعتقال الكثير منهم إذ أن حركة الإخوان ليست مجرد جماعة مصرية بل هي حركة إسلامية عالمية مصرية النشأة, وبعد ذلك تم عمل إحياء للتنظيم الدولي مرة أخرى عام1982م على يد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين مصطفى مشهور وتم وضع آليات جديدة للتنظيم. وأضاف أن مصادر تمويل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تأتي عبر أربع موارد، الأول هو مجموع مصادر التمويل لكل قطر ينتمي إلى التنظيم من حيث الاشتراكات التي تبلغ قيمتها 8% من إجمالى دخل العضو العامل أو الفعال ويوجد فرق كبير بين العضو العامل أو العضو المنتسب أو العضو المؤيد أو العضو المحب فالعضو العامل فقط هو الذي يقوم بدفع الاشتراكات. جدير بالذكر، أن عدد الدول التى بها تنظيمات إخوانية تصل إلى 85 دولة مجموعها يشكل التنظيم الدولي للإخوان, أما المصدر الثاني لتمويل التنظيم الدولي فهو عبارة عن هبات وتبرعات وصدقات من مؤيدى الجماعة أو محبيها وأعضائها, أما المصدر الثالث فهو عبارة عن مصادر تمويل غير مباشرة من أجهزة استخبارات دول أجنبية أو وجهات تابعة لها مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التى مولت التنظيم الدولي للإخوان فى مصر بملايين الدولارات والآن يجرى تحقيقات فى مصر لكي يتم التعرف هل وصلت هذه الأموال لخزانة الدولة أم لا، أما المصدر الرابع لتمويل التنظيم الدولي للإخوان فهي مصادر أموال المنتمين إليها والمحبين لها من دول الخليج، حيث إن تنظيم الإخوان فى الستينيات عقب حبس أو إعدام بعض أعضائهم فر باقي الأعضاء إلى دول الخليج العربي وعملوا على تكوين إمبراطورية اقتصادية كبيرة. وفي نفس السياق، يقول الكاتب سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن قواعد وأسس التنظيم الدولى للإخوان تنص على أن يكون المؤسسون أغلبهم مصريون وهذا يظهر جيدًا لو نظرنا إلى المرشد العام للإخوان المسلمين سنجده مصريًا على مدار تاريخ هذه الجماعة، وهذا يدل على أن التنظيم الدولى للإخوان هو مصري للغاية, كما أن كل المجموعات الموجودة فى باقي الدول التابعة للتنظيم الدولى الإخوان لاسيما الدول الأوروبية فإن معظمها مصريون ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين, وذلك يرجع إلى هروب مصطفى مشهور الذي هرب بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات والذي ذهب إلى ألمانيا وعمل على إعادة التنظيم الدولى مرة أخرى فقد قام هذا التنظيم على أعناق المصريين الذين يعيشون فى الغرب بحثًا عن رزق أو علم. وأضاف "عيد" أن من أهم مصادر تمويل التنظيم الدولى للإخوان المسلمين تتمثل في هبات وتبرعات من الأعضاء وأيضًا الدعم التحتي من أجهزة المخابرات، لاسيما فى الآونة الأخيرة, فعلى مدار ثلاثين عامًا جمع التنظيم الدولى للإخوان المسلمين أموالاً طائلة من أعضائه وجهات أخرى أيضًا عملت على استثمار هذا الأموال، موضحًا أنه لم يقتصر التمويل على التبرعات فقط ولكن كل عضو يدفع شهريًا 8% من مجموع دخله الشهري تبرعًا للتنظيم, ومن هنا بدأ يكوّن التنظيم أموالاً طائلة ويعمل على الاستثمار لزيادة هذه الأموال. وأشار الباحث السياسي إلى أنه لا يوجد مقر محدد للتنظيم الدولي للإخوان لأن القضايا ليست محددة لأنه تنظيم سرى وليس علنيًا وليس له حق قانوني فى عمل مقر لهم يطلقون عليه مقر التنظيم الدولي فى أي دولة من دول العالم، مشيرًا إلى أن ما حدث فى مصر من سقوط جماعة الإخوان المسلمين أدى بشكل كبير إلى فشل المشروع السياسي للجماعة لاسيما بعد إلقاء معظم قيادات الجماعة داخل السجون, مما أدى إلى إضعاف التنظيم الدولى للإخوان التى تعتبر مصر هي النواة الحقيقة له. من المنطلق ذاته، يقول الدكتور محمد علي يوسف، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تأثر تأثرًا كبيرًا بعد سقوط جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وبعد عزل الرئيس محمد مرسى من منصبه الرئاسي، ولاسيما بعد إلقاء معظم قيادات الجماعة داخل السجون، مما أدى إلى فشل المشروع الإسلامي لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر.