تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم/الخميس عددا من الموضوعات التي تهم الشارع المصري وعلى رأسها قضية الإرهاب الذي تمارسه جماعة "الإخوان "، وتقرير لندن حول طبيعة وحقيقة النشاطات الحالية لجماعة "الإخوان" وتفجيرات جامعة القاهرة إلى جانب الحديث عن سد النهضة الإثيوبي. وتناول الكاتب محمد بركات في مقاله (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" الحديث عن موجة الإرهاب الإجرامية التي تقوم بها فلول الطغمة الباغية من الجماعة في كل الجامعات المصرية الآن، وطوال الأيام والاسابيع الماضية منذ استئناف الدراسة وحتى اليوم، والتي بلغت ذروتها بالأمس في جامعة القاهرة، مشيرا إلى أنها تحمل في طياتها عدة دلالات ومؤشرات مهمة. وأوضح الكاتب أن أولى هذه الدلالات، هي أن ما نخوضه الآن وما نتعرض له هي حرب شرسة ومستمرة دون هوادة، ضد عدو للدولة المصرية وكاره لشعبها، يتسم بكل معاني وصفات الخسة والنذالة. وقال أن الثانية هي أن فلول الإرهاب لا تتورع عن ارتكاب أي جريمة مهما بلغت خستها لتحقيق أهدافها القذرة، مستخدمة جميع الوسائل للوصول لاغراضها الدنيئة في إسقاط أكبر قدر من الضحايا لاحداث الأثر الذي تريده وتسعي إليه في ترويع المواطنين. وأضاف أن الثالثة هي ضرورة الإدراك الواعي لدينا جميعا بأن هذه الممارسات العدوانية، لن تتوقف في القريب العاجل، ولن تكون لها نهاية مؤكدة في المستقبل المنظور، بناء على الاختيار الطوعي لهذه الفلول وتلك العصابات. ونبه الكاتب إلى ضرورة أن نعي جيدا، أن جماعة القتل والإرهاب فقدت عقلها تماما وسيطرت عليها مشاعر الكراهية لمصر والحقد على شعبها، وقررت الاستمرار في خوض معركتها ضد مصر وشعبها والسعي بكل الوسائل الإرهابية لاعاقة تنفيذ خارطة الطريق، ووقف وتعطيل أو إفساد عملية انتخاب رئيس الجمهورية حتى تتوقف مسيرة الوطن نحو بناء المؤسسات التنفيذية والتشريعية على أسس صحيحة وديمقراطية،..، وهو ما يجب ألا نمكنهم منه على الإطلاق. وتساءل الكاتب عماد الدين حسين في مقاله (علامة تعجب) بجريدة "الشروق"، عن الكاسب والخاسر من التفجيرات الإرهابية التي وقعت ظهر امس أمام جامعة القاهرة. وأشار الكاتب إلى الارهابيين أو المنفذين يعتقدون أنهم وجهوا ضربة إلى وزارة الداخلية وأجهزة الأمن والشرطة ولا يعتقدون انهم في كل عملية إرهابية ينفذونها يخسرون أكثر وأكثر، نعم هناك شهيد وبعض المصابين، لكن خسارة الارهابيين فادحة، حسب وصفه. وأكد الكاتب أن هؤلاء لم يقرأوا التاريخ حتى القريب منه، ولم يتعلموا منه أو يستوعبوا دروسه. والدرس الأهم في تاريخ الإرهاب العربى الحديث أنه لم ينتصر على الدولة حتى لو كانت ظالمة ومستبدة. ولفت الكاتب إلى أن الإرهابيين لم يدركوا أيضا أن جزءا كثيرا من الشعب وخلافا لحقبة التسعينيات صار يتعاطف أكثر مع الشرطة والجيش في المواجهات الأخيرة مع تنظيم جماعة الإخوان وأنصارهم، وأن النتيجة الحوهرية لهذا الحادث وأمثاله أن الأصوات التي كانت تتعاطف مع المظاهرات الطلابية سوف تخفت، والأصوات المطالبة بدخول قوات الأمن إلى داخل حرم الجامعات سوف تتزايد. وانتهى إلى التأكيد أن الكاسب الرئيسى من هذه العملية الإرهابية هم أصحاب المصلحة في عدم وجود حرية أو ديمقراطبية حقيقة. والخاسر الأكبر هو الوطن واستقراره والأبرياء الذين يسقطون عشوائيا، وأن مثل هذه العمليات لن تسقط الدولة والحكومة، بل ستزيد التعاطف مع أجهزة الأمن، وتجعل عزل المتطرفين الإرهابيين أكثر سهولة. سد النهضة: وأشاد الكاتب مكرم محمد أحمد في مقاله (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام" بالدبلوماسية المصرية ورئيسها نيبل فهمى لجهودها الحثيثة في ملاحقة مخاطر سد النهضة على جبهات عديدة بهدف تضييق الخناق على عناد الاثيوبيين، وإلزامهم أن يكونوا أكثر شفافية في التعامل مع مصر. ورأى الكاتب في عموده نقطة نور بصحيفة الأهرام أن نجاح الوزير نبيل فهمى في إقناع دول أوغندا وتنزانيا والكونغو وبروندى ونيجيريا بضرورة التزام الاثيوبيين بالحفاظ على حصة مصر المائية، لأن مصر تعتمد في أكثر من 95%من إيراداتها المائية على ما يأتيها من مياه نهر النيل، يمثل اختراقا مهما أزعج السلطات الإثيوبية التي كانت تعتمد على اصطفاف الافارقة إلى جوارها. ولفت الكاتب إلى أن الأخطر من ذلك الالتزام الواضح الذي حصلت عليه الخارجية المصرية من البنك الدولى وعدد من الدول الكبرى في مقدمتها الصين وروسيا، ومعظم المؤسسات المالية العالمية بعدم تقديم أية تسهيلات مالية لإكمال بناء سد النهضة، ما لم تلتزم إثيوبيا بحل مشاكلها مع مصر بحيث يمتنع الاضرار بمصالحها المائية. وأشار إلى تصريحات مصدر مصرى مسئول أكد فيها أن مصر جاهزة الآن بكل البدائل، بما في ذلك الذهاب إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، إذا لم تسفر جولة الاجتماعات الراهنة بين وزيرى خارجيتى مصر وإثيوبيا التي بدأت امس في بروكسل عن نتائج واضحة. ثورات إصلاحية: وفي مقاله (معا) بصحيفة "المصري اليوم" وتحت عنوان /هل هناك ثورات إصلاحية؟/، قال الكاتب عمرو الشوبكي "المؤكد أن الثورات الإصلاحية هي التي لم تعتمد على نظرية ثورية وأسست لتجارب تغيير مدني وسلمي تقوم على تغيير النظام السياسي وإصلاح الدولة لا إسقاطها، وأن تجارب النجاح في أوربا الشرقية وأمريكا الجنوبية كلها سارت في هذا الاتجاه، حتى لو كانت هناك في الأخيرة تنظيمات شيوعية ويسارية كثيرة حرضت على الثورة، إلا أنها جميعا فشلت في إسقاط الدولة، ولكنها لعبت دورا مهما في تحويلها من دولة مستبدة إلى دولة سيادة قانون وديمقراطية". وقال الكاتب "لقد رأينا كيف وظفت التيارات السياسية قضية الثورة لصالح أغراضها الحزبية وحساباتها السياسية الضيقة في بلد مثل مصر، فالإخوان حين كانوا في السلطة تخلوا عن الآراء الثورية تماما وتحولوا كما كانوا تيارا محافظا يتحدث عن النظام والعمل والبناء، وبعد أن عادوا للمعارضة اكتشفوا فجأة ثوريتهم وحرضوا على العنف الثوري وتحدثوا عن وحدة معسكر الثورة وغيرها من المفردات التي وظفت الثورة حسب المصلحة السياسية". وأضاف "أن الثورة وسيلة وليست هدفا، وهى طريق لتحقيق التقدم والتنمية والرخاء، وقد تتحول في حال انحرافها عن مسارها إلى عامل هدم وفوضى، وأن تجارب التغيير الناجحة هي التي قدمت بديلا سياسيا واجتماعيا للناس أفضل من النظام القديم، في حين أن التجارب الفاشلة هي التي عجزت عن أن تقدم ذلك". واختتم الكاتب مقاله قائلا "إن التحدي الذي تواجهه مصر والبلاد العربية هو كيفية العمل على بناء نظام سياسي جديد مؤمن بأهداف الثورة، ويعمل على تحقيق الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية، ولا يؤسس لنظام ثوري يعطي لنفسه حصانة خاصة فوق الناس باسم الثورة، فالمطلوب تطبيق القانون بكل حسم مع المخالفين لأحكامه لا البحث عن استثناءت أو حصانة خاصة لنظام أو مؤسسة أو جهة، فالشرعية الثورية كما علمتنا تجارب التاريخ تبدأ كطريق لمواجهة خصوم الثورة بإجراءات استثنائية، وتنتهي بمواجهة بين أبناء تيارات الثورة أنفسهم بنفس الإجراءات، ولذا فإن شرعية النظم السياسية الجديدة في العالم العربي يجب أن تستند فقط على الدستور والقانون". قرار لندن: وفي مقاله (بهدوء) في صحيفة "الوطن" وتحت عنوان /وأخيرا نطقت لندن/، رأى الكاتب عماد الدين أديب أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لم يحسب مخاطر التخطيط والتمويل والإشراف على عمليات الإرهاب المنظم على علاقاته الدولية. وقال الكاتب "لابد من التوقف باهتمام أمام تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حول طلبه أحد الخبراء الإشراف على كتابة تقرير حول طبيعة وحقيقة النشاطات الحالية لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي، الذي يتخذ من لندن مركزا أساسيا لإدارة نشاطاته منذ زمن بعيد. ويتردد أن (المرشد العام الخفي) للجماعة، أي المرشد غير العلني لكل فروع الجماعة في العالم، موجود في لندن.. وعهد كاميرون بهذا التقرير لسفير مخضرم خدم في العراق والسعودية، ويجيد العربية، ولديه معرفة كاملة بطبيعة نشاطات الجماعات الدينية في المنطقة العربية". وأضاف: "بهذا التصريح تكون بريطانيا كالعادة داعبت كل الأطراف، فهى من ناحية أرضت مصر والسعودية والإمارات والأردن والبحرين، التي تمارس اتصالات مع لندن من أجل منع بريطانيا لنشاطات جماعة الإخوان على أراضيها، ومن ناحية أخرى هي لم تصف الجماعة بالإرهاب أو توجه لها أي إدانة". واختتم الكاتب مقاله قائلا "يبقى الدور الأكبر في هذا الأمر هو دورنا ودور السعودية في توفير الوثائق والدلائل المكتوبة والبصرية ونتائج التحقيقات والأحكام النهائية التي يمكن أن توضح أمام اللجنة البريطانية حقيقة حال هذه الجماعة دون تعسف أو تجن". وفي مقاله بجريدة (الشروق)، وتحت عنوان "هل يأتي الإنصاف من لندن؟"، قال الكاتب فهمي هويدى "ما تمنینا حدوثھ في مصر. تلقینا أنباءه من لندن.. إذ كنت واحدا ممن بحت أصواتھم داعین إلى إجراء تحقیق نزیھ في حوادث الإرهاب التي شھدتھا البلاد. للتعرف على مرتكبیھا ومحاسبتھم قضائیا وسیاسیا". وقال الكاتب "تحدثت التقاریر التي خرجت من بریطانیا عن أن القرار اتخذ استجابة لضغوط مارستھا مصر والسعودیة والإمارات، ضمن جھود الدول الثلاث لملاحقة الإخوان والحد من أنشطتھم، ومع ذلك فإن الخطوة لھا أهمیة خاصة لا یمكن تجاهلھا". ورأى الكاتب أن القرار الذي أصدره دیفید كامیرون یستمد أهمیتھ من أربعة أمور أساسیة، أولھا أن التحقیق في الأمر یتم دون حكم مسبق، بمعنى أنھ یسعى إلى التثبت مما إذا كانت الجماعة تجنح إلى التطرف أو تمارس الإرهاب أم لا، ولیس الھدف منھ السعى لإثبات التھمة المقررة سلفا.. الثاني أنھ یتم في دولة تحترم حریة التعبیر وللقانون أقدامھ الراسخة فیھا، الأمر الذي یوفر للتحقیق قدرا كافیا من النزاهة والحیاد.. الثالث أن الحدود واضحة هناك بین القضاء والسیاسة، علما بأن للقضاء أحكامھ الكثیرة التي عارضت السیاسة وتحدتھا.. الرابع أن في بریطانیا مؤسسات مستقلة قویة قادرة على أن تصوب أي انحراف أو شبھة مجاملة في مسلك الحكومة أو مؤسساتھا الرسمیة. واختتم الكاتب مقاله قائلا "أزعم أن التحقیق البریطاني لھ أهمیتھ البالغة، من حیث إنھ في أسوأ فروضھ لن یھدر الحقیقة، ولن یبتعد كثیرا عن الإنصاف".